وأذكر في هذا الشأن قصيدة قديمة أعتزبها لم تلق حظها
آخر خيط
تحتضنُ العينُ خيالاً
طيفَ ملاكٍ كلَّ مساءٍ
من زمنٍ لنْ يرجعَ إلاّ
حينَ تجودُ الأيامُ بطيفِ لقاءْ
تلهثُ دقَّاتُ القلبِ لُهاثاً
كي تلحقَ لحظةَ ذكرى
باكيةً لرحيلي
لرحيلِكِ دونَ وداعٍ
ما أشقانا من غرباءْ
أنتِ هناكَ
بأطرافِ القلبِ المُترامي
حتى آخرِ قطرَةَِ ماءٍ في أعماقِ البحرْ
حتى آخر حبَّةِ رملٍ
بين حدودي وعظامِ الصدرْ
شاخصةً تتقلَّبُ عيناكِ
غارِقةً بدموعِ القهرْ
والحسرةُ تبدو غائرةً
بكيانِكِ كالجمرْ
أطفأتْ الخيبةُ
كلَّ شموعِ الأملِ المُنتَظَرةْ
شَعْرُكِ منثورٌ
خُرْطومُكِ مُنكسِرُ
والأطفالُ تدورُ،
وتعدو حولَكِ. .. تنتحِرُ
أنتِ هناكَ تموتينَ كثيراً
وأنا في ليلِ الغُرْبَةِمبعُوثُكِ
حتى آخرِ أنفاسِ العُمرْ
لا أعرفُ حدّاً للوجعِ المنشُورِ
على أحبالِ الكونِ قلوباً
تُعتَصَرُ الآنَ أشدَّ العصرْ
وتسيلُ دماها
كخرافِ العيدِ الأضحى وقتَ النحرْ
في المنفى أتشمّمُ رائحةً من عرقي ودمي
قادمةً تحمِلُها ريحُ الشرقِ الغاضِبَةِ
ويُعَطِّرُ آذاني صوْتُ نداءِ
الفجرِ المشروخِ
يتقافَزُ في الآذانِ
كما الطَّيرِ المذبوحْ
يبحثُ عن وطنٍ
عن درعٍ يبعثُ فيهِ الروحْ
النَّومُ،/الموْتًُ/الدُّودُ يُخيِّمُ
ويُربِّطُ أوراقَ التُّوتْ
ويمُرُّ ربيعٌ،وربيعٌ،وربيعٌ،....
والتُّوتُ صموتْ
عادتْ....
قالت : أنتَ حبيبٌ وطريقٌ وخلاصْ
لكنَّكَ مُغتربٌ طولَ الوقتِ
يُبعِدُني عنكَ بُعادُكَ عن نفسِكْ
صدرُكَ مُنْقَسِمٌ
وصلاتُكَ قلبٌ منزوغْ
كبَدٌ في كبَدٍ كلُّ حياتِكْ
أبناؤكَ قد رضعوا لبنَ الفُرْقَةِ والخَوفْ
والصَّمتَ إلى حدِّ الموتْ
رمَتِ البرَّاجَةُ آخِرَ خيطٍ
قالت :" واعتصِموا......"
ـــــــــــــــ
القاهرة / 31/10/2000
من سوء حظنا أنها لم تلق حظها قصيدة رائعة أوحت لي بموضوع للمناظرة بعنوان : عمل الآباء في الخارج بين القبول والرفض حيث أني أجد صعوبة في البحث عن موضوعات للمناظرة في المكتبة .
هذا بالنسبة للقصيدة أما بالنسبة لحذف المساهمة سيدي القاضي لقد حذفت لي مساهمة منذ زمن ليس بقريب وكانت عن فن الباليه وأنا متنازلة عن حقي في معرفة السبب وشكرا.