منتدى شروق الأدبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعد منتدى شروق الأدبي بلقاء أصدقائه وزواره،
ويتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع به
والله من وراء القصد
منتدى شروق الأدبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعد منتدى شروق الأدبي بلقاء أصدقائه وزواره،
ويتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع به
والله من وراء القصد
منتدى شروق الأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شروق الأدبي

يعطي الله المبدعين وسائل للتعبير حرم منها الآخرون لكنهم سيسألون ويجيب عنهم الآخرون فاحرص على إبداعك ليحرص الآخرون على الإجابة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
http://www.kutub.ktaby.com/  مكتبة كتب مجانية
يسر منتدي شروق الأدبي دعوتكم لحضور الأمسية الأدبية التي يقيمها في الخامسة مساء في الإثنين الأول من كل شهر ميلادي،كل عام أنتم بخير
أسرة منتدى شروق الأدبي ترحب بكل السادة الأعضاء وتدعو الجميع إلى المناقشة الهادفة البناءة بكل موضوعية وحيادية
أسرة منتدي شروق الأدبي ترحب بالدكتورة ريم (المها العربية) وتتمنى لها إقامة سعيدة في المنتدى
أصدقاء المنتدي الجدد عند التسجيل في المنتدي يجب تفعيل العضوية كالآتي:أن تفتح إميلك الذي استخدمته في التسجيل بالمنتدى،ثم تدخل علي الرسائل ستجد رسالة مرسلة من المنتدي بها رابط التفعيل الذي يعود بك للمنتدى مرة أخري،وهذا هدفه التأكد من أنك صاحب الميل الذي استخدمته في تسجيل العضوية،ومنتدي شروق الأدبي يرحب بكل الأصدقاء الجدد متمنيا لهم دوام الصحة والإبداع
مكتبة الصور
الشاعر : خليل مُطران  Empty
مجلس إدارة المنتدي
السيد جلال:مديرًا
ناصر صلاح
:
مشرفاً عاماً
محمد حافظ:عضوا
رمضان أحمد:عضوا
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» ابن الشهيد
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأحد ديسمبر 10, 2023 1:26 am من طرف ozorees_moslim

» همسات الدم
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 06, 2023 11:35 am من طرف رائد قاسم

» ثلاجة الموت
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 23, 2023 5:21 pm من طرف رائد قاسم

» تحميل كتاب ثلاثية الأنفوشي
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأحد أبريل 30, 2023 2:36 am من طرف ozorees_moslim

» مواساة لبيروت لا رثاء
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 12, 2020 10:41 am من طرف مصطفى حسين

» مواساة لبيروت لا رثاء
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 12, 2020 10:35 am من طرف مصطفى حسين

» على مبروك ومرثية للتنوير
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 12, 2020 9:54 am من طرف مصطفى حسين

» آخر ديسمبر_قصيدة_فيديو
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1السبت ديسمبر 31, 2016 5:37 am من طرف ozorees_moslim

» دلائل الخيرات
الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1السبت ديسمبر 31, 2016 4:52 am من طرف ozorees_moslim

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ozorees_moslim
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
أحمد عبد الشافي
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
soadat
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
قطرات الندى
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
ماندولين
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
حرفوش المجذوب
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
رمضان كامل
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
محمد الميانى
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
سوسن إسماعيل
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
أحمد حسن عمر
الشاعر : خليل مُطران  Poll_rightالشاعر : خليل مُطران  Poll_centerالشاعر : خليل مُطران  Poll_left 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دعوة عامة
J
يسر منتدى شروق
دعوتكم
في الإثنين الأول
من كل شهر ميلادي
لحضور الأمسية الأدبية
في السادسة مساء
كل عام وأنتم بخير
قصيدة الأسبوع
 
1- أبيتُ الرِّقَ
 
منى الغريب
 
دثّروني واتركوني
تدفنُ الأحْزان قبري
لا تلوْموا اليوم قلْبي
أنَّهُ قد ضاق صدْري 
لا تلوموا كبريائي
كبريائي كلُّ عمْري
اتركوني .. لا تُطِيْلُوا
في حديثٍ صار يجْري 
كم شدوْنا وانْتظرْنا
فاقْبلي ياقُدْسُ عُذْرِي
اتركوني.. لا تُبَالوْا
قد أبيْت الرِّق نحْرِي
في غيَابِ الحقِّ زالت
كلَّ أحْلامي وصبْري
هلْ تهبُّوا الآن صحْوّا
بين أبْنَائِي لِتَسْرِي
صيْحَة الأحْرَارِ تَعْدُو
بينَ آلامِي وقَهْرِي
طهِّروا الْأقْصَى بِمَاءٍ
زمْزِمُوْه أَلْفَ عِطْرِ
ولْتُقِيْمُوا الْعَدْلَ حَتَّى
يسْتَوِي مِيْزَانُ أَمْرِي
سطِّرُوا التَّاريِخَ مِنِّي
ولْتُقِيْمُوا الْآن ظَهْرِي
 
******
 
2- بوح .....1
 
 ناصر صلاح
 
من فرط شوقي إليك
 
لم أنم ليلي
 
من شوق ليلي إليك
 
لم يزل حولي
 
أراك في بدره
 
يسمعك في قولي
قصة الأسبوع
 
 1- قتيل
رمضان أحمد
 
طرق الشرطيون الباب . ينعون لهم مقتل أبيهم . مقيدين في صفحات التحقيق كرابيج الأسئلة خطوط طول ودوائر عرض على محيط أجسادهم الغزل الدموي المتساقط من أفواه الذبائح لم يرشد إلى فاعل . في غرف القسوة ضياءها وتهديد هتك العرض فرشها . تطوع الولد الأكبر أن يحمل وزر القاتل .
 
2 - لن أعود
بقلم / أحمد حسن عمر
أستطاعت ظروف عملي ان تبعدني عن زوجتى و أولادى الذين احبهم 
وأرتبط بهم لأقصي درجــة،خصوصا الأمورة الشقية "حبيبة" والتي لا 
أستطيع أن أبتعد عنها،كنت أحاول في إجازتى الشهرية أن أعوضهم عن
فترة غيابي بشراء الفاكهة والحلوي ثم أرتمي في أحضانهم كالطفل الصغير الذي يرتمي في حضن أمه بعد غياب ..في الإجازة الحالية كدت أن أقـبـل باب شقتي قبل الدخول من شدة شوقي لأسرتى،وصلت الساعة الثانية ظهرا قبلت الأولاد،
وأحضرت لهم كل ما طلبوه في آخر مكالمة تليفونية،وأعددت لهم وجبة
الغداء وجلست في انتظار زوجتى التي تحضر من عملها في تمام الخامسة.قمت بوضع كمية كبيرة من العطر علي وجهي وصدري وملابسي ،أخترت أفضل (ترنج) عندي لأقابلها به بعد هذا الغياب،زوجتي تتصل بي وتسألنيعن "ميستي" وهل أعددت لها الطعام ؟ فأخبرتها نعم .. وميستي هذه قطة بيضاء جميلة من طراز  (شيراز)ومن عائلة كبيرة ولها حسب ونسب كما تقول زوجتى !! وتشترى لها طعام خاص من أكبر سوبر ماركت بالمهندسين،ويجب أن تقوم زوجتى مرتين أسبوعيا بعمل فسحة للأميــرة ميستى في أرقي شوارع ميدان لبنان
وصلت زوجتي البيت،فتحت لها،وقفت لكى ترتمي في حضني الذي أعددته لها، هرولت " ميستى "وقفزت فوق ذراع زوجتي التي قبلتها وقالت لها:وحشتنى، وحشتيييييني يا مستي !!وميستى تهز زيلها بفخر وسعادة وتنظر لي نظرة غريبة لا أفهمها !!وأنا واقف بالترنج الجديد بجوار الباب أنتظر دورى !
سألتني زوجتي:أنت ايــة لابس  ونازل ؟!فأخبرتها نعم ...ولن أعــــــود !! 
من أخبار الأدباء
أسرة منتدي شروق الأدبي
تهنيء الشاعر
السيد جلال
بصدور ديوانه الجديد
"لحظات ما قبل دخول الجنة"
له من أعضاء
منتدى شروق الأدبي
كل التقدير
وأجمل التهاني
&&&&
كما حقق الشاعر
السيد جلال
المركز الثاني بمسابقة
كتاب الجمهورية
في شعر الفصحى لعام 2012
********
كما تهنيء أسرة المنتدى
أعضاء مجلس الإدارة الجدد
* الشاعرة:منى الغريب
* الشاعر:أحمدعبدالشافي
 * الشاعر:أحمد حسن عمر
&&&&&&&&
أمنياتنا بالتوفيق للجميع
معلومة
 
