بعض من خسوف القمر

بعض من خسوف القمر

بعيدا عن جمالها الصارخ، كانت تحب أن توجه لها الأنظار أينما ذهبت،فكثيراً ما كانت تطرح أسئله مثيرة على

معلم اللغة العربية وعندما يقوم بالرد عليها ،كانت تعترض بالرغم من إتيانه بالحجج والبراهين التى لا شك فيها.

ألتحقت بجماعة الخطابه، وكانت تسعى جاهدة للحصول على المركز الأول فى المسابقات، ولكنها كثيراً ماكانت

تخرج منها ووجهها  أشد حمره وأكثر إحتقاناً لحصولها على المركز الثانى أو الثالث، وبالرغم من عــدم وجـــود

الموهبه لديها إلتحقت بجماعة الرسم، مما أضطرها لشراء العديد من كتب تعليم فن الرســـم عـــربية وأجــنبية،

وسرعان ماقدمت إلى المعلم بعض أبيات من الشعر، فقرأها ثم قال لها :هذا ليس بشعرإنها مجمــوعة كــــلمات

متراصة بعضها بجانب بعض ،لا تؤدى إلى معنى،ويغلب عليها التنافر، أنصحك بعدم الكتابه لأنك لا تمـلكـــين

الموهبه.

قالت : لكننى أحب الشعر.

فقال: نعم للشعر متعة وما ألذها من متعة ،لكن يمكنك الحصول عليها بالقراءة فقط بعيداًعن الكتابه،والتحقنا.


 معاً بالجــامعه،ثم تفرقت بنا سبل الحياة ، وتزوجت أنا برجل فاضل يعمل بالسلك الد بلوماسى ؛وكنا دائمى الترحال

فى بلاد الدنيا،ونقل زوجى إلى أحدى الدول الأوربيه،وفى أحدى زياراتى لأحد الأسواق الكبرى ،

دخلت أحد محلات الملابس للتسوق وعند خروجى منه،وقعت عيناى فى عينيها وأخذنا ننظرإلى بعضنا

كثيراً، ثم تقدمت إليها فى توجس واضطراب ولسان حالى يقول :يارب تكون هى!

وسألتها :أنت مها ؟

فقالت وبسرعه: أنت نجلاء ؟

وتعانقنا طويلاً وانسابت الدموع مما لفت أنظاره إلينا ،وجلسنا فى مقهى (المول) وتجاذبنا الحديث وسألتنى عن

أصدقائنا بالجامعه،وكان لابدأن يتطرق الحــديث إلى حياتنا الخاصه ،وعرفت منها أنها تزوجت من مصرى

ثم أختلفا على طريقة العيش وطلقت منه،ثم تزوجت من أوربى.

وسألتها :طبعاً أســـلم

فقالت  : لا

فقلت لها :ألا تعلمى أن هذا محرم فى الدين الأسلامى ، المرأة المسلمه لا تتزوج إلا مسلماً.
فقالت فى براءه: لا أعــــــــــــــرف

بسيطه مفيش مشكلة ،إحنا ممكن نتصرف ،إحنا متفاهمين جــداً

بـــــاى.






وأصتحبت أبنيها مايكل وكاترينا وأنصرفت.

أستاذ رمضان
قوية جداً قصتك تلك فجعلتني أريد أن أسأل كثيراً وأعلق كثيراً وأتكلم كثيراً، وفي ذات الوقت لاأستطيع أن أفتح فمي لأتكلم.

أشكرك على الأشاده بالقصة وكما تعلمى أن طرح الأسئلة لأى عمل أدبى هو إثراء للعمل وتنوير للكاتب وللقارئ

أيضاً فلك أن تسألى ولك أن يكون لك حرية التعليق ولك أيضاَ أن تتكلمى كثيراً لأن كلامك سيكون سينصب على

فنيات العمل الذى قطعاً سنستفيد منه جميعأ .

قصة درامية بها حراك ذهنى وتحولات فكرية تستوجب الوقوف عندها
الحوارية هنا بين اثنتين ،والقاص راوي للأحداث وليس مشاركا
فيها،بالقصة أكثر من زمن للأحداث وكذلك أكثر من مكان،،
وبدايتهاتدلل على الخلل النفسي للشخصية المستهدفة،فهى غير
مستقرة ولا تعرف ماذا تريد،نرجسية والقاص لم يطرح سببا لذلك لكنه
طرح الظاهرة فقط كما يراها،وانتهت القصة ببساطة وسهولة
لكن بصدمة عقائدية،أيضا حلها بسيط (بسيطه مفيش مشكلة ،إحنا ممكن
نتصرف ،إحنا متفاهمين جــداً) للجملة دلالات بالغة على التحول الثقافي
والعقائدى في منحنى هابط للتشريع أيضا حلول لديهم،......قصة هادفة
طويلة نوعا ما عن قصصك السابقة..
خرجت منها دون التورط برأيك كراوى للأحداث واكتفيت بعرض الحدث
بشكل فنى جيد...

أشكرك على النقد المعلم البناءكعهدى بك منذ ألتقينا وهذه شهادة أعتز بها .

وهذه ليست القصة الأطول عن سابقتها ولكننى قمت بكتابة قصص طويلة

كثيرة تربو على ما فوق 27 قصة من بينها قصة كريستال13صفحــــه

دمتم لنا على سبيل الأرشاد والأبداع.