منتدى شروق الأدبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعد منتدى شروق الأدبي بلقاء أصدقائه وزواره،
ويتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع به
والله من وراء القصد
منتدى شروق الأدبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعد منتدى شروق الأدبي بلقاء أصدقائه وزواره،
ويتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع به
والله من وراء القصد
منتدى شروق الأدبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شروق الأدبي

يعطي الله المبدعين وسائل للتعبير حرم منها الآخرون لكنهم سيسألون ويجيب عنهم الآخرون فاحرص على إبداعك ليحرص الآخرون على الإجابة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
http://www.kutub.ktaby.com/  مكتبة كتب مجانية
يسر منتدي شروق الأدبي دعوتكم لحضور الأمسية الأدبية التي يقيمها في الخامسة مساء في الإثنين الأول من كل شهر ميلادي،كل عام أنتم بخير
أسرة منتدى شروق الأدبي ترحب بكل السادة الأعضاء وتدعو الجميع إلى المناقشة الهادفة البناءة بكل موضوعية وحيادية
أسرة منتدي شروق الأدبي ترحب بالدكتورة ريم (المها العربية) وتتمنى لها إقامة سعيدة في المنتدى
أصدقاء المنتدي الجدد عند التسجيل في المنتدي يجب تفعيل العضوية كالآتي:أن تفتح إميلك الذي استخدمته في التسجيل بالمنتدى،ثم تدخل علي الرسائل ستجد رسالة مرسلة من المنتدي بها رابط التفعيل الذي يعود بك للمنتدى مرة أخري،وهذا هدفه التأكد من أنك صاحب الميل الذي استخدمته في تسجيل العضوية،ومنتدي شروق الأدبي يرحب بكل الأصدقاء الجدد متمنيا لهم دوام الصحة والإبداع
مكتبة الصور
الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مجلس إدارة المنتدي
السيد جلال:مديرًا
ناصر صلاح
:
مشرفاً عاماً
محمد حافظ:عضوا
رمضان أحمد:عضوا
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» ابن الشهيد
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأحد ديسمبر 10, 2023 1:26 am من طرف ozorees_moslim

» همسات الدم
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 06, 2023 11:35 am من طرف رائد قاسم

» ثلاجة الموت
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 23, 2023 5:21 pm من طرف رائد قاسم

» تحميل كتاب ثلاثية الأنفوشي
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأحد أبريل 30, 2023 2:36 am من طرف ozorees_moslim

» مواساة لبيروت لا رثاء
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 12, 2020 10:41 am من طرف مصطفى حسين

» مواساة لبيروت لا رثاء
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 12, 2020 10:35 am من طرف مصطفى حسين

» على مبروك ومرثية للتنوير
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 12, 2020 9:54 am من طرف مصطفى حسين

» آخر ديسمبر_قصيدة_فيديو
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1السبت ديسمبر 31, 2016 5:37 am من طرف ozorees_moslim

» دلائل الخيرات
الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1السبت ديسمبر 31, 2016 4:52 am من طرف ozorees_moslim

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ozorees_moslim
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
أحمد عبد الشافي
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
soadat
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
قطرات الندى
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
ماندولين
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
حرفوش المجذوب
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
رمضان كامل
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
محمد الميانى
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
سوسن إسماعيل
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
أحمد حسن عمر
الشاعرة : نازك الملائكة Poll_rightالشاعرة : نازك الملائكة Poll_centerالشاعرة : نازك الملائكة Poll_left 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دعوة عامة
J
يسر منتدى شروق
دعوتكم
في الإثنين الأول
من كل شهر ميلادي
لحضور الأمسية الأدبية
في السادسة مساء
كل عام وأنتم بخير
قصيدة الأسبوع
 
1- أبيتُ الرِّقَ
 
منى الغريب
 
دثّروني واتركوني
تدفنُ الأحْزان قبري
لا تلوْموا اليوم قلْبي
أنَّهُ قد ضاق صدْري 
لا تلوموا كبريائي
كبريائي كلُّ عمْري
اتركوني .. لا تُطِيْلُوا
في حديثٍ صار يجْري 
كم شدوْنا وانْتظرْنا
فاقْبلي ياقُدْسُ عُذْرِي
اتركوني.. لا تُبَالوْا
قد أبيْت الرِّق نحْرِي
في غيَابِ الحقِّ زالت
كلَّ أحْلامي وصبْري
هلْ تهبُّوا الآن صحْوّا
بين أبْنَائِي لِتَسْرِي
صيْحَة الأحْرَارِ تَعْدُو
بينَ آلامِي وقَهْرِي
طهِّروا الْأقْصَى بِمَاءٍ
زمْزِمُوْه أَلْفَ عِطْرِ
ولْتُقِيْمُوا الْعَدْلَ حَتَّى
يسْتَوِي مِيْزَانُ أَمْرِي
سطِّرُوا التَّاريِخَ مِنِّي
ولْتُقِيْمُوا الْآن ظَهْرِي
 
******
 
2- بوح .....1
 
 ناصر صلاح
 
من فرط شوقي إليك
 
لم أنم ليلي
 
من شوق ليلي إليك
 
لم يزل حولي
 
أراك في بدره
 
يسمعك في قولي
قصة الأسبوع
 
 1- قتيل
رمضان أحمد
 
طرق الشرطيون الباب . ينعون لهم مقتل أبيهم . مقيدين في صفحات التحقيق كرابيج الأسئلة خطوط طول ودوائر عرض على محيط أجسادهم الغزل الدموي المتساقط من أفواه الذبائح لم يرشد إلى فاعل . في غرف القسوة ضياءها وتهديد هتك العرض فرشها . تطوع الولد الأكبر أن يحمل وزر القاتل .
 
2 - لن أعود
بقلم / أحمد حسن عمر
أستطاعت ظروف عملي ان تبعدني عن زوجتى و أولادى الذين احبهم 
وأرتبط بهم لأقصي درجــة،خصوصا الأمورة الشقية "حبيبة" والتي لا 
أستطيع أن أبتعد عنها،كنت أحاول في إجازتى الشهرية أن أعوضهم عن
فترة غيابي بشراء الفاكهة والحلوي ثم أرتمي في أحضانهم كالطفل الصغير الذي يرتمي في حضن أمه بعد غياب ..في الإجازة الحالية كدت أن أقـبـل باب شقتي قبل الدخول من شدة شوقي لأسرتى،وصلت الساعة الثانية ظهرا قبلت الأولاد،
وأحضرت لهم كل ما طلبوه في آخر مكالمة تليفونية،وأعددت لهم وجبة
الغداء وجلست في انتظار زوجتى التي تحضر من عملها في تمام الخامسة.قمت بوضع كمية كبيرة من العطر علي وجهي وصدري وملابسي ،أخترت أفضل (ترنج) عندي لأقابلها به بعد هذا الغياب،زوجتي تتصل بي وتسألنيعن "ميستي" وهل أعددت لها الطعام ؟ فأخبرتها نعم .. وميستي هذه قطة بيضاء جميلة من طراز  (شيراز)ومن عائلة كبيرة ولها حسب ونسب كما تقول زوجتى !! وتشترى لها طعام خاص من أكبر سوبر ماركت بالمهندسين،ويجب أن تقوم زوجتى مرتين أسبوعيا بعمل فسحة للأميــرة ميستى في أرقي شوارع ميدان لبنان
وصلت زوجتي البيت،فتحت لها،وقفت لكى ترتمي في حضني الذي أعددته لها، هرولت " ميستى "وقفزت فوق ذراع زوجتي التي قبلتها وقالت لها:وحشتنى، وحشتيييييني يا مستي !!وميستى تهز زيلها بفخر وسعادة وتنظر لي نظرة غريبة لا أفهمها !!وأنا واقف بالترنج الجديد بجوار الباب أنتظر دورى !
سألتني زوجتي:أنت ايــة لابس  ونازل ؟!فأخبرتها نعم ...ولن أعــــــود !! 
من أخبار الأدباء
أسرة منتدي شروق الأدبي
تهنيء الشاعر
السيد جلال
بصدور ديوانه الجديد
"لحظات ما قبل دخول الجنة"
له من أعضاء
منتدى شروق الأدبي
كل التقدير
وأجمل التهاني
&&&&
كما حقق الشاعر
السيد جلال
المركز الثاني بمسابقة
كتاب الجمهورية
في شعر الفصحى لعام 2012
********
كما تهنيء أسرة المنتدى
أعضاء مجلس الإدارة الجدد
* الشاعرة:منى الغريب
* الشاعر:أحمدعبدالشافي
 * الشاعر:أحمد حسن عمر
&&&&&&&&
أمنياتنا بالتوفيق للجميع
معلومة
 