لعلاج مرض السكر
 
تغلي كمية من ورق الزيتون في لتر ونصف ماء حتى يغلي ويقلب الماء عند الغليان (3) دقائق ثم تتركه لتخليصه من الغبار وترشحه وتأخذ القطارة (الماء فقط ) وتعبئة في زجاجة ليست بلاستيك وتضعه في الثلاجة وتشرب منه فنجان قهوة عربي كبير أو كأس (3) مرات يومياً قبل الأكل مع إيقاف جميع أنواع أدوية وعلاجات السكر وتقوم بمراقبة السكر بالتحليل خلال اليوم الأول والثاني والثالث وبعدها تقرر هل تستمر أو لا ؟
ملاحظة :اختر الأوراق الجيدة ويجب أن تأخذ واحده منها وتمضغها إذا هي لاذعة ومره فهي
مسابقات
الأخوة الأصدقاء أعضاء
منتدى شروق الأدبي
ترقبوا المسابقة الأدبية
التي تعدها أسرة المنتدى
وسوف تعلن عنها
في موعد لاحق قريب 
إن شاء الله

 

 الشاعر : خليل مُطران

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعر : خليل مُطران  Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر : خليل مُطران    الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1السبت يناير 26, 2013 3:51 am

خليل مُطران
"شاعر القطرين"
(1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949)
_ هو شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر
عُرف بغوصهِ في المعاني وجمعهِ بين الثقافة العربية والأجنبية
كما كان من كبار الكُتاب عمل بالتاريخ والترجمة
كان يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي كما شبهه المنفلوطي بأبن الرومي

_ ُعرف مطران بغزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي
هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي أنعكس بالطبع على أشعاره
أُطلق عليه لقب "شاعر القطرين" وُيقصد بهما مصر ولبنان
وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب "شاعر الأقطار العربية"

_ دعا ُمطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي
فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة
تتناسب مع العصر مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير
كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي

حياته
_ هو خليل بن عبده بن يوسف ُمطران
_ ُولِدَ في الأول من يوليو عام 1872م في بعلبك بلبنان
_ تلقى تعليمه بالمدرسة البطريريكية ببيروت
_ تلقى توجيهاته في البيان العربي على يد أستاذاه الأخوان خليل وإبراهيم اليازجي
_ أطلع على أشعار فكتور هوجو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا
_ هاجر إلى باريس وهناك أنكب على دراسة الأدب الغربي

_ كان مطران صاحب حس وطني
فقد شارك في بعض الحركات الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن العربي
ومن باريس انتقل مُطران إلى محطة أخرى في حياته فأنتقل إلى مصر
حيث عمل كمحرر بجريدة الأهرام لعدد من السنوات
ثم قام بإنشاء "المجلة المصرية" ومن بعدها جريدة " الجوانب المصرية " اليومية
والتي عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية
وأستمر إصدارها على مدار أربع سنوات وقام بترجمة عدة كتب.

من قصائده الثائرة :

شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا وَاقْـتُلوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّما الصَّالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا يمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُوا الأَيْديَ هَـلْ تَقْطِيعُها يَـمنَعُ الأَعْينَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا
أَطْـفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا يمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ وَبِـه مَـنْجـاتُنَا مِـنْكُمْ فَشكْرَا

_ وخلال فترة إقامته في مصر
عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب الموجز
في علم الاقتصاد مع الشاعر حافظ إبراهيم
وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام 1908
عمل مطران على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأعمال الأجنبية
كما كان له دور فعال في النهوض بالمسرح القومي بمصر.

ونظراً لجهوده الأدبية المميزة
قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين
ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين .

_ أسلوبه الشعري
ُعرِفَ مطران كواحد من رواد حركة التجديد
وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر
تميز أسلوبه الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية
كما يُعد من مجددي الشعر العربي الحديث
ومن مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
على الرغم من مِحاكاة مُطران في بداياته لشعراء عصره في أغراض الشعر الشائعة من مدح ورثاء
لكنه ما لبث أن أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الفرنسية
فكما عني شوقي بالموسيقى وحافظ باللفظ الرنان عنى مطران بالخيال
وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره مثل
إبراهيم ناجي وأبو شادي وشعراء المهجر وغيرهم .

_ شهدت حياة ُمطران
العديد من الأحداث السياسية والإجتماعية الهامة
وكان بالغ التأثر بها وعبرعن الكثير منها من خلال قصائده
ُعرِفَ برقة مشاعره وإحساسه العالي
وهو الأمر الذي أنعكس على قصائده فتميزت بنزعة إنسانية
وكان للطبيعة نصيب من شعره فعبرعنها في الكثير منه
كما عني في شعره بالوصف
وقدم القصائد الرومانسية ومن أبيات الشعر الرومانسية التي قالها عندما سُئل عن محبوبته
قال :
يَا مُنَ الْقَلْبِ وَنُورَ العَيْنِ مُذْ كُنْتُ وَكُنْتِ
لَمْ أَشَأْ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ بِمَا صُنْتُ وَصُنْتِ
وَلِـمَـا حَـاذَرْتُ مِـنْ فِـطْـنَـتِـهِمْ فِينَا فَطِنْتِ
إِنَّ لَـيْـلاَيَ وَهِـنْـدِي وَسُـعَادِي مَنْ ظَنَنْتِ
تَـكْـثُـرُ الأَسْـمَـاءُ لَـكِنَّ المُسَمَّى هُوَ أَنْتِ

_ أهتم مطران بالشعر القصصي والتصويري
الذي تمكن من أستخدامه للتعبيرعن التاريخ والحياة الإجتماعية العادية التي يعيشها الناس
فأستعان بقصص التاريخ وقام بعرض أحداثها بخياله الخاص بالإضافة لتعبيره عن الحياة الإجتماعية
وكان مطران متفوقاً في هذا النوع من الشعرعن غيره
فكان يصور الحياة البشرية من خلال خياله الخاص مراعياً جميع أجزاء القصة

_ من قصائده التاريخية :
نذكر قصيدة "بزرجمهر"
سَجَدُوا لِكِسْرَى إِذْ بَدَا إِجْلاَلاَ كَسُجُودِهِمْ لِلشَّمْسِ إِذْ تَتَلاَلاَ
يَا أُمَّةَ الْفُرْسِ الْعَرِيقَةَ فِي الْعُلَى مَإذَا أَحَالَ بِكِ الأسُوُدَ سِخَالاَ
كنْتُمْ كِبَاراً في الحُرُوبِ أَعِزَّةً وَالْيوْمَ بِتُّمْ صَاغِرِينَ ضِئَالاَ
عُبَّاد كِسْرَى مانحِيهِ نُفُوسَكُمْ وَرِقَابَكُمْ وَالعِرْضَ وَالأَمْوَالاَ
تَسْتَقْبِلُونَ نِعَالَهُ بِوُجَوهِكُمْ وَتُعَفِّرُونَ أَذِلَّةً أَوْكَالاَ
أَلتِّبْرُ كِسْرَى وَحْدَهَ فِي فَارِسٍ وَيَعُدُّ أُمَّةَ فَارِسٍ أَرْذَالاَ
شَرُّ الْعِيَالِ عَلَيْهِمُ وَأَعَقُّهُمْ لَهُمُ وَيَزَعُمُهمْ عَلَيْهِ عِيَالاَ
إِنْ يُؤْتِهِمْ فَضلاً يَمُنَّ وِإِنْ يَرُمْ ثَأَراً يُبِدْهُمْ بِالْعَدُوِّ قِتَالاَ

