نعم ينبت الزهر في مقبرة التاريخ

[b[center]]ايه الجمال ورعة الابداع الواضح دا كله فى كلماتك يا أبا عبد الله


اطال الله فى عمر قلمك الثائر ولا انتهى ابدا مداد محبرتك النفيسة[/b][/center]

صديقي العزيز محمد حافظ
كل التقدير والاحترام على هذه الدراسة المتأنية الواعية
وقد سعدت بها أيما سعادة،وقد أهديتنى نسخة منها واختفت منى بين صفحات الكتب
وها أنت اليوم تعيدها إلي مرة أخرى،فأعيد قراءته من جديد وكأنى لم أقرأها من قبل
وكنت أود الرد على بعضا مما لاحظته،وإن كنت أنت بنفسك قد رددت على بعضها
ومنها

(أأرى أن القصيدة حملت مع هذا نبرة اليأس حيث لم تدع إلى ثورة ولم تحرض على تمرد ، وإنما اكتفت فقط باليقين في غد أجمل ومستقبل مبهر وكأن السماء تمطر ذهبا ، دون أن ترشد إلى طريق أو ترفع راية يلتف حولها المدعوون ، تقمص الشاعر فيها دور الحالم لا الثائر وأقول له : إن الحلم وحده لا يصنع شيئا في هذا العصر المحكوم علينا فيه بالإعدام )

لا تغضب …
يوما ما نصبح أشياء
فى هذا الكون النائم فى رأس الحكام
يوماتنطق رافضة فيه أسنان الأقلام
يوما نخرج فيه أقمارا
_من كهف الظلمة_ نعلن أنّـا
لن نبقى أشياء تحت الأقدام

هذا المقطع يحمل منذ البداية (لا تغضب....)
وهو أمر بعدم الغضب (هديء من روعك)حتى يأتى الوقت المناسب،فالثورة ليست انفعالا بغير تدبير
وتخطيط ،......لكنها قادمة لا محالة،ولابد منها،ثم..
(يوما ما نصبح أشياء
فى هذا الكون النائم فى رأس الحكام
يوماتنطق رافضة فيه أسنان الأقلام
يوما نخرج فيه أقمارا
_من كهف الظلمة_ نعلن أنّـا
لن نبقى أشياء تحت الأقدام)
وها هو اليوم الذي نحرض عليه قد جاء،فنحن لن نكون أشياء هامة
إلا بمقدم هذا اليوم.....أليست هذه بدعوة متأنية لإعداد العدة لهذا اليوم..؟
أما لفظة" التابوت"فليست لحفظ جثث الموتى العفنة فقط،وإن كان بعضها لا يصيبه العفن
كما هو حال حثث الفراعين،لكن المتفق عليه في كل الأحوال أنها للحفظ والصيانة من العبث
إلى حين.......فالتابوت هو صندوق من الخشب. قال البغوي: وكان من عود الشمشاذ نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين، وهذا هو التابوت الذي ذكر الله أن فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون.
وقال البيضاوي: التابوت: الصندوق، وكان من الخشب مموها بالذهب، وكذلك الصندوق الذي ألقت أم موسى فيه موسى كان من خشب؛ كما ذكر القرطبي وغيره، والتابوت الأضلاع وما تحويه. قال ابن منظور: وسميت تابوتا تشبيها بالصندوق الذي يحرز فيه المتاع.
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَ(إن آية مُلْكِه أن يأتيكم التابوت) الصندوق كان فيه صور الأنبياء أنزله الله على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى (فيه سكينة) طمأنينة لقلوبكم (من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ورضاض من الألواح (تحمله الملائكة) حال من فاعل يأتيكم (إن في ذلك لآية لكم) على ملكه (إن كنتم مؤمنين) فحملته الملائكة بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقروا بملكه وتسارعوا إلى الجهاد فاختار من شبابهم سبعين ألفا لِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة248
(فالكلمات توابيت الأفكار)
فالكلمة وعاء للفكرة، لكن أى نوع من الأوعية هى، سيما في هذا الشأن؟ وعاء إلى حين ..تتحرر وتنطلق،لكنها لن تموت.....

والحقيقة يوجد أكثر من موضع يستوجب الوقوف لكننى لست ممن يحبون شرح
أعمالهم،وأفضل أن يطلق كل منا العنان والتأمل حتى لا نغلق النصوص والأفهام على رؤية واحدة
والحق أقول:فقد بذل المبدع الصديق محمد حافظ جهدا كبيرا وواعيا في ألقاء الضوء على حماليات النص
وقد استمتعت بعذوبة اللغة ورجاحة العقل،وعمق الفكر لدى صديقي الحبيب،وكما هو مبدع شاعرا فهو مبدع أيضا ناقدا
جزاك الله خيرا

شكرا لكما
بجد بتسعدونا وتمتعونا بهذا الجمال
فأنا عاجزه عن وجود كلمات تعبر وتعطيكم حقكم
تسلم يدكم

فكرتك رائعه يا استاذ سيد
قولك للقصيده بصوتك يزيد جمالها اكثر واكثر