راودته هذه الفكرة وهو يتابع أحداث فيلم عربى قديم يحبه جداً، وحدثته نفسه، ولما لا؟ خاصة وانه لم يحدث أن تناولها أحد من ذى قبل وحولها الى حقيقة ملموسه.
انتفض من مكانه، احضر ورقة وقلم، كان يردد ما يفكر فيه مرات ومرات خشية ان يتلاشى من عقله.
كل ما يلزم لما يخطط له متوفر، ولكن تبقى المشكلة الكبرى... من أين يأتى بالبضاعة ؟ من المؤكد انها نادرة الوجود ، ولكنه طرد من رأسه أى هاجس يجعله يتراجع.
ارتشف رشفة من فنجان القهوة، ثم احضر "اللاب توب" خاصته كى يتفقد شبكة المعلومات عن كل ما يخص مخططه.
واخيرًا طرأت له فكرة شيطانية.... لماذا لا يقصد عرافا؟
لم يستطع مقاومتها لأنها السبيل الوحيد المتاح وليس المباح أمامه.
ارتدى ملابسه فى عجالة واستقل سيارته التى ابتاعها بعد عناء شديد ، حيث لم تعد أعصابه قادرة على تحمل الضوضاء والزحام.
كان المكان نائياً ، هادئا، يوحى بمن يسكنه. طرق الباب ثم انتظر وعيناه ترمق المكان يمنة ويسرة. أعاد الكرة مرة أخرى ، ثالثة ورابعة حتى تملكه اليأس وهم بالرحيل.
لم يرجعه إلا صوت صرير الباب الذى كان لا يختلف كثيرا عن صاحبه. ألقى التحية ، دخل ، ثم خرج وهومنتشى بالأمل، يكاد يعود الى بيته ماشياً ، وإن استطاع طائراً، من فرط سعادته.
وخلال اسبوع ، كانت الأنوار والزينات تعلن عن الإفتتاح والشراء ( مجانا ) ً.
ولكن إنقلب السحر على الساحر، ففى اليوم التالى كانت جثة "نبيل" ملقاة على الأرض ، وتتناثر حولها حبوب ( الخير والسعادة والشجاعةوالمروءة والصدق)
مارس 2012