_ تفوق مطران على كلٍ من حافظ إبراهيم وأحمد شوقي في قصائده الإجتماعية
والتي تناول فيها العديد من المواضيع محارباً فيها الفساد الاجتماعي والخلقي

قالوا عنه :
* أشارإليه الدكتور ميشال جحا الأديب اللبناني *
والذي قام بنشر دراسة عن خليل مطران "إلى أن شوقي وحافظ ومطران
يمثلون الثالوث الشعري المعاصر الذي يذكرنا بالثالوث الأموي :
الأخطل وجرير والفرزدق
الذي سبقه بأكثر من أثني عشر قرناً من الزمن
كما عاش هؤلاء الشعراء في فترة زمنيـة متقاربة
وفي كثـير من الأحيـان نظمـوا الشعر في مناسبـات واحدة
إنما خلـيل مطران يبقى رائـد الشعر الحديث".

* وقال عنه الباحث اللبناني قاسم محمدعثمان *
ان ما صنعه خليل مطران في الأدب لم يصنعه أدباء عصره.

* قال عنه الشاعر صالح جودت *
أنه اصدق شعراء العرب تمثيلاً للقومية العربية

* وعبر طه حسين عن رأيه في شعر مطران وهو يخاطبه قائلاً
إنك زعيم الشعر العربي المعاصر وأستاذ الشعراء العرب المعاصرين
وأنت حميت "حافظاً" من أن يسرف في المحافظة حتى يصيح شعره كحديث النائمين
وأنت حميت "شوقي" من أن يسرف في التجديد حتى يصبح شعره كهذيان المحمومين


* وقال عنه محمد حسين هيكل *
عاش مطران للحاضر في الحاضر وجذب جيله ليجعله حاضراً كذلك
فشعره وأسلوبه وتفكيره كلها حياة جلت فيها الذكرى وعظمت فيها الحيوية
ولهذا تراهم حين يتحدثون عن مطران يتحدثون عن الشعر والتجديد فيه


_ قدم مُطران للمكتبة العربية كتب من ينابيع الحكمة والأمثال مثل :
* ديوان الخليل
* إلى الشباب
والعديد من المترجمات لكلٍ من شكسبير وفيكتور هوجو

وفاته
جاءت وفاة مطران بالقاهرة
في الأول من يونيو العام 1949م
بعد أن أشتد عليه المرض لتشهد مصر وفاته كما شهدت أنطلاقته الأدبية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعر : خليل مُطران  Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : المساء   الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1السبت يناير 26, 2013 5:07 am


قصيدة
(المساء)

دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي
من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي
ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّد
في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَ هُ
كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي
هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي
مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي
عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ ، لَوْ أَنْصَفْتِني
لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي
عُمْرَ الفَتَى الفَانِي ، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
ببَيَانِهِ ، لَوْلاَكِ ، في الأَحْيَاءِ
فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ ، كَذِي جَهْلٍ ،وَلَمْ
أَغْنَمْ ، كَذِي عَقْلٍ ، ضَمَانَ بَقَائي
إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى
في غُرْبَةٍ قَالُوا : تَكُونُ دَوَائي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا ،
هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ ؟
عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ ، وَعِلَّةٌ
في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ !
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ
تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ ، وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ
لِلْمُسْتَهَامِ ! وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي !
أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ ، وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً
لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ ؟
أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً
وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ ؟
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا
وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً
بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي
وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْن ِ قَدْ
مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي
وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً
فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي

شعر
خليل مُطران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعر : خليل مُطران  Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : الأسد الباكى   الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأحد يناير 27, 2013 1:41 am


قصيدة
(الأسد الباكى)

دَعَوْتُكَ أَسْتَشْفِى إِلَيْكَ فَوَافِنى
عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْكَ أَنَّكَ لِى آسِى
فَإِنْ تَرَنِى وَالحُزْنُ مِلْءُ جَوانِحِى
أُدَارِيهِ فَلْيَغْرُرْك بِشْرِى وَإِينَاسِى
وَكَمْ فِى فُؤَادِى مِنْ جِراحٍ ثَخِينَةٍ
يُحَجِّبُهَا بُرْدَاى عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ
إِلَى"عَيْنِ شَمْسٍ"قدْ لَجَأْتُ وَحَاجَتِى
طَلاَقَةُ جَوٍّ لَمْ يُدَنَّسْ بِأَرْجَاسِ
أُسَرِّى هُمُومِى بِانْفِرَادِى آمِنًا
مَكَايِدَ وَاشٍ أَوْ نمَائِمَ دَسَّاسِ
يَخَالُونَ أَنِّى فِى مَتاعٍ حِيَالَهَا
وَأَىُّ مَتَاعٍ فِى جِوَارٍ لِدِيمَاسِ
أَرَى رَوْضَةً لكِنْهَا رَوْضَةُ الرَّدَى
وَأُصْغِى وَمَافِى مَسْمَعِى غيْرُوَسْوَاسِ
وَ اَنْظُرُ مِنْ حَوْلِى مُشَاةً وَركَّبًا
عَلَى مُزْرَجَيَاتٍ مِنْ دُخَانٍ وَأَفْرَاسِ
كَأَنِّى فِى رُؤْيَا يَزُفُّ الأسَى بِهَا
طَوَائفَ جِنٍ فِى مَوَاكِبِ أَعْرَاسِ

إِلَى"عَيْنِ شَمْسٍ"قدْ لَجَأْتُ وَحَاجَتِى
طَلاَقَةُ جَوٍّ لَمْ يُدَنَّسْ بِأَرْجَاسِ
أُسَرِّى هُمُومِى بِانْفِرَادِى آمِنًا
مَكَايِدَ وَاشٍ أَوْ نمَائِمَ دَسَّاسِ
بَدَتْ إِرَمَ ذَاتُ العِمَادِ كَأنَّهَا
مِنَ الْقِاعِ شَدَّتْهَا النُّجُومُ بِأَمْرَاسِى
كَفَّنّتْهَا لَيَالٍ نَزْرَةٌ فَتَجَدَّدتْ
ثَوَابِتَ أَرْكَانٍ رَوَاسِخَ آسَاسِ
وَغَالَطَ فِيْهَا الْبَعْثُ مَاخَالَطَ الحِلَى
بِهَامِنْ ضُرُوبٍ مُحْدَثَاتٍ وَأَجْنَاسِى

هُنَاكَ أُبِيحُ الشَّجْو َنَفْسًا مَنِيعَةً
عَلَى الضَّيْمِ مَهْمَا يَفْلُلِ الضَّيْمُ مِنْ بَاسى
يَمُرُّ بِىَ الإخْوَانُ فِى خَطَرَاتِهِمْ
أُولَئِكَ عُوَّادِى وَلَيْسُوا بِجُلاَّسِى
أَهَشُّ إِلَيْهِمْ مَا أَهَشُّ تَلَطُّفًا
وَفِى النَّفْسِ مَا فِيهَا مِنَ الْحُزْنِ وَاليَاسِ
ذَرُونِىَ وَانْجُوامِنْ شَظَايَا تُصِيبُكُمْ
إِذَا لَمْ أُطِقْ صَبْرًا فَأَطْلَقْتُ أَنْفَاسِى
فَإِنِّى عَلَى مَا نَالَنِى مِنْ مَسَاءَةٍ
لأَرْحَمُ صَحْبِى أَنْ يُلِمَّ بِهِمْ بَاسِى
ذَرُونِىَ لا يَمْلِكْ وَجِيْفِى قُلُوبَكُمْ
إِذَا مَرَّ ذَاكَ الطَّيْفُ وَادَّكَرَ النَّاسِى
فَتَاللهِ لَوْلا ذَلكَ الطَّيْفُ وَالْهَوَى
لَهُ مُسْعِدٌ لَمْ يَمْلِكِ الدَّهْرُ إِتْعَاسِى
ذَرُونِىَ أَحْسُ الخَمْرَ غَيْرَ مُنَفَّرٍ
عَنِ الوِرْدِ مِنْهَا نِفْرَةَ الطَائِرِ الحَاسِى
فَرُبَّتَ كَاسِ عَنْ شِفَاهِى رَدَدتُهَا
وَقَدْ قَتَلَ الدَّمْعُ السُّلاَفَةَ فِى الْكَاس
ذَرُونِى أُنكَّسْ هَامَتِى غَيْـرَ مُتَّقٍ
َلاَمَةَ رُوَّادٍ وَشُبْهَةَ جُوَّاسِ
فَبِى حُرَّةٌ بِكْرٌ ضُلُوعِى سِيَاجُهَا
أَرَاشَ عَلَيْهَا سَهْمَهُ مُعْتَدٍ قَاسِ
أُعِيدُ إِلَيْهَا كُلَّ حِينٍ نَوَاظِرِى
وَأُخْفِضُ مِنْ عَطْفٍ عَلَى جُرْحِهَا رَاسِى

يَكَادُ يَبُثُ المَجْـدَ مَا لاَ أَبُثُّهُ
مِنَ السَّقَمِ العَوَّادِ وَالسَّأَمِ الرَّاسِى
أَنَا الأَلَمُ السَّاجِى لِبُعْدِ مَزافِرِى
أَنا الأَمَلُ الدَّاجِىَ وَلَمْ يَخْبُ نِبْرَاسِى
أَنَا الأَسَدُ الْبَاكِى، أَنَا جَبَلُ الأَسَى
أَنا الرَّمْسُ يَمْشِى دَامِيًا فَوْقَ أَرْمَاسِ
فَيَا مُنْتَهَى حُبَى إِلَى مُنْتَهَى المُنَى
وَنَعْمَةَ فِكْرِى فَوْقَ شِقْوَةِ إِحْسَاسِى
دَعَوْتُكَ أَسْتَشْفِى إِلَيْكَ فَوَافِنى
عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْكَ أَنَّكَ لِى آسِى

شعر
خليل مُطران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعر : خليل مُطران  Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : موت عزيز   الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأحد يناير 27, 2013 2:01 am


قصيدة
(موت عزيز)

عَزِيزٌ غُرُوبُ البِكْرِ فِي بُكْرَةِ العُمْرِ
كَغَيْبَةِ شَمْسِ الأُفْقِ فِي طَلْعَةِ الفَجْرِ
فَيَا شَمْسُ سَرْعَانُ القَضَاءِ تَهَجُّماً
عَلَيْكِ وَلَمْ يُمَهِلكِ فِي السَّبْعِ وَالعَشْرِ
خَطِيبَةُ شَهْرٍ سَابَقَ المَوتُ بَعْلَهَا
إِلَيْهَا فَأَغْوَاهَا وَلَكِنْ عَلى طُهْرِ
أَتَاهَا عَلى غَيْرِ ارْتِقَابٍ بِخِدْرِهَا
سَرِيعاً خَفِيفاً خَارِقَ الحُجْبِ كالفِكرِ
وَقَبَّلَهَا فَاسْتَلَّ جَوْهَرَ رُوحِهَا
وَأَبْقَى عَلى رَسْمٍ كَبَعْضِ الدُّمَى الغُرِّ
كَذَلِكَ نِيرَانُ الصوَاعِقِ تَنْثَنِي
عَنِ التُّرْبِ إِعْرَاضاً وَتَأْخُذُ بِالتِّبْرِ
فَلَما نَعَوْا تِلْكَ الْفَتَاةَ لأُمِّهَا
أَلَمَّ بِهَا سُكْرٌ وَمَا هِيَ فِي سُكْرِ
عَرَاهَا خَبَالٌ فهْيَ تَرْقُصُ تَرْحَةً
وَتَنْشُدُ أَصْوَاتَ السُّرُورِ وَلا تدْرِي
وَتهْذِي مِن الحُمَّى بِمَا شَاءَ ثكْلُهَا
وَيَنْهَلُّ مِنْ أَجْفَانِهَا الدَّمْعُ كَالقَطْرِ
بُنَيَّةُ لا بَأْسٌ عَلَيْكِ مِنَ الرَّدَى
فَإِنَّكِ فِي أَمْنٍ لَدَى بَعْلِكِ الحُرِّ
عَرُوسٌ يُفَدِّيهَا بِمُهْجَتِهِ فَتى
لَهَا أَرْخَصَ الدُّرِّ الغَوَالِيَ فِي المَهْرِ
فَيَا أَفْرَسَ الفُرْسَانِ فِي حَوْمَةِ الوَغَى
إِذَا سَالَتِ الأَسْيَافُ بِالأَنْفُسِ الحُمْرِ
تَخِذناكَ بَعْدَ اللّهِ حامِي دَارِنا
ولَيْسَ لَنَا عَوْنٌ سِوَاكَ عَلى الضُّرِّ
فَكَيْفَ يَنَالُ المَوْتُ مَنْ أَنْتَ عَاصِمٌ
فَيَخْطِفُهَا مِنِّي وَيَسْلَمُ مِنْ وِتْرِ
لِمَنْ تَسْتَعِدُّ السَّيْفَ كُنْتُ أَوَدُّهُ
يُرَوِّي الثَّرَى الظَّمْآنَ مِنْ مُهْجَةِ الدَّهْرِ
أَعِدَّوا لَهَا ثَوَبَ الزَّفافِ مُرَصَّعاً
وَصُوغُوا لَهَا الحَليَ الثَّمِينَ مِنَ الدُّرِّ
وَلا تُنْكِرُوا هَذَا السُّكُونَ بِنَوْمِهَا
أَلَيْسَ كَذَا نَوْمُ المُحَصَّنَةِ البِكْرِ
وَدَمْعِي دمْعُ الأُمِّ فِي عُرْسِ بِنْتِهَا
فَلا تُنْكِرُوُه لَيْسَ فِي الدَّمْعِ مِنْ نُكْرِ
لَكِ اللّهُ مَا أَبْهَى زَفَافَكِ إِنَّهُ
تَفَرَّدَ مَا بيْنَ الموَاكِبِ فِي مِصْرِ
وَلَكِنْ لِمَ الأَيْدِي تُقِلُّكِ فَوْقَهَا
مُوسَّدَةً وَالصَّاحِبَاتُ بِلا عِطْرِ
يَضُمُّكِ نَعْشٌ أَمْ أَرِيكَةُ زَفَّةٍ
ويَحْفِلُ قوْمٌ لِلسُّرُورِ أَمِ الأَجْرِ
أَلاَ إِنَّ هَذَا مَوْكِبُ المَوْتِ زَانَهُ
لَكِ الأَهْلُ بِالطَّرْزِ الأَنِيقِ وَبِالزَّهْرِ
وَأُمُّكِ لاَ يَكْفي التَّفَجُّعُ قَلْبُهَا
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي صُوَرَةِ السَّعْدِ وَالبِشْرِ
فَيَا شَمْسَ حُسْنٍ بَكَّرَتْ فِي زَوَالِهَا
لَئِنْ غِبْتِ فَالزَّهْرُ الثَّوَابِتُ فِي الإِثْرِ
بَكَيْتُكِ لا أَني عَرَفتُكِ إِنَّما
لِخَطبِكِ هَذا كُلُّ ناضِبَةٍ تَجْرِي

