عندما نغرد خارج السرب

قصة قصيرة

حتى اللحظات الأخيرة قبل عقد القران كان ينتظرنى....
أعلم ذلك جيداً ، فبحضوري سيكون واثقا من انه لن يتراجع عن قراره بالمضى قدماً فيما يريد

اعتقد لوهلة انى سأبدو حزينة، ولكن أصابه الذهول عندما سطعت على المدعوين وكأنى نجمة سينمائية، كنت أرتدى فستان أبيض، وكأننى أنا عروسه وليست تلك التى تجلس إلى جواره...

ظل ينظر إلي وأنا اتقدم نحو " الكوشة" بخطى كلها أنوثة وثقة...
مد يديه فى لهفة وجذب إليه يدى ..
قلت بصوت يملاؤه الرضا:
- مبروك..
لم يرد ، كان شاردا ً في.

ولما لا أ رضى وأنا من ضحيت بكل شيء لأجله، ومنذ البداية، فحينما أوقعنى حظى العاثر فى طريقه لأول مرة تبرعت له بدمى، رغم ضعف صحتى، ولما قال لى انه يعمل لدى اخيه الكبير فى التجارة ولا يملك شىء أجبته بانه هو وحده من يعنينى لا غيره...

حتى وظيفتى التى كانت بمثابة الهواء الذى أتنفسه، واوشكت ان أصل فيها الى أعلى المناصب ، تخليت عنها بسهولة دونما اية لحظة تفكير عندما جعلنى أختار بينهما.




ولكن كان علي ان افيق لما رايته باسطاًً جناحيه بقوة ، محلقاً بعيداً فى أفق السماء مع طائر اخر..

لم يعيده منى إلى نفسه غير صوت الموسيقى و عازف " الدى جى" وهو يعلن عن دعوة العروسين لأداء رقصة الزفاف المعتادة...

أحس بتنميل بأصابع يديه ، ولم يعد يشعر بقدميه ، تحامل على نفسه بشدة وهم بالوقوف ، فكل ما كان يشغله لحظتها الأ ينكسر امامى ، وخاصة وأنا أبدو له هكذا بتلك الروح الوثابة والعيون التى لا تهزم أبداً...
ولكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
خانته جوارحه وسقط أمام الجميع..
هرولت مسرعة إليه ، ضممت رأسه إلى صدرى..

مد يديه واخذ يتلمس فستانى ذو اللون الأبيض الناصع الذى لم يكن يشوبه شىء سوى الدماء التى سالت من فمه عليه ..
ودعنى بجملة واحدة " ألم اقل لك ذات يوم اننى اتمنى الموت بين يديك"...


بـلـبـلـة
1/9/2012

عزيزتي الجميلة هبة:
مشاعرك رقيقة حقا ولكن بطل قصتك ليس مرهف الحس لدرجة أنه يموت بين يديك ويفيق فجأة من صدمة ما فعله مع بطلة قصتك .
عزيزتي : الذي يبيع الحب مرة يبيعه ألاف المرات أسلوبك جميل ومميز برغم طابع الحزن الطاغي عليه.
عزيزتي:الحب تضحية فهو بماذا ضحي وهل أستيقظ ضميره فجأة وشعر بمعاناة بطلة قصتك .
عزيزتي:عندما يموت الضمير ولا نشعر بمعناة الأخرين فهو الموت الحقيقي.
عنوان القصة جميل ورقيق إلي أبعد الحدود لكني أشعر أن ليس مكانه في هذه القصة .
عزيزتي القصة أعجبتني وأسلوبك السردي جميل ولكن يجب أن نعود للقصة مرة أخري لنضع أيدينا عما نريد سواء تكثيف ونعتبرها قصة ومضة أو نغير قليل في السرد.
عزيزتي الجميلة الرقيقة هبة شعبان لك كل حبي وأحترامي وخالص مودتي

أهلا هبة:استمتع كثيرا برقة مشاعرك وتغلغلك في عمق النفس عند أشخاص أعمالك القصصية:

كنت تعلمين أنه ينتظر حضورك حتى يثق في أنه لن يتراجع عن قراره،وتعلمين أنه يحبك
أيضا إلي هذه الدرجة ومع ذلك ذهبتِ،وتعلمين أنه يظن أنك ستكونين حزينة وأثبت له عكس
ذلك بمظهرك ورقتك وأنوثتك مع أنك تحبينه فعلتِ،وهنأته بصوت راضٍ بل يملأه الرضا فقد
ضحيت من أجله بدمك،وفضلته على وظيفتك،لكنكما ساعة الاختبار الحقيقي أخفقتما معا،فقد رأيته
يحلق دون أن توضحي في أى نوع من التحليق رأيته،نزوة،أم إخفاقة إنسان ضعف أمام امرأة،أم ...،....،...
فالمؤكد أنه كان يحبك أنت،لكنك لم تصارعي من أجل حبك أخذتك العزة،كلنا يحارب من أجل
الوطن،والمرأة وطن حبيبها يغار عليه ويحميه،والمرأة أم رجلها وحبيبته عليه تحنو وتقسو أحيانا
وتغار،وتصارع من أجله إن لزم الأمر،وهو حتى اللحظات الأخيرة من عمره قضاها بين يديك أنت،
كلاكما خاسر،وهنا كلاكما كُسر وضعف وظهرت مشاعرة جلية أمام الجميع،المدعوين والعروس التي
حلق معها،أو مع غيرها (تحامل على نفسه بشدة وهم بالوقوف،فكل ما كان يشغله لحظتها الأ ينكسر امامى،وخاصة وأنا أبدو له هكذا بتلك الروح الوثابة والعيون التى لا تهزم أبداً...ولكـن خانته جوارحه
وسقط أمام الجميع..هرولت مسرعة إليه،ضممت رأسه إلى صدرى.. ..)
والحقيقة أنكما معا غردتما خارج السرب،
وليس هو وحده من غرد،