دراسة نقديه في مجموعة" قبلات مميتة " لسميرالفيل

التعدد والتجديد في قبلات مميتة

دراسة في مجموعة" قبلات مميتة " لسميرالفيل

غزارة الإنتاج وتنوع مجالات الكتابة يعطيان عمقا للممارسة الإبداعية فا لكاتب سمير الفيل الذي صدر له اثنين وعشرين كتاب أدبيا حتى كتابة هذه السطور في مجالات أدبية عديدة فله ستة دواوين وعشر مجموعات قصصية وثلاث روايات وكتابين في آداب الأطفال ودراسة نقدية . وسط هذا الخضم يكتب مجموعته القصصية " قبلات مميتة " الصادرة عن دار الكتاب 2009 والتي تحتوي علي احدي وعشرين عنوانا بهم ستة وخمسين حكاية .

1- طرح الموضوعات :

وسط تعدد الحكايات في المجموعة يبرز أكثر من طرح فكري وموضوعي نجده فيما تطرحه كالأتي :

1-1- الحنين والتمني :

من أكثر الموضوعات له سطوة الحضور هو الحنين وان تعددت خطوطه . نجد في (صافرات بعيدة ) زوجة جميلة تتطلع إلي عودة زوجها من الخارج وتخشي أن تمر السنوات دون أن يري ابنة .في " شباك " يري الراوي فأرا وفأرة يمارسان الحب ربما هو التمني داخل عقل ونفس الرواي . يرقد المريض وحيدا يتمني أن تزوره امة وبالفعل تزوره خفية في خفاء . يتطلع الرجل إلي ثورة عبيد القارة السوداء في "الملة " يحن الراوي ويتذكر همت التي أحبها ورأي صورتها في جريدة الأهرام كأم مثالية في "الزاحف " . يذهب الرجل الراوي إلي عنبر غسيل الكلي في " وقت " يزور ثريا ويخبرها أن الصبية أحبوها تعطيه وردة وترتفع معنوياتها .

ينام رجل فوق سريرة في (يوم المغادرة ) يشعر بألفة بينة وبين السرير رغم عري السرير . في " الربط والمربوط " يحن رشدي المريض إلي التحدث مع الآخرين فيترك المستشفي ويجلس علي المقهى مع مْغَسّل بالمستشفي ويعود إلي سريرة قبل مرور الإدارة يحن الولد سيكا إلي ماضيه حين احترف الطبل وراء الراقصات في " الولد سيكا درن " بعد ما أصبح تاجر عملة .

وله رصيد بنكنوتي فيعود إلي الطرق علي الطلبة بعدما أضاع كل رصيده. يرتبط الحنين بالماضي في " عين جمل " يغضب الرجل من زوجته لان عين الجمل سقطت وهو الجمل اللعبة الذي أهدته له والدته وهو في الصف السادس الابتدائي في . " زهرة صفراء " يحن المريض إلي رؤية الزهرة التي رآها بين البلاط يصعد لرؤيتها قبل مغادرته المستشفي تحن البطلة إلي ان يقبل عنقها وهي ترقص في " دوران " تفيق وهي تضئ النور ولا تجد أحدا. في " ذوبان " رجل أحب فتاة وفََضلت علية محامي يتجرع الخمر رغم علمه أنها حرام يراها في فستان سهرة أزرق وهي تقبله في عنقه . الرجل العائد من عمله ومعه فول وطعمية زوجته تخلع عنه ملابسه وهي مرتدية ثوبا شفافا فالحنين هنا حنون لما هو مْفتَقد . رجل يكتب خطابا لزوج زكية التي تبث فيه أشوقها يري الرجل حمالة قميصها نازلة يكمل الخطاب ثم مرة أخري يري حمالة حماله القميص النازلة فيظهر منبت النهدين يمسك يدها ويقبلها لأنه يعيش وحيدا بعد وفاة زوجته وزواج ابنتيه في " خطاب " . الحنين يستمر من كلا الجانبين الرجل والمر أه في

" مسمار جحا " يذهب الرجل المنفصل عن زوجته لرؤية ولديه يدخل للاطمئنان علي الولدين يجدها عارية الساقين يقبًلها ينامان بنفس ملابسهما تنقل الزوجة الولدين إلي الحجرة المجاورة .