شعر
خليل مُطران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعر : خليل مُطران  Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : الجنين الشهيد   الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأحد يناير 27, 2013 2:30 am


قصيدة
(الجنين الشهيد)

أتتْ مصرَ تسْتعطي بأعيُنها النجْلِ
وعَرْض جمالٍ لا يقاس إلى مثلِ
غريبة هذي الدار بادِيَة الذلِّ
جلتْ طفلة ًعن موطن ٍناضبٍ قحْل
إلى حيث يُروي النيلُ باسقة النخلِ

فلاحيَّة ما درّها ثديُ أمها
سوى حزنها البادي عليها وهمّها
ولم تتناول من أبيها سوى اسمها
وما أحرزت من أهلها غيرَ يتمها
وأشقى اليتامى فاقدُ البرِّ في الأهل

فكانت كنامي الغَرْس يزكو وينضرُ
ومطعَمُه طين ومَسْقاه أكدَرُ
يُحيط بها دَوْحان شيخٌ معمّر
وأم عجوزُ القِشْر واللبُّ أخضر
تبيعهما قوتًا بشيء من الظلِّ

فمِن صُبْحها تسعى لجنْيٍ ومُكتدَى
وفي ليلها تقضي الذي يُبتغى غدا
كما كان عبدُ الرقّ جُنحًا ومغتدى
يواصل مسْعاه ليخدمَ سيِّدا
ويُوسعَهُ رزقا ويُغْذى من الثفل

قضتْ هكذا بين الأسى والمتاعبِ
صِباها ولمَّا تغدُ بين الكواعبِ
فصَحَّتْ كنبْتِ الطودِ بين المعَاطب
ومَدَّت إلى حيث الثرى غيرُ ناضب
جذورًا إذا أنهلنها عُدْنَ بالعَلِّ

وكم ضاجعَ الجوع الأثيمُ بهاءَها
فقبّلها حتى أجَفَّ دماءها
وكم سَاعَف الحرُّ المُذيب شقاءها
وكم نازع البردُ الشديد بقاءها
نوائبُ تأتي كالليالي وتسْتتلي

دَعاها بليلى والداها لتُنكرا
وهل كان صونا لاسْمِها أن يُغيَّرا
على أنها كانت مثالا مصورا
تصوَّر من ماءِ الجمال مقطرا
فحَلاه ُما تهوى المنى وبه حُلي

فلم يكُ في ليلى سوى ما يُحبَّبُ
بها من معانيها الجِياد ويُعجبُ
وكانت على الأيام تنمو وتعذب
كمثمرة الأغصان والصقعُ طيّب
يبَشرْن َفي فصل ويعقدن في فصلِ

ضُروبُ جمالٍ لو رأتها أميرةٌ
رأتْ كيف تعلوها فتاة ٌحقيرةٌ
وكيف حَوَت جاهَ الملوك فقيرة
مضوَّرةٌ مما تجوع جديرة
بإحسان أرباب المبرَّات والبَذلِ

بهاءٌ بهِ يسمو على الجاهِ فقرُها
وعُرْيٌ بهِ يُزري الجواهرَ نحرُها
وثوبٌ عتيق إنْ فشا منه سرُّها
أباحَ كنوزًا للنواظر صدرها
يُحرِّمها جفنٌ ترصَّد بالنبْلِ

وقال أبوها يوم تمَّ شبابها
وحِيكَ لها من نور فجْرٍ إهابُها
أيا أمّ ليلى حسْبُ ليلى عذابها
توَفر مسعاها وقلَّ اكتسابها
وأسْأتَ تكرارُ السؤال ذوي الفضلِ

أراها أصحّ الآن جسْما وأجملا
فحتّامَ لا نجني جَناها المُؤملا
نمَتْ ونموّ الفقر يأتي معجَّلا
ولم أرَ في الإعسار كالحَانِ موئلا
لمَنْ يطلبون الرزق من أقرب السُّبْلِ

فقالت لها أمٌّ شديدٌ دهاؤها
سخيٌّ مآقيها سريعٌ بكاؤها
بُنيَّة هذي الحال أعْضلَ داؤها
وأنتِ لنا دونَ الأنامِ دواؤها
أغَيرَكِ نرجو للمعونة والكفْل؟

فقالت أشيري يا أميمة إنني
لفاعلة ما شئتهِ فأمرنّني
وما تؤثريهِ أحترفه وأتقنِ
وكل الذي فيه رضاك يسرّني
فروحكما همّي وعزكما شغلي

فقالت لها إنا نرى لكِ مهنةً
تُعيدُ علينا نقمة العيش منَّة
تكونين فيها للنواظر جنة
وللشاربين المستهامين فتنة
فترقين أوْجَ السَّعْد من مرتقىً سَهْلِ

فمَرَّ بها في حانةٍ نفرٌ أولو
مجُونٍ دَعتْهم بالرُّموز فأقبلوا
وحيّوا فحيَّتهم وفيها تذلل
فقال فتى ما للمليحة تخجل
وحيث تكنْ تنزلْ على الرحبِ والسَّهْلِ

تُسَمَّينَ ياحسْناء؟ قالت تحَبُّبَا:
أنا اسميَ ليلى هل ترى اسميَ معجبا
فقال لئنْ أنشدتِهِ الصخرَ أطرَبا
بِرِقةِ هذا الصوت أو راهبًا صَبا
أو الثاكل اعتاضَ السرورَ من الثكْل

وقال فتى ما شاء ربُّكِ أحكما
جمالك ياليلى فجاءَ متمّما
رأيت ولكن لا كثغرك مبسِما
ولا مثل هذي العين تروي على ظما
ولا كحَلا في الجفن أفضحُ للكحْلِ

فلمّا سقتهم قال نشوانُ يمزحُ
أتسقيننا روحًا وجفنك يذبحُ
ومدّ يدًا منهم فتى متوقح
إليها فجافت ثم صافت ليسمحوا
لها بمزيد من شراب ومن نقل

وقالت بتولٌ فارقبوا الله واتقوا
ولكنْ أشار اللحظ أن لا تصدّقوا
فأضحكهم هذا العفاف الملفق
وقال فتى شأنُ الرحيق يُعتّق
ولكن تعتيق العفاف من الخبْل

فتابَعَه ثانٍ وقال تفنُّنا
أما زلتِ بكرًا بئسما الديرُ ههنا
ولكنها الأثمار تُخلقُ للجَنَى
وإلا فغبْنٌ أن تطيبَ وتحسُنا
إلى أن تراها ذابلاتٍ على الأصلِ

وعقّبَ مزاحٌ بأدْهَى وأغربِ
أأخبِرُكمْ ما البكْرُ في خيْرِ مذهبِ
هي الكأسُ فارشفْ ما تشاء وقلِّبِ
فإن هي لم تعطبْ فلستَ بمُذنب
وإن كدرَتْ عادت إلى الصّفوِ بالغسْل

وكان رفيقٌ منهمُ متألما
يرى أسِفاً ذاك الدعابَ المذمما
وتلك الفتاة البكر خلقًا مثلّما
وعرضا غدَا تثليمُهُ متحتّما
فقال ارْبَأوا جاوزتمُ الحدَّ في الهَزلِ

أصَيْبيّة جاؤوا المكانَ ليَسْهَروا
وقد أجلسوها يَسكرونَ وتسْكرُ
فلمّا نفى اللبَّ الشرابُ المخمَّرُ
تمادوا بها في غيِّهمْ وتهوَّرُوا
وأرْقصَهم طوَّافة الزمْرِ والطبْل

