التـُّـوهَـه

الصديق العزيز محمد البسيونى
منذ سمعتك للمرة الأولى من عدة سنوات في المنتدي
وأنا أسعد باختياراتك لموضوعات قصائدك،والفكرة التى تسعى إليها من النص
وهى في مجملها موضوعات جادة هادفة تعالج قضايا عامة لا تقبل المساومة
أو أنصاف الحلول،لأنها تعالج مصائر شعوب...........
في هذا النص الذي سعدت بسماعه في ندوة الأمس
من منتدي شروق،راق لي موضوع النص وفكرته والصور التى وردت فيه
سيما الفكرة التى بنيت عليها النص ثقافة الاختلاف لكنه يجب أن يكون إيجابيا
لا سلبيا :

وطمعان ـ اللى كان نايم ـ

فى كرسى وزير

وغيرُه ف زفِّة الإعلام

قطع مشاوير

وبينادوا بشعار ..

احنا فى مصر اخوات !!

وإيه يعنى !

ماهو اخوات يوسف الصديق

رموه فى البير !!

والنص بمقاطعه الستة عبارة عن رباعيات بها وحدة عضوية وبناء
يسير من الشخصي ( طريقى تاه فى وسط ضباب
ومش شايفُه) وهو شخصي يمثل صوت شعب إلى العام (وبيت العيله ميِّل ..
راح يقع سقفُـه)،ويسعي الشاعر إلى الكشف والتنوير وكذلك الإصرار والعزم والقسم على الثبات
وعدم الانجرار إلى مايسعي إليه أعداء الثورة

(ورب الكون ما ح تجُرُّونا

للتـُّوهه !!

ولا ح نسيب بلدنا لكم

تبيعوها)

تختلف قافيتها في السطر الثالث،وإيقاعها مفاعيلن من بحر الوافر
ولم تتغير التفعيلات إلا في المواضع:

ومحتاره .. سفينة الثوره

فين تِرسِي
والأصوب: لفين ترسي

إشارة البوصــله واخداها

لطريق عكسى

(إشارة البوصـ) المفروض أنها تفعيلة واحدة (مفاعيلن/مفاعلتُن)
كسر عروضى

وجاتنى رعـ/شه فى بؤونه
كسر عروضى
ـ ولا ف أمشير ـ

وأظن أنه لم تكتمل فكرته حين قال:

حرام .. خلِّيتوا فكر الثوره

يِتقَيِّد !!

وفكر الفُرقَه والشلليَّه

يِتسَيِّد !!

وكل ميدان صبح فى مصرنا

تحرير

ودا بيشجُب .. ودا بيرفُض

ودا يأيِّد !!

- لأنه إذا كانت كل الميادين في مصر أصبحت ميدان التحرير فهذا جيد
وهذا ما كنا نسعي إليه،ومن الطبيعي أن يشجبوا ويرفضوا ويؤيدوا...ويختلفوا
واختلاف الآراء لا يعنى الفرقة ولا حتى أن يكونوا جماعات لكل جماعة أفكار
وأهداف يريدون تحقيقها تعنى الفرقة بشرط أن تكون الأفكار والأهداف من داخل
الوطن لصالح الوطن ولا يسعى كل منهم لفرض رأيه (وفكر الفُرقَه والشلليَّه يِتسَيِّد!!)
وأن تصب الأفكار كلها في مصلحة الوطن فهذا كله يعنى التوحد وليس الفرقة
لأنهم يرشدون القيادة الحاكمة إلى الطريق وتصحيح المسار عندما تحيد عنه...،خاصة
أن القيادة تتخذ قراراتها دون الرجوع إلى البرلمان لأنه لا يوجد برلمان الآن سوى
صوت الشعب.....

- لكن أن يكون كل هذا مجرد أداة لتنفيذ مخططات خارجية للهدم وليست للبناء فهذا
هو الفكر المرفوض وهذا ما لم يشر إليه الشاعر

وبشكل عام نحن أمام شاعر فطري مطبوع يعي قضيته جيدا ملتحم بها،وهي شغله
الشاغل،ولا غرابة في ذلك لأنه شارك وطنه أصعب وأخطر أيامه منذ الهزيمة إلى النصر
إلى الثورة على الفساد..................