1-2- التشتت

يعبر عن الانقسام و انفصام عري التوافق . في (لماذا يضحك السمسار " يأتي السمسار ومعه المشتري الأجنبي لشراء حديقة الجد يسقط الحفيد وتجرحه ألاشجار والورثة مشغولون بحسابات الأنصبة علي الآلات الحاسبة . في " اعوجاج " مفتش التاريخ يخبر الراوي أن ضلعا أعوجا في عائلتهم لابد من خلعه يخلع الراوي ضلعه ويهجم علي مفتش التاريخ .. يرتفع التشتت إلي دروته في ( اسود – ابيض ) حيث يستخدم القاص عشر لقطات تعبر جميعها عن التشتت والتوزع النفسي والذهني عندما يخاطب نفسه عن رحلته وحياته واغترابه لجمع المال ثم يسخر من نفسه لأنه صار أضحوكة وروحه أصبحت منهزمة بعدما هجرته حبيبته وذهب عقلة بعد طلاقها منه في (نورس) يسقط النورس لأنه صار وحيدا وغادرا السرب – الواقع أحيانا يدفع إلي الانفصال في "منديل " يريد الحبيب السفر ليتم زواجه من محبوبتة التي تعارض سفره . ترتجف الحبيبة في جو ممطر وعيناها تدمع يعطيها منديلا لتجفف الدموع يسقط المنديل في الوحل .

1-2- فساد وانتقام :

قرينان وإن تباعدا أو التقيا في ( طلاء أحمر ) تنتقم سيدة من زوجها الخائن وتضع له السم في البامية وتتركه يسقط عطشانا بل تتشفي فيه وتُخضب قدميها بالحناء . يسطو أحرون علي جهد آخرين في وديع ، يظهر الفساد من جانب المدير الذي يعلن انه اكتشف موقعا أثريا بينما وديع عامل الحفر يثور علي رئيسه ويعلن للمدير انه سرق تعبه فجأة يجد وديع نفسه متهما بالتآمر لقلب نظام الحكم . ويبدو أن فساد الكبار أصبح موضة فنري ضابط الشرطة في " الزاهد " يأمر بتعذيب من يراهم جناه ليحصل علي اعترافاتهم . يحادث نفسه أنهم لن يفلتوا منه فهو الزاهد في حب الوطن والمحص نفسه بأوراد ورثها عن جده ولكن الجناة ينتقمون منه بموتهم فلم يمنحوه الفرصة . هل جزاء من يسقي صديقة جرعة ماء إلا ان يسجن ، ؟ هذا ينطبق علي

" صديق العصافير" رقيق القلب . سقط صديقه عطشانا ترك مكان خدمته العسكرية وأعطي صديقه ماءا فكان جزاءه السجن . هذا ما عرفه أبوه عندما زاره في المعسكر بعدما مر بسلسلة من الإجراءات المريرة . وكأن المنظومة العسكرية نزعت من قلبها الرحمة مقابل تنفيذ الأوامر .

في ( ورقة بمائه ) تعبت البنت الراغبة في عمل تعثر علي عمل في محل موبيليا شرط أن تجرب السرير عمليا هكذا يغريها صاحب العمل . تخرج هاربة منه ثم يدًعي أنها سرقت منه نقودا ثم تجد الورقة ذات ألمائة جنيه ويدعي انه نسي حتى رغيف العيش طالة الفساد حين يجد الراوي مسمارا 4سم وسط الطعام في (احتكاك ) عندما يذهب مع بن عمه إلي المستشفي يأخذ الحارس نصف الطعام.

2- التقنية

2-1- البناء : عني القاص ببناء مجموعته وكانت عينه علي الطراز ألبنائي لقصص ألمجموعه وهذا يعكس الوعي الفني أو ربما وضع الإطار قبل الموضوع أو الشكل قبل المضمون وكذلك مرونة الموضوعات القابلة بوضعها داخل إطارات معينة وتأتي اللغة مع البناء مكملة هذا الطراز فاللغة معبرة عما إرادة الكاتب وان كانت بعض الأسطر زائدة عن الحاجة الفنية . يخضع البناء لثلاثة أنماط إطارية .

أ) قصص ذات عنوان واحد .

وهي ثمانية عشرة قصة ( الرابط والمربوط – الولد سيكا درن – عين الجمل – زهرة صفراء الملموس – فتاة ليلية – قرصان – لملوم – السيدة جليلة - هدهدة – الدلدول – صديق العصافير – نورس – منديل – ورقة بمائه – الباشا المرمطون – الروسي )

ب) قصص ذات عنوان واحد رئيسي .

وتندرج تحته عناوين فرعية مثل ( شواهد ) التي تحتوي علي سبعة عناوين منفصلة . أيضا ( حكايات السرير) التي تتضمن سبعة عشر قصة داخلية كل قصة لها عنوان أخيرا ( قبلات مميتة التي تحتوي علي خمسة عناوين يربطها جو نفسي وحضور للقبلات .

جـ) قصص ذات عنوان واحد يتكون من أجزاء بدون عناوين .

مثل ( اسود .. ابيض ) التي تحتوي علي عشر لقطات وضع القاص رقم قبل كل نقطة كذلك قصة (الباشا المرمطون) التي تنقسم إلي أجزاء تتضمن سجل حياة احد الأشخاص من الصعود إلي الهبوط كما نجد في ( الروسي ) التي قسمها القاص إلي أجزاء ولقطات مكانية .

2-2- السرد :

يأتي السرد ليعبر عن مقدرة القاص علي صياغة الجمل فالسرد هو المْوصَل وهو أداة التراسل بين المبدع والمتلقي فلغة السرد هنا معبرة ومناسبة فالقاص خبير بمجالات الكتابة العديدة .

تتنوع أنماط السرد كالأتي :

أ) السرد الحكائي .

يتولى فيه القاص السرد مباشرة دون تدخل من احد أو تداخل مع احد نجده في اغلب قصص المجموعة

ب) سرد حواري بلغة ألانا .

يتولى فيه البطل عن نفسه ويخاطب نفسه فيما يْسمي حوارا داخليا في ( اسود ابيض ) مع استدعاء الماضي بينما يشارك السرد مع الحوار في ورقة بمائه

جـ) سرد بلغة ألانا .

نجدة في ( طلاء احمر ) تسرد الأنثي البطلة أحداث القصة في (كوب حليب) يسرد الراوي أحدث القصة كما في ( حكاية السرير ) المحتوية علي سبعة عشر قصة فرعية يرويها كلها الراوي المتحدث عن نفسه بلغة ألانا

3- نحو اللاتقليدية : رؤية

يلجأ المبدع لمحاولة التنوع داخل خطة الفني فنجد تنوعا في الأسلوب والصياغة والحبكة واللغة فيأتي كل كتاب إضافة للكاتب الذي يمارس كتابة الأنواع الإبداعية المختلفة . القاص الذي بين أيدينا يكتب الشعر والقصة والرواية والنقد وأدب الأطفال لذلك اعتقد أنه يحاول ألا يكرر تجاربه فربما يحاول في كل كتاب تقديم تجربة جديدة لذا يسعى إلي اللاتقليدية ليحقق متعة للقارئ . أحيانا تأتي محاولة التجديد هذه محفوفة بالمخاطر يتوقف هذا علي المعالجة وأسلوب الطرح يسعى القاص في هذه المجموعة إلي تقديم طرح جديد تتحقق محاولة التجديد فيما يلي ..

أ‌) محاولة طرح بناء شكلي جديد حيث اعتمد علي إشكال بنائية متنوعة كما سبق القول في الجزء الخاص بالتقنية والبناء فأعطانا سبعة وأربعين قصة تحت واحد وعشرين عنوانا فقط .

ب‌) تنوع أسلوب السرد ومحاولة الاعتماد علي عدم المباشرة .

جـ) استخدام فانتازيا في قصص ( كوب حليب - الفاسق – تراث – رصاصة – الملموس – قرصان – لملوم – السيدة جليلة ) .

4- ذهاب إلي النص أم مجئ النص : استنتاج. الخبرات المتراكمة والممارسات المتنوعة واحتراف الكتابة لها تأثيرها الفعال علي سرعة ودقة إنتاج النص وربما يزيد الثقة في النص . من خبرات احتراف الكتابة يمكن بسهولة أحيانا أن يذهب المبدع للنص لكن المفترض أن النص يأتي للمبدع أولا ثم علي المبدع أن يعيش تجربة النص ويعايشه ويقنع به ثم يخرجه علي الورق . فمن الطبيعي أن يلح النص علي الكاتب بل يقتحمه سواء استغرق هذا وقتا قصيرا أو طويلا إما إذا حاول المبدع الجلوس من اجل يضع أفكارا وخططا للنص فيأتي النص خاليا من الجمال الفني الحقيقي . في هذه المجموعة اعتقد أن الكاتب ذهب إلي اغلب النصوص نظرا للاتي

1- ربما يكون الشكل أو الإطار سابق علي النص من حيث تقسيم القصص والعناوين الفرعية والأجزاء الداخلية وربما هذا بدافع التجديد . كما نجد في قصص ( شواهد - حكايات السرير – قبلات مميتة ) .

2- يمكن للمبدع المحترف أن يضع في ذهنه قصص ذات موضوعات سابقة في الفكر علي الصياغة بمعني أن يحدد المبدع الموضوع سلفا ثم يجلس ويكتب .

3- القراءة واسعة الإطلاع وخبرات الحياة تسهر علي المبدع طرح الموضوعات الكثيرة في أن واحد أو موضوعات من الواقع مثل قصة (الباشا المرمطون ) التي جاءت اقرب المقال منه إلي القصة . وقصة

( الروسي ) وهي أيضا مثل القصة السابقة مقال واقعي به لمحة إنسانية لكن النصين بعيدين تماما عن القصة .

4- اتفاق أكثر من عمل أو أعمال في تاريخ وزمان ومكان الكتابة فهل يعقل أن الأفكار المختلفة تأتي في زمان ومكان واحد دون تداخل مما يرجح أسبقية الفكرة . تحتوي المجموعة علي واحد وعشرين عنوانا يحتوي علي سبعة وأربعين حكاية نجد فيها الأتي :

أ) في فجر يوم الأحد 3/2/2008 في نفس اليوم والوقت الواحد كتب المبدع سبعة عناوين من اصل عشرة مكتوبة في عام 2008 .

ب) مساء يوم الأحد 4/ 11/2007 كتب القاص خمسة عناوين من اصل سبعة عناوين كتبها في العام نفسه منهم عنوان واحد يحتوي علي عشر حكاية في فجر يوم 27/4/2008 كتب القاص قصة (شواهد ) الذي يحتوي علي سبع حكايات

5- الخيط الإنساني ورؤية الكاتب من المؤكد أن الأدب بكل أنواعه رسالة لا تتوقف عند حدود الإمتاع النفسي والجمالي والفني فقط لكن هناك شئ يخاطب جمهور الأدب فالأدب له جمهور والأدب الذي بلا جمهور هو أدب منعزل وإذا كان الأدب للأدباء فقط كان عليهم أن يجلسوا في قاعات مغلقة منعزلة . تحدث النقاد كثيرا حول رسالة الأدب هل يجب أن يكون للأدب رسالة أو هدف ؟ آم لا هدفيه للأدب ؟ لكن الفلاسفة وعلماء الاجتماع وفريق من النقاد يؤمنون برسالة الأدب وهدفه ولا يفرضون حلولا عليه ولا يرتضون له أن يتبنى حلولا ، لكنه علي الأقل يسلط الضوء علي ما هو موجود في الحياة . كما يقول الدكتور محمد مندور في كتابة الأدب ومذاهبه .

(تنطبق علي الأدب الواقعي هذه النظرة الواقعية التي تري أن الأدب يساعد علي فهم الحياة دون شرح أو تفسير أو طرح حلول فالأدب هنا ليس مصلحا اجتماعيا ولا ناقدا سياسيا يحدد نظريات ورؤى اقتصادية أو فلسفة حكم محددة) في هذه المجموعة نري رؤية الكاتب عالية التميز في الخيط الإنساني فهو يطرح قصصا ذات خيال كذلك هي قصص ذات مغزى إنساني بالدرجة الأولي فيعبر عن الرغبة والحنين والفساد ورغبة التكامل والتعايش . هذه الرغبات تخلق حاله من التمني ولاشتياق والحنين . يسلط الكاتب الضوء علي الفساد من هنا تأتي النظرة الإنسانية والاجتماعية والواقعية الأدب فيتعاظم دوره فتأخذ الرؤية الإنسانية بعدا هاما لان القاص في هذه المجموعة ارتكز علي طرح التشتت والانتقام وايضا الفساد كما سبق القول في جزء طرح الموضوعات .

6- حضـــــــورات

6-1- حضور الحلم

كان لنظرية فرويد تأثيرها في شيوع الأحلام في أبداع الأدباء المعاصرين ولقد تأثر الأدباء العرب بهذه النظرية لكن الحلم لم يقف عند تفسير فرويد بل كان لنظرية كارل يونج تاثيرها من خلال فكرة الوعي واللا وعي الجماعي الذي يختزن الماضي الجنسي . غير أن فرويد جعل من نظريته وصية علي أحلامه وتداعياته فهو يجعل الحلم الظاهر تمويها واخفاء . بل يجعل الحلم الكامن رغبة وإلحاحا . بينما يعارضه يونج اذ يعد يونج الحلم كشفا لا إخفاء والحلم الظاهري يكمل حياة اليقظة عن طريق التكامل الفردي أو الفرد كما يقول الدكتور مراد عبد الرحمن مبروك في كتابة ( الظواهر الفنية في القصة القصيرة المعاصرة في مصر 1967-1984 ) ." شاع توظيف الحلم في الأدب فتناول كتاب القصة الحلم في قصصهم حتى أصبح ظاهرة فنية وكان استخدام الحلم يعبر عن ملامح التجديد فارتبط بتكنيك القصة الشعورية فالحلم تداع للذكريات والخواطر في لحظة اليقظة أو النوم " . ظهر الحلم بمستويين في بناء القصة المستوي الأول الشخصية داخل القصة تصرح بحلمها دون تدخل الكاتب والمستوي الثاني هو الغير مباشر من خلال تداعي الصور والذكريات دون التصريح بها نجد الحلم في بعض القصص المجموعة . في ( دوران ) البطلة تحلم أو تتخيل وهي ترقص في الظلام يظهر لها شخص يمد يده ويقبلها في عنقها تضئ النور فلا تجد شيئا . بين الصحو والغفوة في ( ذوبان رجل رفضته محبوبته يراها معه وهيا في فستان سهرة تقبله في عنقه فهو تواصل الأمنية وتعبير عن الفقد . في (وردية ليل ) الرجل العائد من عملة يتهيأ له انه رآها مرتدية ثيابا شفافة رغم برودة الجو تفك الأزرار عند نحرها وتقبله يستيقظ ساعة الفجر يجد الطعام الذي أحضرة باردا . في ( فتاة ليل ) يهم الرجل بغلق محله يتهيأ له انه سمع صوت ارتطام فيجد فتاة رائعة الجمال تطلب منه قطنا ةميكروكروم ثم تطلب أن يصطحبها إلي اقرب صيدلية يود أن يطبع قبلة علي خديها كما رأينا لا يتدخل الكاتب فالحلم هو المحرك في بناء القصة والكاتب يسرد مباشرة بشكل تلقائي وكل بطل يتهيأ له ما يراه

6-2- حضور الانثي

تحظي الانثي بحضور هام في قصص المجموعة نري حضورها في أربعة عشر حكاية من حكايات المجموعة السبعة وأربعين . هذا الحضور له عنصر الفاعلية فتاتي الانثي متفاعلة مع الأحداث فتظهر علي مستويات مختلفة كما يلي :

1- راغبة في الرجل ومرغوب فيها في قصص ( مسمار جحا – خطاب – الملموس – قرصان – منديل – هدهدة )

2- مرغوبا فيها من الرجل دون إن تظهر ظلال الرغبة من الانثي هنا هي المطلوبة لدي الرجل في قصص ذوبان – وردية ليل - فتاة ليلية – ورقة بمائه )

3- راغبة متسلطة أو قاتلة نتيجة الإهمال والاحتياج أو الخيانة .هيا هنا فاعلة نتيجة فعل سابق في قصص ( السيدة جليلة – اسود .. ابيض – طلاء – ورقة بمائه – منديل – الدلدول )

6-3 حضور الرمز

يجنح المبدع الواقعي أحيانا إلي استخدام الرمز ليدلل علي شئ ويشير إليه دون التصريح ليترك ذلك لفطنة القارئ . يأتي الرمز لدي القاص ليفلت من فخ المباشرة كما نري في ( الزاهد ) ضابط ينتزع الاعترافات بالقوة ويلقب نفسه بالزاهد في حب الوطن . في احتكاك حارس يأخذ نصف الطعام من شخص يريد دخول المستشفي ويجد الحارس مسمارا في الرغيف . في ( لماذا يضحك السمسار الحفيد هو الأمل القادم يتعثر في عشب الحديقة المعروضة للبيع والورثة مشغولون بحساب الأنصبة علي الآلات الحاسبة في (نورس) يسقط النورس الذي انفصل عن السرب في (السيدة جليلة ) التي تحرق الكتب رمزا إلي إهمال بعض المثقفين واجبات الحياة الأسرية والزوجية . في (الروسي ) يرمز إلي الوفاء بين الكلب والإنسان . في ( الباشا المرمطون ) يرمز إلي صعود المنحط أو الطفيلي حتى يسمي بالباشا رغم انه مازال مرمطونا . ينجح القاص في عمل بعض المتوازيات في بعض القصص هذه المتوازيات تأتي بمثابة رمز علي النحو الأتي .

- قصة ( صافرات بعيدة ) .

ثمر شجرة توت يوازي= الحنين.

- قصة ( فراولة حمراء ) .

فراولة في غير موسمها توازي العودة بأقصى سرعة = أمنية لن تتحقق – قصة (طلاء احمر) .

نضب العطر = الحياة الزوجية الجافة .

الحناء والطلاء الأحمر يساوي تشفي الزوجة القاتلة .

قصة (لماذا يضحك السمسار ) .

الحديقة = وطن أو بلد .

الجد = الماضي = التراث .

المشتري = الأجنبي .

السمسار = العميل .

الحفيد = الأمل القادم .

قصة ( وديع )

عازف الهارب الأعمي = وديع الذي يستغله رئيس العمل

قصة ( زهرة صفراء ) .

الصبر = المكافأة = الشفاء .

قصة ( الدلدول ).

اللوحة = الخروف .

مأمأة الخروف = صوت الرجل الدلدول .

قصة (منديل ).

المنديل = الحب والرغبة في حياة شفافة = الحبيب طاهر القلب .

الطين = الحياة بأوحالها وعثراتها .

7- مأخذ علي المجموعة

رغم ما سبق لنا وقفة مضادة علي النحو الأتي :

1- عنف التقسيم فلم يكن منة داع أو مبرر فني .

2- التكثيف وحذف الزيادات

- ص9 أول سطرين زائدين

- ص12 عبارة ( تعرف أن هذه مجرد أمنية لن تتحقق ).

- ص14عبارة ( كي يرحمه ربه من آثامه التي لا يطيقها بشر )

- ص27 أول ثلاث سطور

- ص46 كلها تعليق علي الأحداث ووجه نظر الكاتب

- ص65 أول خمسة سطور

- ص86 أول سطر

- ص98 عبارة ( ليعقد قران أولاد الحلال علي ربات الصون والعفاف من البنات صاحبات الخدور )

- ص102 عبارة ( مضي ينتظر أمر ربنا )

- ص 122 عبارة ( فسلام عليك أيها الشقي وسلام علي المخدوعين الأبرار )

- ص 143 السطر السابع والثامن وعبارة ( كونه غادر السرب بلا استئذان )

- ص 155 السطور من الأول حتى السادس قصة( الدلدول ) تحتاج

- إلي إعادة صياغة لأنه يوجد اضطراب في السرد

- قصة ( هدهدة ) السرد طويل بلا مبرر

3- عناوين كاشفة للعمل مثل ( الدلدول – الباشا المرمطون – قرصان )

4- نصوص ليست قصص لكنها مقالات واقعية واري ان يتم حذفها من المجموعة ( الباشا المرمطون – الروسي )

رمضان احمد عبدالله

القاهرة 14/5/2010

» دراسة نقدية في مجموعة : صانع البهجة لمحمد قطب
» دراسة في مجموعة : (قبلة من شفاة الجنون ) السيد علي عبدالله
» دراســـة في مجموعة في مجموعة " تكات الخريف " للقاصة – صابرين الصباغ
» دراسة توصي مرضى السكر
» دراسة نقدية في رواية السرابيل لمحمد الناصر