يحاولُ كلٌّ أن يزيغ فؤادها
وكلٌّ يرجِّي أن يَضلَّ رشادها
يرومونَ منها أن تبيحَ وسَادَها
ويبغون طرًّا بغيَها وفسادها
سواءٌ لديهم بالحرام وبالحِلِّ
على هذه الحالِ الشديدِ نكيرُها
نمَا الحُسْنُ في ليلى وماتَ ضميرُها
فجسمٌ كمِشكاةٍ يعزُّ نظيرُها
بإتقانها لكنْ خبَا الدهرُ نورها
وعينٌ كحالي الغمْد أمسى بلا نصْلِ

نعَمْ هيَ ليلى لكنِ الآنَ تكذبُ
ويكذبُ منها الحاجبُ المتحَدِّبُ
ويكذب فيها قلبُها المتقلّبُ
ويكذب من بُعْدٍ شذاها المطيَّب
على غيرِ ما ظنّتْ بها الناسُ من قبْلِ

يحدِّثها كلٌّ بأمرٍ تجدَّدا
ويفشي لها أسراره متوَدِّدا
وما يكشفُ البدْرُ الظلامَ إذا بَدَا
كما تكشفُ الأسرارَ ليلى وما الصَّدى
بأسْرعَ منها في الحكايةِ والنقْلِ

وكان فتىً طلْقُ المحيَّا جميلُهُ
ولكنَّهُ نذْلُ الفؤادِ ذليلهُ
يميلُ إليها وهي لا تسْتميلهُ
فيزداد فيهِ غيظه وغليلهُ
وقد طوِيَتْ أحشاؤهُ طيَّةَ الصِّلِّ

وكان كثيرا ما يَوَدُّ خِطابَهَا
فتصغي إليه وهي تْحُسو شرَابَها
فإن ملأتْ مما يقولُ وِطابَها
تولَّتْ وكان الصَّدُّ عنهُ جوابَها
فآبَ وفي آماقهِ أدمعٌ تغلي

وظلّ يوافي في المواعيد زائرا
فيَحْسوا الطِّلى جمرًا ويرْوي النواظرا
يُخالسُها نيَّاتها والسرائرا
لطيفًا لما يبغي على الذلِّ صابرا
فخُورًا برَحْبِ الصدرِ والكفْلِ والخدْلِ

فآلى لها يوما بأن يتأهّلا
بها فأصابَ الوعدُ منها المؤمَّلا
فقالت كفاني خدمةً وتبتُّلا
وذي نعمة أرقى بها سلّمَ العُلا
وماذا تُرَجِّي بعدَها امرأةٌ مثلي

فأبْدتْ له الإقبالَ بعدَ التبرّمِ
ولكن أطالت خُبْرَهُ خوفَ مَندَمِ
فقالت لها النفسُ الطموعُ إلى كَمِ
تظلان في مُشْقٍ من الريب مؤلم
ويقضى نفيسُ العمر في الوعد والمطْل

فخامَرَ ليلى الخوف ثم تحوّلا
إلى غِيرةٍ والغيرةُ انقلبَتْ إلى
غرامٍ فما تلوي على أحَدٍ ولا
تكاشف بالحب النزيه مؤملا
سوى ذلك الغِرّ الجميل من الكلِّ

أَصَمَّ الهوى ليلى وأعمى ذكاءَها
وَرَدَّ عليها كيدَها ودهاءَها
فمِنْ نفسِها نالتْ وَشِيكًا جزاءها
ومُشقِي الورى منها أنَمَّ شقاءها
بأنْ أخذَتْ في فخِّها بيَدَي وَغْلِ

وليلةَ أنْسٍ زارَهَا منْ صِحابِها
فريقٌ بغَوْا أن يكشِفوا سِرَّ مابها
فدَارَ حديثٌ بينهم في عِتابها
لإعراضِها عن صحْبها وانقلابها
إلى أجْدَرِ العشاق بالصّدِّ والرَّذل

فخالتْهُمُ يهجونَهُ لمآرِبِ
وَيُتْهَمُ محْض النّصْحِ في فَمِ ثالِب
فبَيْنا تُجافي دونَهُ كلَّ عاتبِ
أتى يتَهَادَى بين جيشٍ مُعايِبِ
تَهَاديَ قيْلٍ حُفَّ بالخيْلِ والرَّجْلِ

ففارَقتِ الُحضَّارَ طرًّا وأقبلتْ
عليهِ وفي أحشائها غلَّةٌُ غَلتْ
وفي وجنتيها حمْرةٌ كاللظى غَلَتْ
فَحَيَّتْهُ بالبُشْر الطليقِ وأغْفَلتْ
سِواهُ من الجُلاس كالسِّلعَةِ الغَفْلِ

وكان من الجلاس أشْيَبَ مُغْرَمُ
تَصَبَّتْهُ عشقًا وهْوَ قدْ كادَ يَهْرمُ
فقال إلى كمْ نحنُ تُعْطي وتَنْعمُ
ليَحْظى بها قومٌ سوانا وينعموا
وشرُّ جنونٍ سَوْرةُ الفسْقِ في الكهْل

دَعاها فجاءته تجيبُ تَلَمُّظا
فأنْحَى عليها بالمَلامِ وغلَّظا
إلى أن جَرَتْ منها الشّؤونُ تغيُّظا
فثارَ جميلٌ يقذفُ السمَّ واللظى
عليه بمدْرارٍ من السبِّ مُنْهَلِّ

وبارَزَهُ حتى التراب تخضَّبا
ففاز على الشيخ الفتى متغلِّبا
وأشبعَهُ ذُلاً لكي يتأدّبا
وعلّمهُ أينَ التّصابِي منَ الصّبا
وأقنعَهُ باللكْمِ واللطمِ والرّكْلِ
فلما رأتْ منه الحميَّة سُرَّتِ
وفُرِّجَ عنها غيْمُ حزنٍ وَحسْرةِ
بلِ انكشفت غمَّاؤُهُ عن مسَرَّةِ
ونادتْ جميلاً ياملاذي ونصْرتي
تُفدِّيكَ نفسي من شجاعٍ ومن خِلِّ

وألْقَتْ عَيَاءً رأسَهَا فوقَ صَدْرهِ
فَزَانَ سوادُ الشعْرِ أبيضَ نحْرهِ
مِثالانِ قامَا للشبابِ ونصرهِ
وللحُسْن تجلو شمسُهُ وجهَ بدْرهِ
وللحبِّ مرفوعَ اللواءِ على العَدْلِ

وأوْحَى إليهِ المكْرُ أن يَتَعَجّلا
ليُدركَ من ليلى المرامَ المؤملا
فإن اُمْهِلتْ حتى تفيقَ وتعقلا
يظلّ بأيديها مَقوداً مذللا
قِيَادَ بعيرٍ جَرَّهُ الطفلُ بالحَبْلِ

فرَاغَ بها في جُنحِ ألْيَلِ أهْيَمِ
كهَمٍّ على صدرِ الوجودِ مخيِّمِ
إلى رَبَضٍ قفْرِ المسالكِ مُظلمِ
مُعَدٍّ ليُؤْتَى فيه كلّ مُحَرَّمِ
بما ثَمَّ من رَوْعٍ ومن شجرٍ جَثْلِ

فطارتْ به نفسُ الفتاةِ ترَوُّعا
فرَاوَدَها عن نفسِها متَضَرِّعا
فعَفَّتْ فمَنَّاها فزادتْ تمَنُّعا
فأقسَمَ إلا أن يمُوتا إذاً معا
طعِينَي حديدٍ بينَ كفَّيهِ مُسْتَلِّ
وبالغَ في إغرائها مُقسِمًا لها
بأنَّ فتَاهَا مِنْ غَدٍ صارَ بعْلَها
ويرفعها شأناً ويكْفلُ اهلها
ويجعل في أسْمى الصُّروح محَلّها
ويُنقذها من عيشةِ الأسْرِ والغلِّ

وكان الدُّجَى قد رَقَّ حتى تَصَدَّعا
وهَبَّ بشيرُ الصبحِ يرْتادُ مطْلعا
فما زالً يجْلو خافِياً ومُقَنّعا
إلى أنْ نَضَا أدْنى السُّتورَ وقدْ وَعَى
دَماً طاهِراً أجْرَاهُ إثْمُ فتىً نَذْلِ

دمٌ كانَ سرًّا في البتولِ مُقَّدسا
فلما أرَاقَتْهُ ابْتِذالاً تدَنَّسا
أفي لحظةٍ تغدو المصُونةُ مُومِسا
وتضحي عروسُ البَغْي إكْليلُها الأسَى
ومَرْقَدُها بعضُ الحجارة والرَّمْل

مَضَتْ سنَةٌ تَصْفو الليالي وتعْذُبُ
مِراراً وليلى دائما تتعذَّبُ
صَبورٌ على جْمِر الغَضَا تتقلَّبُ
جَفاها الأُولَى قِدْماً إليها تقرَّبوا
وما لقِيَتْ منهمْ سوى الصّدِّ والخذْل

وكان جميلٌ كالنِّساءِ لهُ حِلى
ويُكسَى جلابيبَ الحريرِ تبَذُّلا
تُسَلِّفهُ ليلى جَنَى خِزيها وَلا
تَضِنُّ عليه خوفَ أن يتحوَّلا
ويفْلتُ منها وهيَ في أشْهُرِ الحَمْل

أقامِ زماناً غيرَ وافٍ بوَعْدِهِ
وليلى ثَبُوتٌ في صيانةِ عهدهِ
وتهْواهُ حتى في إساءةِ قصْدهِ
وتحْمِلُ منه المطْلَ خَشْيةَ بُعْدِهِ
وتقبَلُ منه ما يمرُّ وما يحْلي

فلمَّا قضَتْ من عدَّةِ الحمْلِ أشهُرا
شكَتْ ألَماً يسْتنْفِدُ الصبْر منْكَرا
وكانت على المألوف تشربُ مسْكرا
وتَتْعب حتى يطلعَ الفجرُ مُسْفِرا
وتمضي بجسْمٍ خائرَ العزْمِ معْتَلِّ

وطالَ عليها يومُها في التوَقُّعِ
ومرَّ زمانٌ بعدَهُ في التوَجُّعِ
تَبيتُ على مَهْدِ الأسى والتفجُّعِ
وتصبح في يأسٍ ألِيمٍ مصدّع
وليس لها مُشْكٍ وليس لها مُسْلي

أيَهْتكُ عِرْضَ البكْرِ وهوَ مُخاتِلُ
ويسْرقُ ما تجْنيهِ زلاء حاملُ
ويُرْدي ابنَه المسكين والعدْلُ غافلُ
فوَاخجْلتا زانٍ ولصٌّ وقاتلُ
ويُكْرَمُ بين الناس إكرامَ ذي نُبْل

وليلٍ أشدّ الدّاء أيْسَرُ خطْبِهِ
بطيءٍ كأنّ الموت فُرْجةُ كرْبِهِ
تَجَنَّى على ليلى بأنواع حرْبِهِ
ومدَّ لها شوْكا بأنوار شهْبه
وألحَقَ من آمالها العُلْوَ بالسّفْلِ

أضاعَتْ بهِ مما تقاسيهِ رُشدَها
وعانتْ من الأوْصَاب فيه أشدّها
يغالبُ آناً وجْدُها فيهِ حقدَها
ويغلبُ آناً حقدُها فيه وجدَها
وتصرخ من فرْط التألّم والإزْلِ

أيا ربِّ إني حاملٌ ثمَّ مُرْضعُ
ومالي من القوتِ الضروريِّ مُشْبع
أبي مُوسِعِي ذمًّا وأمّي تقرِّعُ
وأشعُرُ أن ابْنِي بجَوْفي موجَعُ
فهلْ هوَ جانٍ أمْ يُعذَّبُ من أجْلي

ألا لمَ هذا الطفلُ يحيَا ولا أبا
له أليَشْقى شِقْوتي ويُعذبا
كفى قلبُ أحْنَى الوالداتِ تحوَّبا
أيأتي فرِيًّا ذلك القلبُ إنْ أبَى
حياةَ الأسى والجوع للوَلَدِ النّـ..

تموتُ ولمَّا تسْتهِلَّ مبشّرا
تموتُ ولمْ أنظرْ محيَّاك مسْفرا
تفارقُ قبرًا فيه عُذِّبتَ أشهُرا
إلى جَدَثٍ منه أبرّ وأطهرا
وتحيا صِغَارُ الطير دونَكَ والنحْلِ

فإنْ تلْقَ وجهَ الله في عالم السَّنا
فقُلْ ربِّيَ اغفرْ ذنبَ أمّيَ مُحْسِنا
فما اقترفَتْ شيئا ولكنْ أبي جَنَى
علينا فعاقِبْهُ بتعذيبِهِ لنا
وامطِرْهُ ناراُ تبتليهِ ولا تُبْلي

رأتْ شهُبَ الظلماء مشهدَ ظلمِها
وقد أسْقَطتْ منها الجنينَ بسُمِّها
فلمْ تتساقط مغضباتٍ لحطْمِها
وأُشْرِبَ نورُ الشمس من دَمِ إثمها
كما يَلغُ الضاري الدماءَ ويسْتَحْلي

على أن ليلى بعدَ عامٍ تصرَّما
سَلَتْ وسَلا المُغْري لها ما تقدَّما
وعاشَ جميل ٌناعمَ البَالِ مُكْرَما
كأنَّهُما لمْ يَسْتبيحا محرَّما
إذِ التَقَيَا باللّحْظِ يومًا تبَسَّما
لِذِكْرى شهيدينِ البَكَارةِ والطفلِ

شعر
خليل مُطران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعر : خليل مُطران  Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا   الشاعر : خليل مُطران  Icon_minitime1الأحد يناير 27, 2013 3:32 am


قصيدة
(حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا )
حَيِّ الْعَزِيمَةَ وَالشَّبَابَا *** وَالْفِتْيَةَ النُّضْرَ الصِّلاَبَا
أَلتَّارِكِينَ لِغَيْرِهِمْ *** نَزَقَ الطُّفُولَةِ وَالدِّعَابَا
أَلْجَاعِلِي بَيْرُوتَ وَهْ *** يَ الثَّغْرُ لِلْعَلْيَاءِ بَابَا
أَلطَّالِبِينَ مِنَ المَظِنَّا *** تِ الْحَقِيقةَ وَالصَّوَابَا
أَلْبَائِعِينَ زُهَى الْقُشُو *** رِ المُشْتَرِينَ بِهِ لُبَابَا
آدَابُهُمْ تَأْبَى بِغَيْ *** رِ التِّمِّ فِيهَا أَنْ تُعَابَا
أخْلاَقُهُمْ مِنْ جَوْهَرٍ *** صَافٍ تَنَزَّهَ أَنْ يُشَابَا
نِيَّاتُهُمْ نِيَّاتُ صِدْ *** قٍ تأْنَفُ المَجْدَ الْكِذَابَا
آرَاؤُهُمْ آرَاءُ أشْ *** يَاخٍ وَإِنْ كَانُوا شَبَابَا
مَهْمَا يَلُوا مِنْ مَنْصِبِ الْ *** أَعْمَالِ يُوفُوهُ النِّصَابَا
وَالمُتْقِنُ المِجُوَادُ يُرْ *** ضى اللهَ عَنْهُ وَالصَّحَابَا
أُنْظُرْ إلى تُمْثِيلِهِمْ *** أَفَمَا تَرَى عَجَباً عُجَابا
فَاقُوا بِهِ المُتَفَوِّقِي *** نَ وَأَدْرَكُوا مِنْهُ الْحَبَابَا
أَسَمِعْتَ حُسْنَ أَدَائِهِمْ*** إِمَّا سُؤَالاً أَوْ جَوَابَا
أَشَهِدْتَ مِنْ إِيمائِهِمْ ***مَا يَجْعَلُ الْبُعْدَ اقْتِرَابَا
أَشَجَتْكَ رَنَّاتٌ بِهَا *** نَبَرُوا وَقَدْ فَصَلُوا الْخِطَابَا
قَدْ أَبْدَعُوا حَتَّى أَرَوْ *** نَا جَابِرَ الْعَثَرَاتِ آبَا
حَيّاً كَمَا لَقِيَ النَّعي *** مَ بِعِزَّةٍ لَقِيَ الْعَذَابَا
لاَ تَسْتَبِينَ بِهِ سُرُو *** راً إِنْ نَظَرْتَ وَلاَ اكْتِئَابَا
مَا إِنْ يُبَالِي حَادِثاً *** مِنْ حَادِثَاتِ الدَّهْرِ نَابَا
يَقْضِي الرَّغَائِبَ بَاذِلاً*** فِيهَا نَفَائِسَهُ الرِّغَابَا
يُخْفِي مَبَرَّتَهُ وَيُجْ *** بَرُ أَنْ يَبُوحَ بِهَا فَيَابِى
لاَ يَنْثَنَي يُوْماً عَنِ الْ *** إِحْسَانِ لَوْ سَاءَ انْقِلاَبَا
وَتَحَوَّلَتْ يَدُهُ إلى *** أَحْشَائِهِ ظُفْراً وَنَابَا
هُنَّ الْخَلاَئِقُ قَدْ يَكُنَّ *** بُطُونَ خَبْتٍ أَوْ هِضَابَا
وَالنَّفْسُ حَيْثُ جَعَلْتَهَا *** فَابْلُغْ إِذَا شِئْتَ السَّحَابَا
أَوْ جَارِ في أَمْنٍ خَشَاشَ*** الأَرْضِ تَنْسَحِبُ انْسِحَابَا
كُنْ جَوْهَراً مِمَّا يُمَحَّ *** صُ بِاللَّظَى أَوْ كُنْ تُرَابَا
لَيْسَا سَوَاءً هَابِطٌ *** وَهْياً وَمُنْقَضٌ شِهَابَا
ألْبَيْنُ مَحْتُومٌ وَآ *** لَمُهُ إِذَا مَا المرْءُ هَابَا
وَالطَّبْعُ إنْ رَوَّضْتَهُ *** ذَلَّلْتَ بِالطَّبْعِ الصِّعَابَا
لاَ تُؤْخَذُ الدُّنْيَا اجْتِدَا *** ءً تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلاَبَا
رَاجِعْ ضَمِيرَكَ مَا اسْتَطعْ ***تَ وَلاَ تُهَادِنْهُ عَتَابَا
طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَمْضِ فِي*** غَيٍّ تَبَيَّنَهُ فَتَابَا
أَلْوِزْرُ مَغفُورٌ وَقَدْ *** صَدَقَ المُفَرِّطُ إِذْ أَنَأبَا
يَا مُنْشِئاً هَذِي الرِّوَايَة *** إِنَّ رَأْيَكَ قَدْ أَصَابَا
بِاللَّفْظِ وَالمَعْنَى لَقَدْ *** سَالَتْ مَوَارِدُهَا عِذَابَا
حَقًّا أجْدْتَ وَأَنْتَ أحْ *** رَى مَنْ أَجَادَ بِأَنْ تُثَابَا
وأَفَدْتَ فَالمَحْمُولُ فِي ***هَا طَابَ وَالمَوْضُوعُ طَابَا
يَكْفِيكَ فَضْلاً أَنْ عَمَرْ*** تَ بِهَا مِنَ الذِّكْرَى خَرَابَا
يَا حُسْنَ مَا يُرْوَى إِذَا *** أَرْوَى مَعِيناً لاَ سَرَابَا
أَذْكَرْتَ مَجْداً لَمْ تَزَلْ ***تَحْدُو بِهِ السِّيَرُ الرِّكَابَا
وَعَظَائِماً لِلشَّرْقِ قَدْ *** أَعْنَتْ مِنَ الْغَرْبِ الرِّقَابَا
خَفضَ الْجَنَاحَ لَهَا العِدَى *** وَعَلاَ الْوُلاَةُ بِهَا جَنَابَا
مَشَّتْ عَلَى الأَسْنَادِ في ال *** رُّومِ المُطَهَّمَةَ الْعِرَابَا
وَبِمُسْرِجِيَها الْفَاتِحِي *** نَ أَضَاقَتِ الدُّنْيَا رِحَابَا
آيَاتُ عِزٍّ خَلَّدَتْ *** صُحْفُ الزَّمَانِ لَهَا كِتَابَا
يَا قَوْمِيَ التَّارِيخُ لا *** يَأْلُو الَّذِينَ مَضُوْا حِسَابَا
وَيَظَلُّ قَبْلَ النَّشْرِ يُو*** سِعُهُمْ ثَوَاباً أَوْ عِقَابَا
مَنْ رَابَهُ بَعْثٌ فَه *** ذَا الْبَعْثُ لَمْ يَدَعِ ارْتِيَابَا
فَإِذَا عُنِينَا بِالْحَيَا *** ةَ خَلاَ أَلْطَّعَامَ أَوِ الشَّرَابَا
وَإِذَا تَبَيَّنَّا المَسِي *** رَةَ لاَ طَرِيقاً بَلْ عُبَابَا
فَلْنْقضِ مِنْ حَقِّ الْحِمَى ***مَا لَيْسَ يَأْلُوهُ ارْتِقَابَا
ويْحَ امْرِئٍ رَجَّاهُ مَوْ *** طِنُهُ لِمَحْمَدَةٍ فَخَابَا
أَعْلَى احْتِسَابٍ بَذْلُ مَنْ*** لَبَّى وَلَمْ يَبْغِ احْتِسَابَا
إِنَّا وَمَطْلَبُنَا أَقَ *** لُّ الْحَقِّ لاَ نَغْلُو طِلاَبَا
نَدْعُو الْوَفِّي إلى الحِفَا *** ظِ وَنُكْبِرُ التَّقْصِيرُ عَابَا
وَنَقُولُ كُنْ نَصْلاً بِهِ *** تَسْطُو الْحِمِيَّةُ لاَ قِرَابَا
وَنَقُولُ دَعْ فَخْراً يَكَا *** دُ صَدَاهُ يُوسِعُنَا سِبَابَا
آبَاؤُنَا كَانُواوَإِنَّا *** أَشْرَفُ الأُمَمِ انْتِسَابَا
هَلْ ذَاكَ مُغْنِينَا إِذَا *** لَمْ نُكْمِلِ المَجْدَ اكْتِسَابَا
يَا نُخْبَةً مَلَكُوا التَّجِلَّ *** ةَ في فُؤَادِي وَالْحُبَابَا
وَرَأَوْا كَرَأْيِي أَمْثَلَ الْ ***خُطَطِ التَّآلُفِ وَالرِّبَابَا
للهِ فِيكُمْ مَنْ دَعَا *** لِلصَّالِحَاتِ وَمَنْ أَجَابَا

شعر
مُطران خليل



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر : خليل مُطران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعر : جبران خليل جبران
» الشاعر : سيد حجاب
» الشاعر : علي محمود طه
» الشاعر : أحمد مطر
» الشاعر كامل الشناوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شروق الأدبي :: الفئة الأولى :: في دائرة الضوء-
انتقل الى: