التجاور والتلازم في تواصل العطش
· دراســـة في مجموعة العطش لمحمود أحمد علي· ******************************************************* - تعددية الكتابة الإبداعية تخلق عمق للممارسة واتساعاً في الرؤى . كما تعطي الأنهار أمواجاً عديدة يسبح عبرها السباحون باحثين في الأعمال عن النفيس وما خُبأ بين طياتها وتحتها . من هنا ننطلق في قراءة أحدى مجوعاته . فالكاتب الذي معنا له خمس مجموعات في ساحة الإصدارات إضافة إلى مجموعته (تواصل العطش) الصادرة عن سلسلة خيول الأدبية عام 2009 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة النشر الإقليمي . حصول محمود أحمد على تسع جوائز عن قصص له وننتظر له أربع مجموعات قصصية قيد الطبع ورواية أيضاً تحت الطبع ندخل إلى المجموعة كما يلي :
[1] تجاور الأطروحات :
تطرح المجموعة أشياء تتجاور مع بعضها وتتشابك فيما بينها بعلاقات جدلية تفاعلية فالفقر والقهر متلازمين يتجاور معهما الاستغلال وما بين الاستغلال والقهر يتواجد الود لأن المجموعة تركز فيها رؤية الكتابة على المواقف والموضوعات فهي قصص موضوعات والبطولة فيها للمواقف وما تطرحه فكرياً .
1-1 : القهر : ينفتح المشهد القهري الأول في (ليلة العيد) عندما تذهب سيدة قروية إلى السوق لبيع ثلاث وزات ربتهم واعتنت بهم جيداً لتبيعهم قبل يوم العيد لتشتري لابنها حذاء وبنطلونا وقميص لزوم العيد يأتي خفيران يتهمانها أنها سرقت الوزتين . يهددانها بالسجن يتفقان أن تذهب إلى حال سبيلها ويأخذان الوزتين فلقد سبق وداس ابن العمدة وزه من الثلاث وزات . بذلك يقهر الخفيران وابن العمدة هذه السيدة الفقيرة ويضيع حلم أبنها في ارتداء ملابس جديدة يوم العيد . الإنسان تؤدي به الأخطاء إلى القهر الذاتي الاختياري . يختار المحامي أن يُقهر بمحض إرادته كما يأتي في (اعتراف) يعترف لزوجته أنها ما أحبته لكنها أعُجبت بتفوقه وأخذته إلى أبيها المحامي في قضايا يخرج الأغنياء منها برءاء لكن الفقراء يتحملونها مقابل المال الذي يغدقه عليهم أصحاب الملايين . كما يعترف هذا الزوج أنه تزوج من سكرتيرته وأنجبت له ولداً وفي الحمل الثاني . استطاعت ابنة المحامي أن تقهر وتسيطر على المتفوق حتى تتزوجه وتلحقه في السقوط مع أبيها لكنه يعترف أخيراً بذلك . من قهر الزوجة وأبيها وقهر البطل نفسه وتحرره بالاعتراف إلى قهر الأب في (الوجه) أب يجبر ابنه على الزواج من فتاة ويترك فتاته التي أحبها تنجب الزوجة له أولاداً كثيرين عملاً بطلب حماها ، لكن المحبوبة تسكن قلب الحبيب . يصنع تمثالاً لجسد الزوجة ووجه المحبوبة الذي ينبض بالحياة . ينادي زوجته باسم المحبوبة فتغضب تاركة البيت . يذهب إلى مقر إقامة الزوجة . ويصحبها إلى البيت . لماذا ذهب الحبيب وعاد بزوجته هل ثمة قهر أخر مارسه عليه أبوه ؟! هل يوجد قاهر يقهر قاهر . أو مقهور يقهر مقهور في (القط) موظف فرحاً عائداً ومعه بعض اللحم يسلقه وأثناء إعداده لطبق السلطة تأكل القطط اللحم . يجد بين القطط قطاً ضخماً يتذكر مديره الفاسد . قطط جائعة تأكل وجبة جائع .
1-2 : الفقر : ربما يكون الفقر وليد القهر أو هو المؤدي إليه وربما أحدهما ينتج عن الآخر . في (ليلة العيد) يلقي الفقر بظله على السيدة الفقيرة صاحبة الوزات التي ماتت واحدة منهن تحت دراجة بن العمدة وتصمت ولا تعترض والأثناتان يأخذهما خفيران ظلماً وتهمة بالسرقة أيضاً تصمت فلا حيلة لها . يضيع حلمها في أن يرتدي أبنها ملابس جديدة يوم العيد . الفقر القروي جلياً في هذه القصة فالفقراء قاموا بتربية الوزات والاعتناء كثيراً بهم إدخاراً لهذه المناسبة وبالطبع لو كان يوجد مال بديل لاشترت السيدة لابنها ملابس جديدة . تدور الأيام دورتها وتتقلب الأحوال فالرجل الذي كان يبحث عن أغلى حذاء اليوم في (الحذاء) يبحث عن أرخص حذاء توفيراً لحاجيات أربع أطفال وأمهم . إنها المسئوليات والفقر بفعل التغيرات المسكوت عنها .
المحامي الساقط بإرادته تحت سنبك المال مع المحامي الكبير الذي نجحت ابنته في صيد هذا الشاب المتفوق يعاني فقراً في (اعتراف) لأنه هو ما أحبها ولا هي أحبته لكنها اصطادته ويبدو أنه فقير فلماذا اختار أن يقهر بإرادته وعندما سنحت له فرصة التمرد خرج عن طوق عادته واعترف بزواجه وإنجابه من السكرتيرة . يحاول رجل في (العطش) أن يروي عطشه للمال في الحلم فالموظف الذي راتبه لا يكفي يرى نفسه يحفر في مقلب زبالة . يجد حقيبة مملوءة بالمال فجأة يوقظه الابن العطشان للماء ، يحاول الرجل النوم ثانية يوقظه الابن ثانية طلباً للماء يفرغ الرجل كل الماء غيظاً في جوف الابن ويعود لينام . الرجل عطشان للمال كعطش الابن للماء . هي الحاجة والفقر يدفعان إلى الحلم وقلق النوم . الجوع دافعاً للقهر أو الفقر فعلا هو المحرك الذي يجعل القطة تنهش لحم الرجل وتغرس أسنانها في بطنه عندما تراه يأكل ويلتهم ثلاثة كيلو لحم في (قطة المساء) لأنه لم يُخرج لها ما تبقى مثل كل ليلة . ترفع قطة الماء شعار من يأخذ القوت ويسطو عليه يستحق الموت مصيرا له . على صخرة الفقر يتحطم الحب والزواج وربما الحياة . زوجة تفر بسبب الفقر في (صندوق) يجلس رجل أمام صندوق حاجيات زوجته يتذكر الحب والذكريات لا يجد صورة محبوبته الزوجة التي فرت هرباً من الفقر ويعاني الحرمان من الزوجة الأصل والزوجة الصورة . للأطفال متطلبات وتحكمات ينقهر أمامها الآباء . في (اللعبة) يخرج أب وزوجته وابنتهما في نزهة تدخل البنت محل لعب ويتورط الأب في الشراء ويضيع أمل وحل التنزه لدى الزوجة التي ظلت ترجو الزوج مراراً حتى وافق على الخروج في هذه النزهة . تضيع أمنية التنزه ويعود الجميع للبيت فلم يتبق أية نقود . تتحدث الزوجة عن الحب والذكريات يتحدث الزوج عن أكل العيش والزمان يتغير . يتحقق السقوط للحب والذكريات والأمنيات تحت عجلات قطار الفقر .
1-3 : الوفاء : يأتي الوفاء عبر التذكر والاحتياج فالراوي البطل في (دعواتها) وفيًّ لوالدته عبر تذكر دعواتها التي فتحت له أبواباً كثيرة حتى صار رئيساً للتحرير . يطارده كابوس تصرخ فيه الزوجة أن يجد حلاً لهذا الكابوس يرفع عينيه إلى صورة والدته . لأنه في ضيق ويحتاج دعواتها . رد المعروف هو نوع من الوفاء في (تاته تاته) درب الجد حفيده وعلمه المشي . يُقعد المرض الجد في البيت يستند الجد على الحائط تنفيذاً لتعليمات الطبيب يهرع إليه الحفيد ممسكاً يده مساعده في المشي وكأن المواقف تتبدل . في (الوجه) يصنع الحبيب تمثالاً بجسد الزوجة ووجه الحبيبة محاولاً الوفاء لكليهما ينادي الزوجة باسم الحبيبة . تغضب وتترك البيت . يذهب ويعيدها . في محاولة للوفاء التوافقي بين القلب والحياة ، بين الحب والواجب الأسري . مهما يبلغ الإنسان من تعب يظل الأب وفياً وحريصاً ألا يغضب ابنته في (لعب عيال) كل يوم تركبه وتلعب معه ركوب الحمار رغم عودته من العمل مساءاً مرهقاً . لا يمل من اللعب معها حتى تنعس وبيدها نظارته الطبية يخاف أن يأخذ النظارة من يدها فتصحو ينتظر أن تسقط النظارة . يضحي الأبوان بالتنزه مقابل شراء اللعبة للبنت ووفاء بدور الأبوة والأمومة في (لعبة) رغم ضيق الحال . إذا بخل الأب على الابنة يعرضها للسقوط إن حالة اللاوفاء هي المسئولة عن سقوط الأبنة في (الضعف الدائري) فالأب بخيل لا يخرج فلوساً إلا عندما تسحبه زوجته للداخل وتمارس معه مغازلة وأشياء أخرى يخرج من الحجرة منتشياً ويغني تأخذ الزوجة منه النقود التي تريدها البنت التي تعطيها بالطبع إلى شاب يستغلها ويقبلها . تروح في واد آخر تعطيه النقود . أب ليس وفياً وحبيب مخادع أيضاً يسقطان في اللاوفاء . وابنة مخدوعة ليست وفيه لذاتها وزوجة وفية لأبنتها تعطي الأب لتأخذ منه المال من أجل ابنتيهما .
[2] تلازم التقنية :
2-1 : الحبكة والبناء : تأتي قصص المجموعة تحمل بطولة الموضوعات والمواقف . حيث يرتضي بعض النقاد تقسيم القصة القصيرة إلى قصص موضوعات وهي التي ترتكز فيها القصة على الموضوعات وقصص شخصيات حيث تكون الشخصيات هي المحور الرئيسي للقصة . وقصص مواقف وقصص حبكة وهي المرتكزة على فنية المعالجة والطرح . في حين يرفض بعض النقاد هذا التقسيم ويعتبرونه تقسيماً وتقطيعاً جزافياً ينافي الفن وأصوله ويرد الفريق الأول أنه يمكن للقصة أن تحتوي على أكثر من جانب من جوانب التقسيم فيمكن أن توجد قصة موضوعات وشخصيات وحبكة مثلاً . وأي جوانب أخرى . مع وجود خلاف حول قضية أنواع القصص القصيرة . لكن القارئ لهذه المجموعة يجد نفسه يسير وفق ما يراه الفريق الأول فالقاص يركز على الموضوع والموقف . بالطبع له حرفة المعالجة لكن الإطار الموضوعي له الكلمة العليا كما سبق القول في الأطروحات . إذن هذه قصص موضوعات بالدرجة الأولى . تعتمد على لغة سهلة بسيطة معبرة عن الموقف يتواجد عالم الطفولة في بعض القصص (لعب عيال – اللعبة – تاته تاته) كما يستخدم القاص أسلوب التوازي بين بعض الشخوص في بعض المواقف . ويرتكز السرد أغلبه بلغة الأنا كما يميل الكاتب إلى إبراز بعض الجوانب الإنسانية المجتمعية من معاناة وفقر وضياع للحب الذكريات أما عن البناء يتنوع داخل المجموعة كما يلي :
أ- قصص تتكون من أجزاء كل جزء له رقم قصص (ليلة العيد – القط – الصراصير) .
ب- قصص لقطات تفصلها نجوم (دعواتها – تاته تاته – اللعبة – الوجه – الضعف الدائري) .
ج- قصص الومضة واللوحة (الحذاء – تاته تاته – الصندوق).
د- قصص من أجزاء تفصلها عناوين داخلية (إعلان زواج) .
2-2 : السرد والحوار :
السرد يساير اللغة ومستوى بناء الجمل البسيطة المعبرة لأن عين الكاتب على الفكرة والموضوع لذا نجد السرد في لغته بسيطة يخلو من التعقيد أو التفلسف ويوجد تنوع في الأسلوب السردي الذي ارتضاه الكاتب واقتنع به فنجد .
أ- سرد بلغة الأنا في عشر قصص من إجمالي القصص البالغ خمسة عشر يسيطر السرد بلغة الأنا في قصص (ليلة العيد – الحذاء – دعواتها – تاته تاته – الصندوق – اللعبة – الضعف الدائري – الصراصير – لعب عيال – القط) .
ب- السارد العليم على لسان الكاتب الذي يستخدم سرداً حكائياً عن الهو في قصص (العطش – اعتراف – الوجه).
ج- السارد العليم يسرد عن الهي في قصة (إعلان زواج) .
د- سرد يشارك مع الحوار الطويل عن الهو بأسلوب السارد العليم أيضاً في (اعتراف) .
أما الحوار يؤدي دوره حسب حاجة القصة . الحوار لدى الكاتب يعبر عن المستوى الثقافي والفكري للشخصية وهو ينضم إلى الكتاب الذين ينطقون الشخوص طبقاً للمستوى الثقافي فنجد الحوار .
أ- حوار بالعامية المصرية في قصص (ليلة العيد – دعواتها – العطش – تاته تاته) .
ب- حوار باللغة الفصحى (الصندوق – القط).
ج- حوار مشارك مع السرد ( اعتراف – العطش) .
يقول في قصة الصندوق صـ 59 / 60
" رحت أنظر إلى محتوياته .. ملابسها التي وضعتها داخله في عجالة .. وقلم روج أحمر .. ونصف مرآة مكسورة ، كنا نتبادل رؤية وجهينا فيها .. وبعض رسائل ملتهبة بالحب والغرام المتبادل بيننا أثناء فترة الخطوبة .. ذلك الصندوق هو دولابها الخاص بها .. هزني الموقف .. وقفت للحظات غارقاً في العرق المتساقط من وجهي وأنا أفكر فيما حدث .."
2-3: متوازيات :
يستطيع القارئ أن يستنتج بعض التوازيات المستخدمة في بعض القصص . تأتي هذه التوازيات حسب استنتاج القارئ ربما تكون هناك قصدية فنية وربما هي خاضعة للصدفة واحتمال ثالث أن يكون هذا خط فني وتقنية لدى الكاتب فهي إذن في تكوينه الفني ومكنونه الثقافي نجد التوازيات كما يلي .
- قصة ليلة العيد
الأم = الابن = الرغبة والأمل ثم القهر وضياع الأمنية .
حيث تم حرمان الأم من فرحة شراء ملابس جديدة للابن وبذلك حُرم الابن تحت بطش ابن العمدة والخفيرين المُدعين الكاذبين اللذين أخذ الوزتين ظلماً .
- قصة (اعتراف) توجد صورة بها ثلاثة قرود .
· قرد يضع أصبعه في داخل أذنه = الأب المحامي الكبير الذي لا يسمع سوى صوته هو وأوامره .
· قرد يضع يده على عينيه = الزوجة وابنة المحامي الكبير فهي لا ترى ما يحدث وأن علمت به تغمض عينها .
· قرد يضع يده على فمه = الزوج المحامي الذي كان متفوقاً علمياً وهو خائف لا يستطيع التحدث بما في داخله ويعلن زواجه من سكرتيرته وإنجاب طفل والثاني قادم .
- قصة ( الضعف الدائري)
· الحبيب = أم الفتاة كلاهما يستخدم الحيلة . الأول يقبل الفتاة فتتأوه وتسرح في عالم أخر وهو يمد يده في حقيبتها ويأخذ الفلوس . والثانية تسحب الأب للداخل وتحتال جنسياً لتأخذ الفلوس . تعطيها للبنت كي يأخذها منها الحبيب .
· الأب = البنت . كلاهما مخدوع برغبته ويستسلم للحيلة والجنس .
- قصة ( الصراصير)
· الصراصير الخمسة = الخمسة أصدقاء
· رائحة الليمون = رائحة عطر الفتاة .
· الفتاة = الكأس – الفتاة يفوح منها العطر والكأس به الليمون
- قصة (القط)
· القط = المدير = الزوجة = التسلط والقهر .
· القطط = الموظفين = الطاعة ولا حيلة ولا قوة .
[3] الجانب الإنساني والاجتماعي :
تساهم التجربة الاجتماعية في صياغة الرؤية الفنية والتجربة الاجتماعية تلك التي يستقيها الأديب من محيطه الاجتماعي الإنساني كما يعتمد على ما صوره الأدباء الآخرون من تلك التجارب كما يأتي في كتاب الأدب ومذاهبه للدكتور محمد مندور . " فالأديب الحق يستطيع أن يتحدث عن آلام الحرمان ومشقات البؤس دون حاجة إلى أن يبلو في نفسه " .
ولا يشترط أن يعاني الأديب نفسه فكم من أديب لا يعاني وكم من أناس يعانون آلاما وأوجاعاً لا يستطيعون صياغة هذه التجارب . هذا بالطبع يقودنا إلى غايات الأدب ووظائفه والاختلافات حول الغايات وأسئلة هامة الطرح هل يجب أن يكون الأدب ذاتياً أم موضوعياً . وهل يجب أن يكون فردياً أم اجتماعياً وهل يكون أدب عاطفة وانفعال أو أدب عقل وتفكير ؟؟ وكتاب القصة مدعون أن يكونوا على مستوى همومناً كما يقول الدكتور " الطاهر أحمد مكي في كتابة القصة القصيرة دراسة ومختارات 1992 " إن القصة في صورتها الجديدة التي نتوقها هي التي ترد للقراء إيمانهم بالوطن ، وولائهم للعمل ، وتشبع فيهم التفاؤل والأمل وتقوي بينهم روح المقاومة وتبشر بوطن جديد " والقصة ليس وعظاً ولا درساً تلقينياً لكنها تفعل ذلك فناً يتسرب إلى النفس والعقل في خفاء دون مباشرة أو صريخ زاعق ولا وعظاً ساقطاً . انطلاقاً من الأطروحات والنظريات السابقة تأتي المجموعة تحمل جانباً إنسانياً اجتماعياً في ثوب واقعي فالواقعية هنا إنسانية بالدرجة الأولى لا تحمل حلولاً أو نظريات سياسية وهذا ليس من طبع الأدب إلا إذا كان أدباً موجهاً طبقاً لنظريات كالأدب الواقعي الماركسي أو الوجودي وخلافه . لقد رصدت القصص موضوعات اجتماعية إنسانية لوضعها تحت المنظار الإنساني ربما لتوجيه النظر الإنساني أو لتفسير الحياة عبر قراءة المواقف . يتمثل الجانب الاجتماعي فيما يلي:
1- الموضوعات اجتماعية رمزية كالقهر والفقر والحاجة والإرهاق الأسري وضياع الحب تحت عجلات المادة والفقر وتحمل الأب رغم إرهاق العمل اللعب مع الابنة (لعب عيال) .
2- طرح أشياء من الطبيعة الإنسانية مثل انسحاق الإنسان وخضوعه لمتطلبات الجسد الجنسية وتسليمه لهذه المتطلبات كما يفعل الأب والابنة الأب مع الأم والابنة مع الحبيب (الضعف الدائري) .
3- اعتمد الكاتب على قصص الموضوعات وكلها موضوعات اجتماعية إنسانية .
4- لم يعتمد الكاتب على الوعظ والمباشرة لكنه سكت كثيراً عن أشياء لم يصرح بها كما في قصة (اعتراف) لم يصرح بحالة الفقر التي يعاني منها المتفوق التي جعلته يسقط إرادياً في يد المعجبة به والتي أسقطته بدورها في يد أبيها المحامي المشهور في قضايا أصحاب الملايين . كما في قصة (الوجه) لم يصرح ويفسر لماذا ذهب الزوج إلى زوجته وأعادها للبيت بعدما رسم تمثالاً لجسد زوجته بوجه محبوبته وينادي الزوجة باسم المحبوبة .
[4] تجاور مضاد :
نقف متجاورين إلى جانب الكاتب في هذا التجاور وجهة نظر قد تتفق أو تختلف مع آخرين .
أ- بعض الزيادات :
- قصة ليلة العيد صـ 18 السطر الثالث والرابع والخامس سطور زائدة لأن القارئ فهم مضمونهم من خلال ما سبق طرحه .
- صـ 60 آخر سطرين تقريرين كاشفين للعمل .
- صـ 76 آخر سطرين زائدين ومفهومين مما قبلهما .
- صـ 92 آخر سطرين كاشفين للعمل وفاضحين له .
- قصص تقليدية سابقة الطرح والمضمون وليست فيها جديد في المعالجة مثل (اعتراف – إعلان زواج – لعب عيال) .
ب- أخطاء نحوية :
- صـ 13 الوزتان جالستان صامتتين مستسلمتان والصواب صامتتان .
- صـ 28 السطر الثاني تركبني لتؤتي والصواب لتأتي .
- صـ 97 آخر سطر أنزلها بحزر والصواب بحذر .
- صـ 63 السطر قبل الأخير عادت تقول في إسرار والصواب إصرار .
رغم هذه الوقفة المضادة قدم الكاتب مجموعة إنسانية الطرح اجتماعية المضمون غير فاضحة أو مباشرة الأفكار مع استخدام لغة سهلة .
تمت في يوم 15/2/2011 رمضان أحمد عبدالله