الأحزاب الإسلامية تعددها نعمة أم نقمة ؟

الأحزاب الإسلامية تعددها نعمة أم نقمة ؟

كثيرون هم أولئك الذين يعارضون ( من الإسلاميين ) فكرة الحزب الإسلامي
بداية ، ولهم أدلتهم الشرعية المعتبرة ، وأكثر منهم أولئك الذين يؤيدون
فكرة تكوين حزب إسلامي ، ولهم أسبابهم وأدلتهم الشرعية الموقرة أيضاً .

أما الرافضون للفكرة من أساسها أى الذين يعارضون من الإسلاميين فكرة الحزب
الإسلامي بداية فليسوا محل نقاش ولا مجادلة ولا تصويب ولا تخطئة ، لهم
رأيهم .

أما المشكلة التي تحتاج إلى نقاش فهى أولئك الذين اختاروا فكرة تكوين حزب إسلامي

فهناك فريق منهم يرى تجميع المسلمين في حزب إسلاميٍّ واحد . ولهم أسبابهم وأدلتهم الشرعية المعتبرة .

وفريق آخر يرى أن يكون هناك عدة أحزاب إسلامية أو بمعنى أدق لا يرون بأساً
في تعدد الأحزاب الإسلامية ، ولهم أسبابهم وأدلتهم الشرعية المعتبرة أيضاً
.

والمسلم وهو يرى أن أمامه ثلاثة آراء أو مجموعات أو اتجاهات أو فرق سمها ما شئت قد يقف مشتتاً ، أو لا يدري أيها الصواب

وإلى الجميع أقول وبالله التوفيق :

أما الرافضون للفكرة من أساسها ، فنتركهم على رأيهم ونقول لهم رأينا صواب
يحتمل الخطأ ، ورأيكم خطأ يحتمل الصواب ، أنتم اجتهدتم ونحن اجتهدنا ،
والله وحده العليم والموفق إلى طاعته .

وأما المؤيدون لفكرة الأحزاب ثم انقسموا على فكرة حزب واحد

أو أحزاب إسلامية متعددة ، فأقول لهم :

أنا مع تكوين أحزاب إسلامية وأؤيد بشدة .

وأنا مع تعدد الأحزاب الإسلامية وأؤيد بقوة .

أما لماذا مع تعدد الأحزاب الإسلامية ؟ فلى أسبابي وأدلتي الشرعية المعتبرة أيضاً ، وليس هذا مجال تفصيلها :

ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ( في مشاربهم وأفكارهم )

ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم . ( وأفكاركم في إطار من الالتزام بالشرع الحنيف )

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . ( كل يخدم الوطن والمواطن بما يستطيع من جهد )

إن في تعدد الأحزاب الإسلامية متسعاً ومجالاً ليأتلف المسلمون في جماعات
تتفق وفطرتهم البشرية وأفكارهم للإصلاح وطرائق ومناهج إدارة الوقت والأدوات
وغيرها .

ثم إن هناك جانباً مهماً لا يلتفت إليه البعض منا ، وهذا الجانب يحرص عليه
الإسلام بعكس ما يظن البعض ، ألا وهو جانب العاطفة ، فلربما كره إنسان
أخاه المسلم لشيء ما أو خاصمه في شيء ما ، وهذه أمور لا يجبرك الشرع على
تجاوزها ، وإن ندب وحبب في هذا التجاوز .

فبالله عليكم كيف بي أنضم إلى حزب أحد رموزه أخذ مني مبلغاً كبيراً من
المال ، لم أستعده منه إلا بعد أحد عشر عاماً من المحاكم والقضايا ( كان
كيلو اللحم في أولها بثمانية جنيهات وفي آخرها كان بخمسة وأربعين جنيهاً )
وهذه واقعة شخصية حقيقية وقعت لي ؟ . ولكن فقه الواقع جعل لي متسعاً
وأحزاباً إسلامية أخرى أخدم من خلالها أمتي وعقيدتي ، ولا أجاور فيها عالما
استحل لنفسه أن يعيد إلى أموالي بالمحكمة والقضية ، وأن آخذها لا تساوي من
قيمتها شيئاً ـ أرجو من كان في صدره شيء من ضغينة للإسلاميين ألا يحمل هذا
المثال لتأييد عداوته للفكرة الإسلامية برمتها ، فلن يضر الإسلاميين فرد
غير صالح ، وهم أطهر أهل الأرض بإذن الله ـ

الذي لا يعلمه الكثيرون أن شركة كالتي تنتج البطاطس المحمرة ـ الشيبسي ـ
تعدد من منتجها الذي هو بطاطس محمرة فقط ولا أقصد تعدد الطعم ولكن تعدد
الأغلفة والماركات ، فهذا شيبسي وهذا لايونز وهذا ..... كذا وكذا ... إلخ
وكلها بطاطس مقلية ، فلماذا الأسماء المتعددة حتى يذهب من يكره نوعاً أو
يريد التغيير إلى نوع آخر ، تقول الأم لولدها لا تشتري كذا واشتر كذا ....
والجنيه يدخل إلى خزينة الشركة ذاتها ، وتنافس منتجاتها بعضها البعض .

والذي لا يعلمه الكثيرون أن جميع مساحيق غسيل الملابس تنتجها شركة واحدة
أو اثنتين على الأكثر في مصر كلها واقرأ اسم الشركة على أي مسحوق غسيل
لتدرك صدق ما أقول ، والمثال واضح

جميع زيوت الطعام في مصر ذرة عباد شمس نخيل تنتج في مصنع واحد في العاشر
من رمضان ، وربما هناك مصنع آخر ، وتتعدد الأسماء على قوارير الزيت وتتفاوت
الأسعار بشكل مبالغ فيه والمادة ( أى الزيت ) في كلها واحد ، ونظرة منك
على زجاجة سعرها 33 جنيها ومكوناتها ، وزجاجة سعرها 26 جنيها والمكونات
واحدة والمصنع واحد ....

والأمثلة كثيرة ولا داعي للتكرار .

كذلك دعوا الأحزاب الإسلامية تتعدد فإن في ذلك نعمة لا نقمة ، وتوحيد للصف
المسلم لا تفريق كما يظن البعض ، من يعترض على تجربة الإخوان المسلمين (
الحرية والعدالة ) أمامه السلفيين ( النور ) ومن لا يريد أياً منهما أمامه
أحزاب إسلامية أخرى ورموزها من أخلص الإسلاميين المجاهدين والعلماء .

أما إذا جعلناه حزباً واحداً بتأويل ساذج ( أن الحزب حزب الله ) ألا إن حزب
الله هم الغالبون ...هم المفلحون ... فإن من يضايقه بعض المنضمين للحزب
ولا يريد أن يعمل إلى جوارهم ، فلن يجد صعوبة في الانضمام إلى حزب علماني
يحارب الشريعة ويكره المسلمين .

فاعتبروا يا أولي الأبصار

ثم كاتبه يشهد الله أنه لم ينضم إلى أى حزب في حياته ولن ينضم ، وقبل أن
يقلدني أحد على غير معرفة بالأسباب أقول إنني رجل لم أخلق للسياسة ومتفرغ
للشعر والأدب .

بارك الله فىَّ فيكم جميعاً .

وهو ولى التوفيق .
الشاعر / محمد فايد عثمان

من أجل هذا قالوا لا تقحموا الدين في السياسة لأن السياسة والإنتخابات لعبة تمارس فيها كل الحيل
الشرعية وغير الشرعية فلو أن حزبا اسلاميا هزم سيعني هذا أن الإسلام لا قدر الله هزم .
ولو أن رمزا من رموز حزبا إسلاميا ارتكب فعلا ما سيقولون هذا هو الإسلام .
وإذا كان التعدد سيجعلنا نشبه الأحزاب الإسلامية بشركات الشيبسي والبيبسي
التي تهدف الى الربح بصرف النظرعن كونه حلالا أم حراما فبئس التعدد هو،
وهل عدم انضمام المسلم الى حزب من الأحزاب الإسلامية ينتقص من إسلامه؟
وإذا كانت الإجابة بلا فلماذا كل هذ الإستغلال للدين ولماذا هذة الذقون الطويلة
وكأن البلاد خلت من محلات الحلاقة ؟ الإسلام لن يكون وسيلة لارتقاء الحكم
الإسلام أكبر من ذلك ،ولوكانت الأحزاب الإسلامية فيها خير لكنت حضرتك أول
من انضم لها . شكرا وعذرا مقدما على الأخطاءالنحوية .

» نعمة الله العظمى
» وإن تعدوا نعمة الله
» المولدالنبوي والفتحات الإسلامية
» الانتصارات الإسلامية الكبرى في شهر رمضان
» نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم