شــــاهدت لك : باليـه لابايا ديــر
آمــال بكيــــر
كلما ذهبت لدار الأوبرا لأقدم لك ما شاهدته بها, خاصة هذا العام والعام السابق أتذكر بداية هذه الدار في عام افتتاحها منذ سنوات عدة عندما شاركت العديد من فرق العالم في تقديم عروضها بهذه الدار.
وذلك احتفالا بافتتاحها, وهو الوضع المعروف بالنسبة لافتتاح أي دار أوبرا في أي بلد أن تحتفي بها دور الأوبرا الأخري بتقديم عروضها بها.
في عام الافتتاح وكانت وقتها الفنانة رتيبة الحفني هي رئيس دار الأوبرا وكنا نحن كجمهور وكصحفيين ما إن ينتهي عرض بالغ الأهمية من هذا البلد أوذاك حتي تكون هناك فرق أخري من دولة ثانية تعرض نفسها في هذه الاحتفالية التي تستمر علي مدي عام الافتتاح.
أتذكر هذا العام حاليا وأنا أشاهد لك العديد من الأعمال التي تفد إلينا من الخارج لتقدم للمتلقي المصري فنون العالم حولنا, وهنا رئيس دار الأوبرا الحالي هو واحد من أبناء رتيبة الحفني وهو عبدالمنعم كامل.
أشعر بهذا الاهتمام من جانبه بتقديم العروض العالمية لجمهور دار الأوبرا, وأشعر أيضا بالسعادة لنجاح هذه العروض وقدرتها علي اجتذاب المتفرج المصري لأجد بعد نهاية كل عرض يقف قرب بداية دار الأوبرا كما لو كان يستطلع من خلال وجوه المتفرجين صدي العمل, وبخاصة الذي شاهدوه.
من الأعمال التي حفل بها هذا الموسم. فرقة بولشوي بيلاروسيا التي قدمت لتعرض باليه لابايادير وهي المرة الأولي التي يقدم فيها هذا العرض في مصر. فقد اعتدنا علي الباليهات الكلاسيكية المعروفة لدينا بداية من بحيرة البجع وغيرها وغيرها, لكن هذه هي المرة الأولي التي نشاهد فيها هذا الباليه والذي اتخذ من التراث الهندي أساسا له.
الديكورات هي الهند وأيضا بعض الاكسسوارات هي الهند, لكن الباليه هو الباليه الكلاسيكي المعروف لدينا, وبالطبع الملابس أيضا بها لمسة هندية.
وكالعادة هناك باستمرار الراقص الأول والراقصة الأولي وهي الباليرينا, ولو أن هذا الباليه حفل بأكثر من راقص أول وأكثر من باليرينا لاستطاعوا أن يجعلوا جميع متفرجي العمل يقفون وهم يصفقون بعد انتهاء العرض الذي حفل بمعظم حركات الباليه المعجزة التي يحتار المتلقي في كيفية القيام بها, خاصة عندما يرفع الراقص الباليرينا التي توازيه في الطول, والمعروف أن الطول يزيد وزن الانسان.. هنا أجد الراقص يرفع الراقصة التي تماثل ربما وزنه ليرقص بها, بينما هي ترقص وتؤدي حركاتها, بينما الراقص يحملها بيد واحدة!!
وإذا كان هذا المشهد يخيفني بعدما علمت أن بعضا من راقصي الباليه تمت لهم إعاقات معينة في الكتف أوالركبة, إلا أنني أقف عاجزة عن تقدير هذا الفن الذي يستطيع أن يجعل جسم الانسان قادرا علي هذا الاعجاز.
وبالمناسبة هذا يحدث لدينا في فرقة الباليه المصرية, وهي التي بدأت منذ أكثر من عامين تقف علي قدم المساواة مع الفرق العالمية, وهذه الشهادة لمتفرجي الدول المختلفة التي زارتها فرقتنا المصرية للباليه, والتي تتولي إدارتها أرمينيا كامل الباليرينا السابقة.
وهذا ما لمسته وشاهدته في عرض باليه سبارتاكوس الذي قدمته فرقتنا منذ شهر وكان الأبطال فيه هما يحيي حسن وأحمد يحيي.
المعروف أن روسيا بها فرقة البولشوي الأولي في موسكو ولديها أيضا هذه الفرقة التي زارتنا الأسبوع الماضي وهي فرقة بولشوي بيلاروسيا ويطلق عليها فرقة البولشوي الأكاديمية القومية لجمهور بيلاروسيا أسماء سأذكرها لك, لكن يصعب أن تذكرها, فمثلا الموسيقي لودفيج مينكوس وتصميم الرقصات البديع لماريوس بتيبا وقيادة الأوركسترا قام بها نيكولاي كولياركو لفرقتنا.. فرقة الأوبرا المصرية.
ولعل أبرز الفنيين خلف العمل كان مهندس الديكور ومصمم الملابس فيانشيلاف أوكرنيف, ذلك أن الديكورات حلقت بالمتفرج في أجواء الخيال بما فاق الوصف, وتحرك الراقصين والراقصات أمامه كان له وقع جميل.
وإذا قلنا إن المهم هو النص فهنا في الباليه أو في العمل الأوبرالي نقول إنه ـ أي النص ـ مجرد وعاء للموسيقي والرقص والديكور وغيرها من فنون الباليه.
قصص حب عادية وبسيطة فيها الحب والغيرة والتضحية وكل ما يعتمل في نفس الانسان من المشاعر المرتبطة أساسا بالحب.
تحية لنافذة مصر علي فنون العالم, وتحية لقيادة د. عبدالمنعم كامل ولكل العاملين بها الذين أستشعر أنهم لا يعملون إلا بقدر حبهم لهذا المكان. مايو 2010