لعلاج مرض السكر
 
تغلي كمية من ورق الزيتون في لتر ونصف ماء حتى يغلي ويقلب الماء عند الغليان (3) دقائق ثم تتركه لتخليصه من الغبار وترشحه وتأخذ القطارة (الماء فقط ) وتعبئة في زجاجة ليست بلاستيك وتضعه في الثلاجة وتشرب منه فنجان قهوة عربي كبير أو كأس (3) مرات يومياً قبل الأكل مع إيقاف جميع أنواع أدوية وعلاجات السكر وتقوم بمراقبة السكر بالتحليل خلال اليوم الأول والثاني والثالث وبعدها تقرر هل تستمر أو لا ؟
ملاحظة :اختر الأوراق الجيدة ويجب أن تأخذ واحده منها وتمضغها إذا هي لاذعة ومره فهي
مسابقات
الأخوة الأصدقاء أعضاء
منتدى شروق الأدبي
ترقبوا المسابقة الأدبية
التي تعدها أسرة المنتدى
وسوف تعلن عنها
في موعد لاحق قريب 
إن شاء الله

 

 الشاعرة : نازك الملائكة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: الشاعرة : نازك الملائكة   الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الخميس يناير 03, 2013 5:19 am

نازك الملائكة
شاعرة عراقية

- تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان

- ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود" وفي عام 1949 لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية كذلك درست اللغة الفرنسية والإنجليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها

- وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى أنشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للإطلاع على أخصب الآداب العالمية فإضافة لتمرسها بالآداب الإنجليزية والفرنسية فقد أطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي

- أشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام1957وخلال عامي 1959_ 1960تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر أنتاجاتها الشعرية والنقدية ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة


- تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر
في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر وهي قصيدة " الكوليرا " عام 1947

أما الثاني - في رأيها - فهو بدر شاكر السياب في ديوانه

"أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها.

- لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية

أما دواوينها الشعرية فهي على التوالي:

- عاشقة الليل 1947

- شظايا ورماد‍ 1949

- قرار الموجة 1957

- شجرة القمر1968

- مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية" 1970

- يغير ألوانه البحر1977

- للصلاة والثورة 1978

ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة فحسب بل و ناقدة مبدعة أيضاً

من مؤلفاتها النقدية:

- (قضايا الشعر المعاصر1962)

- (الصومعة والشرفة الحمراء1965)

- (سيكولوجية الشعر 1993)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : شجرة القمر   الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الإثنين يناير 21, 2013 3:18 am


قصيدة
(شجرة القمر)
على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ
وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر ْ
وترسو الفراشاتُ عند ذُرَاها لتقضي المَسَاءْ
وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ
هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ
إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ
ويشربُ عطْرَ الصنوبرِ والياسمين الخَضِلْ
ويملأ أفكارَهُ من شَذَى الزنبقِ المُنْفعلْ
وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ
وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ
وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ
ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ
وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ ويَحْلُمْ
يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ
ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ
وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ
وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ
على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ
وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا
أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى

وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ
خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَ الدماءْ
وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ
وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ
وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ
وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ
وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ
ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ
وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما
على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما
وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ
وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ
وعاد به ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ
بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ
وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ
أذلكَ حُلْمٌ وكيف وقد صاد صادَ القَمرْ
وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ
وكلّلَهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ

وفي القريةِ الجبليّةِ في حَلَقات السّمَرْ
وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون" أين القمر"
"وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا"
"وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا"
ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُ القَمَرْ !"
فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُ القَمَرْ"
"مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا"
"وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا"
"مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ"
"وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍ بَرودْ"
"يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِ القَرَارْ"
"ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليها النُّضَارْ"
"ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْنا القَمَر"
"ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا مَن يغذّي السّمَرْ"
ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ
فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ
وثاروا وساروا إلى حيثُ يسكُنُ ذاكَ الغُلامْ
ودقّوا على البابِ في ثورةٍ ولَظًى واضطرامْ
وجُنّوا جُنُونًا ولم يَبْقَ فوق المَرَاقي حَجَرْ
ولا صخرةٌ لم يُعيدا الصُّرَاخَ "نُريدُ القَمَرْ"
وطاف الصّدَى بجناحَيْهِ حول الجبالِ وطارْ
إلى عَرَباتِ النجومِ وحيثُ ينامُ النّهَارْ
وأشرَبَ من نارِهِ كلّ كأسٍ لزهرةِ فُلِّ
وأيقَظَ كلّ عبيرٍ غريبٍ وقَطْرةِ طلِّ
وجَمّعَ مِن سَكَراتِ الطبيعةِ صوتَ أحتجاجْ
ترددَ عند عريش الغلامِ وراء السياجْ
وهزَّ السكونَ وصاحَ "لماذا سَرَقْت القَمَرْ "
فجُنّ المَسَاءُ ونادى "وأينَ خَبَأْتَ القَمَرْ "

