خديجه بنت خويلد
--------------
أم المؤمنين، وسيدة نساء العالمين فى زمانها ،أم القاسم ابنة خويلد ابن أسد،القرشية الأسدية،أم أولاد رسول الله
صلى الله عليه وسلم .وأول من أمن وصدقه قبل كل أحد.
قال الأمام الذهبى: مناقبها جمة ،وهى ممن كمل من النساء.كانت عاقلة جليلة دينة ،مصونة كريمة، من أهل الجنة.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يثنى عليها،ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين.
وكانت نعم القرين،فكانت تنفق عليه من مالها ، ويتجر هو صلى الله عليه وسلم لها .
فضائلها
--------
وعن أنس ،أن النبى صلى الله عليه وسلم ، قال
( حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت
خويلد،وفاطمة بنت محمد،وأسية امراة فرعون))
الزواج المبارك
-------------
كان السادات والرؤساء فى مكة يحرصون على الزواج من خديجة، فتأبى ذلك عليهم، وتردهم جميعاً،ولكنها
وجدت ماتنشده وما تبغيه فى سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم ،وهنا أفضت عما يدور فى نفسها إلى صديقتها
(نفيسة بنت منية) .
فذهبت إلى النبى الكريم ص وكلمته أن يتزوج الطاهرة خديجة،وقالت: يامحمد ما يمنعك أن تُزوج؟
فقال: (ما بيدى ما أتزوج به).
قالت :فإن كُفيت ودُعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟
قال
فمن هى)؟
قالت: خديجة
قال
وكيف لى بذلك)؟
قالت: على
قال
فأنا أفعل) .
ورجعت نفيسة إلى الطاهرة خديجة تحمل خبر نجاحها فى مهمتها، وزفت إليها نبأا موافقة محمد صلى الله عليه
وسلم بالزواج،فأرسلت الطاهرة خديجة إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها ،فحضر،وجاء رسول الله إلى بيت
خديجة فى أل عبد المطلب ،وقام أبوطالب خطيباً وألقى خطبة رائعة نقتطف منها فقرات كاشفة، فكان مما
قال
الحمد لله الذى جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه،وجعل لنا
بيتاً محجوجاً، وحرماً أمناً،ثم إن ابن أخى هذا محمد بن عبدالله لا يوزن به رجل من قريش شرفاً ونبلاً وفضلاُ
إلا رجح به ،ومحمد من عرفتم قرابته وله فى خديجه بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك ، وما أحببتم
من الصداق- المهر-فعلى).
وافق عمها عمرو بن أسد وكان شيخاً كبيراً فقال:هـو فحل لا يُقدح أنفه).
الصابرة
-------
وظلت أمنا خديجة من وراء رسول الله تشد أزره، وتشاركه فى حمل الأذى من قومه بنفس راضية صابرة
محتسبة،حتى قضى الله تعالى قضاءه فى الحصار والمقاطعة الظالمة المريرة التى مكثت سيفاً مصلتاً على
أعناق المؤمنين.
البرة الوصولة
-----------
قضت السيدة خديجه فى كنف النبى مرحلة تقارب ربع قرن من الزمن ،فكانت معه أوفى وأبر زوجة لزوجها،
كانت تشاركه مباهجه ومسراته،وتتطلع إلى رضاه وسعادته،وتبر من يحبهم... فلما أصابت الناس سنة جدب بعد
زواجها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...جاءت حليمة السعدية،مرضعته صلى الله عليه وسلم زائرة،فعادت
من عنده، ومعها من مال خديجة بعير يحمل الماء وأربعون رأساً من الغنم .
وداعاً
------
عندما خرجت السيدة خديجة من الحصار الظالم ،لم تلبث إلا قليلاً حتى لبت نداء ربها... وصعدت روحها إلى
السماءراضية مرضية،ودفنت (بالحجُون).
رثاء ووفاء
----------
ترك موتها رضى الله عنها أثراً فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم ، وكانت دائماً فى ذاكرته، وأسمها على
لسانه،يحب من أحبها ، ويكرم من أكرمها.
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها :ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة،فتناولتها، فقلت :عجوز!
كذا وكذا، قد أبدلك الله بها خيراً منها.
قال
ما أبدلنى الله خيراً منها،لقد أمنت بى حين كفر الناس،وأشركتنى فى مالها حين حرمنى الناس،ورزقنى الله
ولدها ، وحرمنى ولد غيرها) قلت :والله لا أعاتبك فيها بعد اليوم.