وفي الكوخِ كان الغلامُ يضُمّ الأسيرَ الضحوكْ
ويُمْطرُهُ بالدموع ويَصْرُخُ " لن يأخذوك "
وكان هُتَافُ الرّعاةِ يشُقّ إليهِ السكونْ
فيسقُطُ من روحه في هُوًى من أسًى وجنونْ
وراح يغنّي لملهِمه في جَوًى وأنْفعالْ
ويخلطُ بالدَّمْع والملح ترنيمَهُ للجمالْ
ولكنّ صوتَ الجماهيرِ زادَ جُنونًا وثورهْ
وعاد يقلِّبُ حُلْمَ الغلامِ على حدِّ شفرهْ
ويهبطُ في سَمْعه كالرّصاص ثقيلَ المرورْ
ويهدمُ ما شيّدتْهُ خيالاتُهُ من قصور
وأين سيهرُبُ أين يخبّئ هذا الجبينْ
ويحميهِ من سَوْرة الشَّوْقِ في أعين الصائدين
وفي أيّ شيء يلفّ أشعَّتَهُ يا سَمَاءْ
وأضواؤه تتحدّى المخابئَ في كبرياءْ
ومرّتْ دقائقُ منفعِلاتٌ وقلبُ الغُلامْ
تمزِّقُهُ مُدْيةُ الشكِّ في حَيْرةٍ وظلامْ
وجاء بفأسٍ وراح يشقّ الثَّرَى في ضَجَرْ
ليدفِنَ هذا الأسيرَ الجميلَ وأينَ المفرْ
وراحَ يودِّعُهُ في أختناقٍ ويغسِلُ لونهْ
بأدمعِه ويصُبّ على حظِّهِ ألفَ لعنَهْ

وحينَ أستطاعَ الرّعاةُ المُلحّون هدْمَ الجدارْ
وتحطيمَ بوّابةِ الكوخ في تَعَبٍ وأنبهارْ
تدفّقَ تيّارهم في هياجٍ عنيفٍ ونقمهْ
فماذا رأوا أيّ يأسٍ عميق وأيّة صَدْمَهْ !
فلا شيءَ في الكوخ غيرَ السكون وغيرَ الظُّلَمْ
وأمّا الغُلامُ فقد نام مستَغْرَقًا في حُلُمْ
جدائلُهُ الشُّقْرُ مُنْسدلاتٌ على كَتِفَيهِ
وطيفُ أبتسامٍ تلكّأ يَحلُمُ في شفتيهِ
ووجهٌ كأنَّ أبولونَ شرّبَهُ بالوضاءهْ
وإغفاءةٌ هي سرّ الصَّفاءِ ومعنى البراءهْ
وحار الرُّعاةُ أيسرقُ هذا البريءُ القَمَرْ
ألم يُخطِئوا الاتّهام ترى ثمّ ... أينَ القَمَرْ
وعادوا حَيارى لأكواخهم يسألونَ الظلامْ
عن القَمَر العبقريّ أتاهَ وراءَ الغمامْ
أم أختطفتْهُ السَّعالي وأخفتْهُ خلفَ الغيومْ
وراحتْ تكسّرُهُ لتغذّي ضياءَ النجومْ
أمِ أبتلعَ البحرُ جبهتَهُ البضّةَ الزنبقيّهْ
وأخفاهُ في قلعةٍ من لآلئ بيضٍ نقيّهْ
أم الريحُ لم يُبْقِ طولُ التنقّلِ من خُفِّها
سوى مِزَقٍ خَلِقاتٍ فأخفتْهُ في كهفها
لتَصْنَعَ خُفّينِ من جِلْدِهِ اللّين اللَّبَنيّ
وأشرطةً من سَناهُ لهيكلها الزنبقي

وجاء الصباحُ بَليلَ الخُطَى قمريّ البرُودْ
يتوّجُ جَبْهَتَهُ الغَسَقيَّةَ عِقْدُ ورُودْ
يجوبُ الفضاءَ وفي كفّه دورقٌ من جَمالْ
يرُشّ الندى والبُرودةَ والضوءَ فوق الجبالْ
ومرَّ على طَرَفَيْ قدمَيْه بكوخ الغُلامْ
ورشَّ عليه الضياءَ وقَطْرَ النَّدى والسَّلامْ
وراح يسيرُ لينجز أعمالَهُ في السُُّفُوحْ
يوزِّعُ ألوانَهُ ويُشِيعُ الرِّضا والوضوحْ
وهبَّ الغلامُ مِنَ النوم منتعشًا في أنتشاءْ
فماذا رأى يا نَدَى ! يا شَذَى! يا رؤى ! يا سماءْ !
هنالكَ في الساحةِ الطُّحْلُبيَّةِ حيثُ الصباحْ
تعوَّدَ ألاَّ يَرَى غيرَ عُشْبٍ رَعَتْهُ الرياحْ
هنالكَ كانت تقومُ وتمتدّ في الجوِّ سِدْرَهْ
جدائلُها كُسِيَتْ خُضْرةً خِصْبةَ اللون ِثَرَّهْ
رعاها المساءُ وغذَّت شذاها شِفاه القَمَرْ
وأرضَعَها ضوءُه المختفي في الترابِ العَطِرْ
وأشربَ أغصانَها الناعماتِ رحيقَ شَذَاهُ
وصبَّ على لونها فضَّةً عُصِرَتْ من سَناهُ
وأثمارها أيّ لونٍ غريبٍ وأيّ أبتكارْ
لقد حار فيها ضياءُ النجومِ وغارَ النّهارْ
وجُنّتْ بها الشَّجَراتُ المقلِّدَةُ الجامِدَهْ
فمنذ عصورٍ وأثمارُها لم تَزَلْ واحدهْ
فمن أيِّ أرضٍ خياليَّةٍ رَضَعَتْ أيّ تُرْبهْ
سقتْها الجمالَ المفضَّضَ أي ينابيعَ عذْبَهْ
وأيةُ معجزةٍ لم يصِلْها خَيالُ الشَّجَرْ
جميعًا فمن كلّ غُصْنٍ طريٍّ تَدَلَّى قَمَرْ

ومرَّتْ عصورٌ وما عاد أهلُ القُرى يذكرون
حياةَ الغُلامِ الغريبِ الرُّؤى العبقريِّ الجُنون
وحتى الجبالُ طوتْ سرّه وتناستْ خطاهُ
وأقمارَهُ وأناشيدَهُ وأندفاعَ مُناهُ
وكيف أعادَ لأهلِ القُرى الوالهين القَمَرْ
وأطلَقَهُ في السَّماءِ كما كانَ دونَ مقرْ
يجوبُ الفضاءَ ويَنْثرُ فيه النَّدَى والبُرودهْ
وشِبْهَ ضَبابٍ تحدّر من أمسياتٍ بعيدهْ
وهَمْسًا كأصداء نبعٍ تحدّر في عمْق كهفِ
يؤكّدُ أنَّ الغلامَ وقصّتَهُ حُلْمُ صيفِ

شعر
نازك الملائكة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : خمس أغان للألم   الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الإثنين يناير 21, 2013 4:01 am


قصيدة
(خمس أغان للألم)

مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ
نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا
ذاتَ صباحٍ مَطِيرْ
ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا
رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ
ينبِضُ في قلبنا

فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ
عن دَرْبنا مَرّهْ
يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ
يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ
ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ

مِن أينَ يأتينا الأَلمْ
من أَينَ يأتينا
آخَى رؤانا من قِدَمْ
ورَعى قوافينا

أمسِ أصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ
وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ
لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ
ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا

ثم أستلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
ماذا توقّعناهُ فيها غبطةٌ ورِضًا قريرْ
لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
إنّا نحبّك يا ألمْ

من أينَ يأتينا الألم
من أين يأتينا
آخى رؤانا من قِدَمْ
ورَعَى قوافينا
إنّا له عَطَشٌ وفَمْ
يحيا ويَسْقينا

أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ
نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ أو أمْسِيهْ
نشغُلُهُ نُقْنعهُ بلعبةٍ بأغنيهْ
بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ

ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ
طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ

يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ
مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ
ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ
ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وأبتسَمْ

هذا الصغيرُ... إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ
عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ
يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ
دون أختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ

يا طفلَنا الصغيرَ سَامحْنا يدًا وفَمْ
تحفِرُ في عُيوننا معابرًا للأدمعِ
وتَسْتَثيرُ جُرْحَنا في موضعٍ وموضعِ
إنّا غَفَرْنا الذنبَ والإيذاء من قِدَمْ

كيف ننسىَ الألَمْ
كيف ننساهُ
من يُضيءُ لنا
ليلَ ذكراهُ
سوف نشربُهُ سوف نأكلُهُ
وسنقفو شُرودَ خُطَاه
وإذا نِمنا كان هيكلُهُ
هو آخرَ شيءٍ نَرَاهْ

وملامحُهُ هي أوّلَ ما
سوف نُبْصرُهُ في الصباحْ
وسنحملُهُ مَعَنا حيثُما
حملتنا المُنى والجراحْ

سنُبيحُ له أن يُقيم السُّدودْ
بين أشواقنا والقَمَرْ
بين حُرْقتنا وغديرٍ بَرُودْ
بين أعيننا والنَّظَرْ

وسنسمح أن يَنْشُر البَلْوى
والأسَى في مآقينا
وسنُؤْويه في ثِنْيةٍ نَشْوَى
من ضلوع أغانينا

وأخيرًا ستجرفُهُ الوديانْ
ويوسّدُهُ الصُّبَّيْر
وسيهبِطُ واديَنَا النسيان
يا أسانا مساءَ الخَيْرْ!

سوف ننسى الألم
سوف ننساهُ
إنّنا بالرضا
قد سقيناهُ

نحن توّجناكَ في تهويمةِ الفجْرِ إلهَا
وعلى مذبحكَ الفضيّ مرّغْنَا الجِبَاهَا
يا هَوانا يا ألَمْ
ومن الكَتّانِ والسِّمْسِمِ أحرقنا بخورَا
ثمّ قَدّمْنا القرابينَ ورتّلْنَا سُطورَا
بابليَّاتِ النَّغَمْ

نحنُ شَيّدنا لكَ المعبَدَ جُدرانًا شَذيّهْ
ورَششنا أرضَهُ بالزَّيتِ والخمرِ النَّقيَّهْ
والدموع المُحرِقهْ
نحن أشعلنا لكَ النيرانَ من سَعف النخيلِ
وأسانا وَهشيم القمح في ليلٍ طويلِ
بشفاهٍ مُطْبَقَهْ

نحنُ رتّلْنَا ونادَيْنا وقدّمْنا النذورْ
بَلَحٌ من بابلِ السَّكْرَى وخُبْزٌ وخمورْ
وورودٌ فَرِحَهْ
ثمّ صلّينا لعينيك وقرّبنا ضحيّهْ
وجَمَعْنا قطَراتِ الأدمُعِ الحرّى السخيّهْ
وَصنَعْنا مَسْبَحَهْ

أنتَ يا مَنْ كفُّهُ أعطتْ لحونًا وأغاني
يا دموعًا تمنحُ الحكمةَ يا نبْعَ معانِ
يا ثَرَاءً وخُصوبَهْ
يا حنانًا قاسيًا يا نقمةً تقطُرُ رحْمَه
نحنُ خبّأناكَ في أحلامنا في كلّ نغْمهْ
من أغانينا الكئيبهْ

شعر
نازك الملائكة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : أغنية حب للكلمات   الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الإثنين يناير 21, 2013 4:25 am


قصيدة
(أغنية حب للكلمات)

فيمَ نخشَى الكلماتْ
وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ
بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ
وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ
رشَفَتْها ذاتَ صيفٍ شَفةٌ في عَطَشِ

فيم نخشى الكلماتْ
إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ
رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ
فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ
قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ
فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ

نحنُ لُذْنا بالسكونِ
وصمتنا لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ
وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ
قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ
نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ
لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا
مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى
وكؤوسًا دافئهْ

فيم نخشى الكلماتْ
إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها
غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها
إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ
ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا
مِن أمانينا ومن أشواقنا
فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ
أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ

ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ
الصديقاتِ التي تأتي إلينا
من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ
إنها تَفجؤنا في غَفْلةٍ من شفتينا
وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ
من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ
رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ
وغدًا تُلْقي بها بين يدينا
الصديقاتُ الحريصاتُ علينا الكلماتْ
فلماذا لا نحبّ الكلماتْ

فيمَ نخشى الكلماتْ
إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ
قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين
إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ
عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين
كَلِماتٌ شاعريّاتٌ طريّهْ
أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا حروفُ
نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ
وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ

فيمَ نخشى الكلماتْ
إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا
فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا
وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا
إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا
وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا
فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا
وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ
آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ

في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ
سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ
سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ
وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ
وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ
ولها أعمدةٌ من كلماتْ
وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ
حَرَسَتْهُ الكلماتْ

عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صلاةْ
فلمن سوف نصلّيها ... لغير الكلماتْ
شعر
نازك الملائكة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : مرثية يوم تافه   الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الإثنين يناير 21, 2013 4:48 am

قصيدة
(مرثية يوم تافه)

لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ
وأنتهى اليومُ الغريبُ
ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ
وغدًا تمضي كما كانت حياتي
شفةٌ ظمأى وكوبُ
عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ
وإِذا ما لمستْهُ شفتايا
لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا
لم تجد حتى بقايا
أنتهى اليومُ الغريبُ
أنتهى وأنتحبتْ حتى الذنوبُ
وبكتْ حتى حماقاتي التي سمّيتُها
ذكرياتي
أنتهى لم يبقَ في كفّيّ منه
غيرُ ذكرى نَغَم يصرُخُ في أعماق ذاتي
راثيًا كفّي التي أفرغتُها
من حياتي وأدّكاراتي ويومٍ من شبابي
ضاعَ في وادي السرابِ
في الضباب
كان يومًا من حياتي
ضائعًا ألقيتُهُ دون اضطرابِ
فوق أشلاء شبابي
عند تلِّ الذكرياتِ
فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ
في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ
كان يومًا تافهًا كان غريبًا
أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي
إنه لم يكُ يومًا من حياتي
إنه قد كان تحقيقًا رهيباً
لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها
هي والكأسُ التي حطّمتها
عند قبرِ الأمل الميِّتِ خلفَ السنواتِ
خلف ذاتي
كان يومًا تافهًا .. حتى المساءِ
مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ
كلُّها حتى المساءِ
عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ
صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه
عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ
وأمّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي
وأمّحى صوتُ حبيبي
حملت أصداءه كفُّ الغروبِ
لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي
غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي
وصدى يومٍ غريبِ
كشحوبي
عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي

شعر
نازك الملائكة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد عبد الشافي
مبدع كبير
مبدع كبير
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 983
نقاط : 2407
تاريخ التسجيل : 13/05/2010

الشاعرة : نازك الملائكة Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة : غرباء   الشاعرة : نازك الملائكة Icon_minitime1الإثنين يناير 21, 2013 5:05 am

قصيدة (غرباء)
أطفئ الشمعةَ وأتركنا غريبَيْنِ هنا
نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا
يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا
مللاً نحن هنا مثلُ الضياءْ

غُربَاءْ
اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ
كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري
دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرًا
وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي كنت حَيرى
أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري
إن نكن نقضي الأماسي أنتَ أَدْرى

غُرباءْ
مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ
كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ
مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي
خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ

غُرباءْ
أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ
يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
أو لا تُبْصرُ عينانا ذبولٌ وبرودٌ
أوَلا تسمعُ قلبانا أنطفاءٌ وخمودُ
صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ
ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ

غرباءْ
نحنُ من جاء بنا اليومَ ومن أين بدأنا
لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين .. فدَعنا
نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا
آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا

غُرباءْ

شعر
نازك الملائكة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعرة : نازك الملائكة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعرة وفاء وجدى
» الشاعرة : فدوى طوقان
» الملائكة التي تحيط بالإنسان عددها (10)
» قصيدة للصديقة الشاعرة شريفة العلوي بعنوان أنا لا أكتب شعرا من ديوانها زخرف البلح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شروق الأدبي :: الفئة الأولى :: في دائرة الضوء-
انتقل الى: