در امـــا الوجـــع في شــــعر العاميـــة

در امـــا الوجـــع في شــــعر العاميـــة
[ نمـــاذج مختـــــارة ]
•دراسة / رمضان أحمد عبدالله•
من المعروف أن الدراما نشأتها مسرحية مع تداخل وتراسل الفنون أخذ كل فن من الأخر وأعطى للأخر وغني عن القول أن الأدب الشعبي درامي بطبعه على تعدد أنواع إنتاجاته من الشعر والزجل والغناء والموال والحكاية الشعبية وخلافه فهو أدب اعتمد على الشفاهة قبل التدوين فتتعدد الأصوات بين الراوي ومتحدثين آخرين كما يتعدد المكان والأفعال وردودها داخل النص .
- فالراوي يحكي ويقدم للحدث ممسكاً بخيط السرد والمتلقي مرهف الحس له أذن موسيقية يضبط من خلالها أماكن الخلل وهو في نفس الوقت واسع الخيال لديه قدرة التواصل الذهني والنفسي مع ما يروى مما يحقق له المتعة والدهشة والعبرة عبر معايشة للحدث المروي أو المحكي أو المغنى . من هنا كان ضرورياً الاهتمام بالدراما داخل النص خاصة الشعر العامي باعتباره أحد أوجه التعبير الهامة والمؤثرة فى الأدب الشعبي تتنوع الدراما وتتسع مظلتها لتشمل دراما الحدث ودراما القول والفعل مع وجود خليفة للمشهد أحياناً أو الاحتفاء بالزمان والمكان كذلك أحياناً نجد شخوصاً داخل اللوحة الدرامية هذه الشخوص لها أصوات حوارية تنطق بها . لذا نجد لوحات درامية كاملة تحتوي على كل العناصر السابقة ولا يشترط تواجد كل هذه العناصر فربما يجنح الشعراء إلى استخدام بعضا من هذه العناصر وإهمال جزء منها المهم ما يتطلبه النص فالنص هو سيد الموقف وهو المحدد لعناصره . أما عن الوجع فهو أساسي في نغمة الخطاب الشعري العامي فالشعر العامي على تنوع مستوياته هو فن بوح وفضفضة بالدرجة الأولى .
هذا البوح لا يحرمه من الغنائية ، والعديد ، والرثاء وهو أيضاً فن يجنح إلى النقد والسخرية والنصيحة والموعظة وبذلك يأخذ منحنى زجليا . من كل هذه المكنونات من بوح وفضفضة ورثاء وغناء وحكي ونقد وسخرية ونصيحة وموعظة يأتي الوجع متعدد الجوانب متنوع المذاهب والمدارس . عندما تلتقي الدراما بالوجع يستطيع الشاعر صياغة ما يجذب القارئ تمكنه من هذه الصياغة الموهبة والصنعة أو الحرفة الأدبية فيصبح النص هو المحك الأول بين الشاعر والمتلقي من هنا كان هذا البحث المتواضع على بعض النماذج المختارة لبعض شعراء العامية في مصر .
- المأساة وتعدد الأصوات في قصيدة [ قطر الصعيد ] للشاعر خميس عطية من ديوانه مشوار طويل عن سلسلة مطبوعات الفجر 2007 بإحساس مرهف بساطة متقنة مما يشكل السهل الممتنع . يأتي النص تلقائياً يحتوي على عناصر الدراما الكاملة من أزمنة وأمكنة وتعدد أصوات المتحاورين . تنتمي القصيدة إلى القصائد التي تؤرخ لمناسبات النكبات والحوادث مما يعطي مصداقية ومشروعية لاستمرار هذه القصائد لذكرى لا تتكرر . يطرح النص الحدث بدرامية تدل على تمكن الشاعر من أدواته الفنية يؤرخ النص لحادثة حريق قطار الصعيد قبيل عيد الأضحى المبارك عام 2006 راح ضحيته حوالي 336 جثة احترقت مع بعضها. في هذا النص أسرة معها أمتعة السفر على رصيف المحطة. تأخذهم سنة من النوم يسير القطار الذي ينتظرونه تاركهم خلفه . يصحو عم ياقوت يلوم زوجته وتبادله اللوم ثم يرجعون إلى شقتهم مضربين عن فكرة السفر تقابلهم الجارة أم أمين تسمع نشرة الأخبار تقرأ عليهم ما حدث عندما عرفت عبر النشرة أن القطار الفائت احترق . يحمدون الله على نجاتهم ثم ينقل الشاعر الراوي كاميرا الرصد إلى صيوان العزاء وما يتبادله المعزون عن الميراث وتعجب رجل عجوز من الأمر وأن الله أعطى لعباده المال وسبحانه الوارث لأن النفوس أمارة بالسوء . نجد عناصر الدراما كما يلي :
1- الزمــــان : غير محدد لكنه يفهم أنه قبيل عيد الأضحى .
2- المكــــــان :يذكر الراوي أكثر من مكان نجد (رصيف المحطة – الشقة – شقة الجارة – الصعيد – القاهرة – أسوان – سرادقات العزاء )
3- الأصوات :
أ – صوت الراوي الذي يقدم الأحداث ويعلق عليهما . ب- صوت عم ياقوت .
جـ- صوت زوجته . د – صوت الجالسين في سرادق العزاء
هـ- صوت العجوز الذي يتعجب مما يدور من حوارات داخل السرادق .
4- الأفعال وردود الأفعال :
الفعل رد الفعل
أ- اللوم من الزوج أ- رد الزوجة عليه بأنه هو السبب
ب- عودة اللا مسافرين إلى شقتهم ب- ترحيب الجارة بهم
ج- نشرة الأخبار تذيع عن احتراق القطار ج- الجارة نادت عليهم ليعرفوا ما حدث .
د – حساب الورثة للحسبة داخل السرادق . د – تعجب العجوز مما يدور
يقول : وأهل عم ياقوت/ يحسبوا الحسبة / هيصرفوا التعويض/ ويحددوا النسبة / ده غير مالية عندهم/ في الأرض والدوار / وجاموسة متعصبة نهارها ليل دموار / عجوز وقاعد جنبهم / سمع الحوار كله / رفع ايديه لله/ يشكي له ويقوله / اديت لعبدك مال/ وجعلته ليه حارس / ومهما طال الزمن/ سبحانك الوارث/ آه من نفوسنا وآه / وقالها بمرارة / فيه نفس عارفه الله / ونفس أمارة .
** الموت من أجل الرغيف في قصيدة حلم ليلة عيش للشاعر نبيل أبو السعود من ديوانه البحر هيضحك ليه عن هيئة الكتاب .. عنوان القصيدة يتماس مع عنوان إحدى مسرحيات وليم شكسبير (حلم ليلة صيف) .. تبدأ القصيدة بصدمة الحلم . فهو مجرد حلم الحصول على رغيف عيش تدور حوله دراما القصيدة . رغم الحس الزجلي للنص تفوقت عناصر الدراما وأسبغت مزيداً من الحيوية على القصيدة . تحدث هذه المشكلة لعشرات من الناس بل يمكن لمئات أن يصادفوا مثل هذا المشهد . زوجة تخرج لشراء أرغفة من الفرن لأنه أرخص من الذي يباع فوق الرصيف فلديها جيش من الأولاد والبنات بالإضافة إلى زوجها وهي تمضي ساعة ، ساعتان ولم تعد الزوجة ينزل الزوج ومعه ابنتهما للبحث عن الغائبة يجداها وقد داسها الزحام وقد فارقت الحياة من جراء التتدافع أمام الفرن فجاء دورها إلى الآخرة .
بساطة الحدث تطرح مأساة وضع إنساني مؤسف واقعي فالإنسان يدفع حياته ثمناً لرغيف خبز . أما عن تواجد عناصر الدراما نجدها .
1- الزمـــان : ذكر الشاعر قبل تناول وحبة العشاء فالوقت إذن ليلاً وهذا يستنتجه القارئ .
2- المكــــــان :
أ- الشقة التي تضم الأسرة . ب- الفرن . ج- الشارع . د – الرصيف
3- الأصوات : أ- الراوي الشاعر الزوج ب- الزوجة ج- الابنة مع أبيها .
د – صوت الواقفين أمام الفرن .
4- الأفعــال :[ نجدها عديدة مع تعدد أطرافها مثل ( قالت – سألت – نزلت – فاتت ساعة والثانية – نستنى – ونتمنى – هنتعشى – عدى الوقت – ندهت – نتمشى – ونطمن على أمك – ترن اجراس – سألت – بتستنى يجيها الدور – وتحلم بالعشاء – داسوها وهرسوها – وجاها الدور ).
يقول : كانت شابطه / ف طابور / العيش / كانت ماسكه / طابور الذل بايديها / وعنيها ع الرغيف والنار / بتستنى يجيها الدور / وتحلم بالعشاء والستر / وكان الحم حبة عيش / مهبب زي أيامها/ لا كان فرخة ولا لحمة/ وفي الزحمة / وم اللخمة/ داسوها وهرسوا أحلامها / وجاها الدور / لكنه كان ... على الآخرة/
** ذكرى العيد في قصيدة اكتئاب للشاعر ناصر صلاح عن ديوانه الشوارع هس هس الهيئة العامة لقصور الثقافة . إقليم القاهرة الكبرى .
هو نص من نصوص الحالة واللوحة في وقت واحد . فاللوحة تعتمد على الإيجاز والتكثيف وهذا يتطلب صنعة والحالة ملازمة للإيجاز ولكن كيف تستوعب الحالة اللوحة وكيف للحالة أن تذوب في صور اللوحة هذا يستدعي وعي الشاعر بأدواته الفنية وتقنياته . النص يبدو سهلاً لكنه موغل في الحرفة . يتحدث النص عن شخصين يتصل أحدهما ( أحمد) بالأخر ( ناصر ) للتهنئة بعيد الأضحى . لم يحدد الشاعر الراوي طبيعة العلاقة بينهما وترك ذلك للقارئ وربما ابنه كما جاءني في آخر النص يرد (ناصر) أنه هذه هي الذكرى السنوية للعيد وما هذه المراسم إلا كمن توفي له ابن وهو غير مصدق فيقم لأبنه حفلة عيد ميلاده في موعدها ويدعو الناس والناس من الإحراج يأتون ومعهم الهدايا فيطلب (ناصر) من أحمد أن يذبح ويوزع لحماً ويقرأ للأعياد الفاتحة . يستدرك القارئ أن فرحة الأعياد ماتت وأفنت بهجتها فلم يعد سوى المراسم التي يشارك الناس بعضهم من باب الإحراج ليس إلا . تتواجد عناصر الدراما في النص كما يأتي .
1- الزمــان : يوم عيد الأضحى .
2- المكــــان : عبر الهاتف
3- الأصوات : أ- صوت أحمد المتصل . ب- صوت ناصر . ج- صوت رنين الهاتف .
4- الأفعــال : [ أشكر ربي – قلت أن اسبق – اعيد – تسرقنا السكينة – يموت – وماصدقش – يجيب شمع وتورته – وبيتوهم – ويكثر من هداياه – يدعي أصحابه – لازم يجوا – حاسب – اسمع يا أحمد – ادبح – وفرق لحمه – واقرأ الفاتحة – وأطلب]
يقول : زى الأب اللي ابنه يموت / وماصدقش / يجي في ذكر ميلاده يجيب/ شمع وتورته / وبيتوهم إنه معاه/ لأ ويكثر من هداياه/ يدعي أصحابه غصب عنهم لازم يجوا / حيلك حاسب/ مالك يائس / اسمع يا أحمد / ادبح يا ابني وفرق لحمه/ واقرأ الفاتحة أو اطلب للأعياد الرحمة /
** الخلل والعطش في قصيدة (المصري) للشاعر على محسب من ديوانه وسط البلد . يتجلى الزجل الوطني في هذا النص كعادة أغلب نصوص الشاعر المغرم والمتغني بالوطنية والراغب دائماً إلى قلب الموازين لأنه متطلع لتغير الأوضاع بل متفائل جداً في هذا الجانب فلا يسلم الظالمون الغاصبون من كرابيج شعره . يأتي نص (المصري) من الزجليات يجسد حواراً بين الراوي الشاعر مع هذا المصري الغير محدد . يعاتبه الشاعر على حزنه وصراخه رغم أنه شريف عفيف . يرد المصري ليصور لنا حالة الفوضى والخلل العام في الوطن فقيادة السفينة أصبحت في أيدي كفيف والبنات الحلوة سطى عليهن الشيب واستفحل الظالمون . حتى أخذوا الرغيف وتعرض الشباب للهلاك غرقاً بسبب الهجرة الغير شرعية وهرباً من الأوضاع الحالية وبحثا عن فرص عمل بعدها يشرح المصري كيف كنا في الماضي وكيف تغير الحال فيحكي المصري أنه جلس مع النيل يحكي فجاء صوت مصر وهي بجوار الشاطئ تبكي . في هذه اللوحة عنصر الزمان المحدد غائب كما أن مسر ح الأحداث غير محدد بشكل تام أو واضح فالزمان والمكان متروكين للقارئ وهذا يرجع إلى النزعة الانتقادية والبكائية التي تسيطر على الجو العالم للنص الذي يجسد حالة الاختلال العام . نجد عناصر الدراما كما يلي :
1- الزمان : غير محدد ويمكن أن يكون العصر الحاضر هو الزمن المناسب مع ذكر الماضي ومقارنة بين الماضي والحاضر .
2- المكان : يمكن اعتباره الوطن وإن ذكر النيل والشط .
3- الأصوات : صوت الشاعر الراوي وصوت المصري وصوت النيل عندما يحكي مع المصري وأخيراً صوت بكاء مصر .
4- الأفعال : نجدها (بتبكي – بتشكي – تثور ويغضب – قالي – ضاقت – وصلونا لحته عتمه – شابت – طالت – غاب - خافت – صابها – واقفين صفوف – يهرب – ماتوا – دفعنا – نطوف – عض – يكفي – بتبكي – بيعطش – بنحكي – جاني صوت – تبكي) .
لقد جسد الشاعر مأساة الوضع الراهن في مصر من فساد ورشوة حتى للفوز بفرصة الحج وكم نجح في تصوير العطش رغم أنه في أرضنا نيل .
يقول : ليه بتصرخ يا لطيف / ما أنت عارف بالدليل / إن حالنا مالوش مثيل / هو فيه إنسان بيعطش / جوه أرض وفيها نيل/ واللي زود في شكي / كنت أنا و النيل بنحكي / جاني صوت مصر الحبيبة / قاعدة جنب الشط تبكي /
** لعنة الصمت في قصيدة ( امبارح ) للشاعر يوسف حسني من ديوانه طعم الوجع . يرصد الشاعر حالة الصمت القاتل الذي يجتاح الناس عندما يبدأ تجواله في عالم الشارع . الشارع هنا رمز الحياة عامة فهو يقيم توازيا بين الشارع والحياة فالناس في الحياة هم في الشارع وفي الوطن . يجد الشارع صامت هس فالوجوه خائفة رافضة أن تحس بأي شيء في صمت اختياري فاضح . حتى الكلاب المعروفة بنباحها المستمر استعذبت بل وابتلعت سم الصمت ونامت فاردة أيديها . ينقل بعد ذلك الكاميرا إلى مقهى في نفس الشارع يجد الناس صامتين فوق الكراسي يوازي الشاعر بين الناس الأشياء ويدخل إلى بوابة الرمز دون الوقوع في فخ المباشر فيصف الناس بالكراسي . وكما وازي بين الناس الصامتين والكلاب الصامته . على المقهى الناس يجلسون اثنين اثنين يلعبون الطاولة منتظرين النشرة المعادة المكررة وقراءة جرائد الأمس ليعرفوا عن الغد وآخرين يشاهدون المباراة المكررة ويرتفع التصفيق عن إحراز هدف شاهده الناس كثيراً يشخص الشاعر الليل ويعطيه صفة الإنسان فالليل يكلم نفسه ندخل إلى عناصر الدراما في هذا النص .
1- الزمان : الوقت الحاضر ثم يذكر كلمات – الليل – الأمس – إمبارح .
2- المكـان : شارع غير محدد موقعه – حارة – شارع – عنوان – القهوة – كلها أماكن مفتوحة الدلالة غير محددة .
3- الأصوات : أ- الشاعر الراوي الذي يروي الأحداث . ب – صوت الليل الذي يكلم نفسه .
ج – صوت الكلاب المرغوب وهو صوت سلبي فالكلاب لم تنبح .
د – صوت النشرة هـ- صوت الزمر والطبل ابتهاجا بالصدف .
4- الأفعال : نجدها ( بيكلم – ماشي – ألاقي – تفتح عينها – ماتشوفش الضي – يلعن – يفوت – ما يحسبهاش – وما ترصدهاش – بتكسر - حلمته – وتضرب – تضرب – مصمم – يموت – قاعدين يستنوا – يشيش – يقرأ – يعرق – بيسمع – بنشوفه – تنزل طبل – بيكلم نفسه ويسأل نفسه – تحس ]
يقول : كانوا كراسي لقهوة كتار / اثنين اثنين / قاعدين يستنوا النشرة إياها / اللي يشيش / واللي بطاولة / واللي بيقرأ / ف نفس جرايد أمس / علشان يعرف / إيه مكتوب في جرايد بكرة / واللي بيسمع / نفس الماتش البايت / اللي بقالنا سنين بنشوفه/ وكل ما يجي الجون أياه / ننزل طبل وزمر ورقص / امبارح / كان الليل بيكل نفسه/ ويسأل نفسه / امتى الناس النايمة تحس ؟
** النوم في حجرات الخزي في قصيدة (في صحته) للشاعر لطفي أبو لبن من ديوانه فلفصة عن مطبوعات الفجر .
يبدأ الشاعر في سرد المشهد بعد يقدم له ببساطة حيث يروي عن شخص أنه نام ونسي أن يتغطى ثم يرى في أحلامه جاءه مجرم يعطيه كأسا يوحي له مقدم الكأس أنه بشرة خير وسلام . تجهز البطلة لهما لمقدم الكأس كلبه (اللولو) وكلهم أصبحوا خدامين لسيادته تنتهي لعبة التنصيب وسط صمت الجميع ومزحهم بذلك من شيوخ وموالي وأصحاب المعالي حتى الحارس شارك في هذا التنصيب بعد ذلك يبدأ الشاعر يعيب على الجميع الذين تركوا هذا يحدث واسلمنا كل شيء لهم . ونشرب نخب المر على أنه نخب السلام . لا يصرح الشاعر لكنه يستخدم الرمز مثل الموالي والمعالي وشيوخ والحارس .
ونجد عناصر الدراما في النص كما يلي :
1- الزمان : مبهم لم يصرح به الشاعر . لكننا ندرك أن العصر الحاضر هو المسرح الزمني للأحداث فهنا
نرى امتداد الزمن مع الحدث .
2- المكـان : لم يحدد الشاعر مكاناً صريحاً بعينه بل انتقل إلى أمكنة متعددة بتعدد الأشخاص الذين ورد ذكرهم في النص من شيوخ وموالي ومعالي وحارس ومع ذلك لم يحدد أي مكان خاص بأحد من هؤلاء وترك ذلك للقارئ .
3- الأصوات : قليلة لاعتماد الشاعر على السرد ولكننا نجد :
أ- صوت الشاعر الراوي ب – صوت المجرم صانع الكأس مع ذلك النائم.
ج – صوت ضحك أصحاب الموالي والشيوخ والمعالي . د – صوت المروي عنه
هـ- صوت الشاب الذي يعلن ( وانا مالي ).
5- الأفعال : نجدها كثيرة في مثل ( نسي يتغطى – نام – جاله المجرم – صحصح فوق – اشرب كاسك – قام اتمطع – فك وبرطع – وجرى بسرعة – بعد ماروش نفسه – جريد اديوله – راحوا جابوله – شكلوا مجلس – راح نبدأ – لفوا اللفه – نعمل رفة – وقعت – لم هاموشه – ومين هيحوشه – بقوا خدام – خلصت – طب – راحوا – ضحكوا – يدى له الأنعام – شق جيوبه – لم سلاحه – بعته ف مركب – فرحت بيه – وإحنا بنشرب .
يقول : حتى الشايب قال أنا مالي / سلم نفسه لسيده الوالي/ علشان يدي له الانعام/ حتى الحارس نور السكة/ شق جيوبه ورش الفكة / أما قطايف / علشان خايف/ لم سلاحه الذري الزايف/ بعته في مركب شحن قوام / للقرداتي طرية / فرحت بيه القردة ذكية/ واحنا بنشرب جنبه قوية / نخب المر .. سلام/ يا سلام /
** الوقوع في الفخ في قصيدة ( خنجر مغروس في القلب ) للشاعر محمود الشاذلي من ديوانه حكايات الدرب الأحمر .
الماضي هو الحاضر والحاضر هو الماضي فخنجر الاستسلام المغروس في صدر البشرية ما يزال موضعه يقطر
دما رغم السنين والعقود والأدهى عندما يحاول الخاضع تعديل وضعه ليستر عريه أن يرتدي فخاً . الإنكشارية جنة السلطان العثماني أيام الحكم العثماني لمصر كانوا مسئولين عن حفظ النظام الداخلي بما يوازي عساكر الأمن المركزي أو جنود الأمن الداخلي في بعض الدول العربية.
هؤلاء الانكشارية فوق خيولهم يعملون في الناس قتلاً . فهم متاريس الصد وهم أيضاً راكبي المتاعيس من الأخوات الذين يعرفون كل أسرار حر يم الأمراء يأخذ الخطاب السردي بعداً ذاتياً فيقص الراوي الشاعر عن نفسه بأنه قرر أن يحتفظ بسره في بئره الشخصي لأنه هناك عقدة هي السين والجيم وهما رمز الشجن لذهو يكسره الحياة والظلام . بعدها يعود إلى الإنكشارية يؤكد لا فرق بين انكشارية أمس الماضي وانكشارية الحاضر في رمزية دون التصريح . رغم ذلك لا احد يعافر فالجميع رضوا الخضوع والاستسلام فالخارطة طمست معالمها والقلعة أرادت أن تحتشم ارتدت فخا من عري إلى سقوط . بذلك يريد الشاعر تعرية الوضع الراهن دون مباشرة . أما عناصر الدراما نجدها .
1- خلفية المشهد : جنود الانكشارية العساكر فوق خيولهم (الانكشارية – على ضهر الخيل / طايحين في الدرب) .
2- المكـــان : عام قديما وحاضراً ثم يحدد أماكن مثل الدرب الأحمر – واحة صحرا – البدروم – وادي الطرش – القلعة – الخارطة )
3- الزمــان : الماضي – الحاضر – الليل – العمر – الأمس – الصبح .
4- الأشخاص : الإنكشارية – القدامى – الإنكشارية الجدد – المتاعيس - الأغوات – المهاوييس – حريمات الأمراء – عبيد – الخلق .
5- الأشياء : الخيل – المتاريس – يرى – العين – سؤال – الخارطة – فخ – سؤال – العيشة – الشوفة – سحور – المقسوم – الصبر – اللوت .
6- الأفعـال : تتجاذب بين الراوي والدرب الأحمر وباقي الأشياء
أ‌- أفعال الراوي [ كبرت – حستنى اتعلمت – اتنجرت – فهمت – خرجت – شفت – كرهت ] .
ب‌- أفعال الآخرين والأشياء (أبدان تتسلط – بيعافر – لف وشوف – فقد التون – انطمست – صبحت مسخ – تتحشم – لبست فخ – انكسفت ]
يقول : يا درب يا أحمر لف وشوف / على اسمك بهت اللون/ صوتك فقد التون / الخارطة بحالها انطمست/ صبحت مسخ/ والقلعة انكسفت م العرى الفاجر /حبت تتحشم / لبست فخ /
** صمود الروح في قصيدة ضد الرجوع للشاعرة ليلى محمد علي من ديوانها فرس جامح مطبوعات الفجر عام 2000
تمر الحياة بتغيرات فنحن في زمن غريب عجيب . الضحك ليس له طعم في صدر الأمهات أصبح خوفاً
يجري بالهموم حتى الحب طاله العطن فأصبح ( خد وهات ) هذا ما ترويه الشاعرة الراوية في مستهل المشهد بعد ذلك تنتقل لتروي عن الحبيب الذي علمها كل شيء جميل فلقد علمها أن تحدد مواقفها ولا تقف على الحياد. وهي تختار موقفها فلها قلب مثل الزهرة من الأرض عطرها . شقت هذه الزهرة حروف المستحيل . صارت بستان أمل وبيت من الصبر الجميل . تدخله الشمس بالدفئ . تضرب هذه الزهرة جذورها في عمق الليل . يصل نورها إلى السحاب . يريد هذا النور تجميع الأحبة . الشاعرة لديها روح الصبر رافضة الانهزام والاستسلام فالموقف لديها واضح هو الإصرار صوب الانتصار . تأتي اللوحة هنا تصويرية تعبيرية تبدأ من خلفية المشهد أو ما يسمى بديكور الحدث هذه الخلفية ليست ألواناً أو لوحات تشكيلية لكنها لوحات تعبيرية تقريرية بعدها تنطلق إلى الحبيب تخاطبه حتى تصل إلى رؤية حياتية مفعمة بالأمل والنصر . نرى عناصر اللوحة الدرامية كما يلي :
1- خلفية المشهد : الزمن ده شيء عجيب / سار له معنى جديد غريب / زمن انتظار المعجزات / لما ييجي المهدي ثاير كاللهيب / الضحكة ملهاش أي لون / الطعم ماسخ / والحلق مرر م السكوت/
2- الزمان : العصر الحاضر – هذا الزمن – بكره – العمر اللي فات – الفجر – السنين – الليل – الأصيل .
3- المكان : المكان الرئيسي غير محدد لكنها تستخدم اماكن فرعية مثل الطريق – الأرض – بستان أمل – بيت من الصبر – للسحاب – م الفضا – ع الأرض – خط العدم .
4- الأشخاص : الشاعرة الراوية – الحبيب المخاطب
5- الأشياء : فاعلة في النص فالشاعرة اعتمدت عليها نظراً لعدم وجود أصوات حوارية فأصبح حضور الأشياء له سلطة عليا في النص هذه الأشياء هي ( الزمن –الضحكة – اللبن – الشوف – زهرة – بستان – القلب – عطرها – أمل الروح )
6- الأفعال : (ييجي المهدي – بيقول كلام – الحلق مرر – اللبن بقى خوف – بيجري بالهموم – الحب أصبح كلمتين)
هذه أفعال تعبر عن الحالة وتوجد أفعال أخرى تحمل معنى الصمود مثل ( بأنتظر رجعة ثمود – وارفع رايات النصر – الروح حتنزل من الفضا – على الأرض دبت كالوتد )
وأخيراً أفعال للأمل مثل ( إلا أن ابقى واقفة على الحياد – تقفل بيبانه ع الأصيل – ويشقشق الفجر – مدت جدورها ف قلب ليل – نوره بيوصل للسحاب – يكتب بصمت وكبرياء )
تقول : العمر ماشي بالسنين والذكريات / من غير جموح / والروح حتنزل م الفضا / خطوة قدم / ضد انهزام القلب / فوق خط العدم/ ع الأرض دبت كالوتد/ من غير خضوع / ضد الرجوع/ ضد الرجوع/ ضد الرجوع/
** الوفاء في قصيدة صندوق بوية للشاعرة وفاء أمين من ديوانها التوب الضيق .
التهور يدوس الفقراء ويظل الفقراء لذكرياتهم أوفياء . يدوس الشاب المتهور ماسح الأحذية الذي له أولاد أكبرهم في سن السادسة . تتجسد الوفاء في المشهد عندما نرى صندوق البويه يبكي صاحبه الذي داسه شاب متهور بل تستعير الشاعرة لسان الصندوق لتروي به وقائع المأساة .
يجلس الصندوق على الرصيف يروي من بين دموعه أن صاحبه كان راضياً بحياته الفقيرة في البدروم . يطرح الصندوق الصديق ماذا يقول إذا سأله أولاد الرجل .
بعدها ينتقل المشهد بحرفة إلى حميمية بين الصندوق وابن صاحب الصندوق . يقترب الأبن الذي عمره ست سنوات يحمله على كتفيه تنزل دموع الأم التي تدخل في المشهد دامعة العينيين عندما تراه يحمل الصندوق ليتولى مسئولية اخوته الصغار . بذلك تظل مرارة المشهد عالقة بزهن القراء مما يؤكد حرفة البناء والسرد والتصوير في اللوحة الدرامية .
1- الزمان : العصر الحاضر الذي تمضي فيه حياة الناس .
2- المكان : ذكرت الشاعرة (الرصيف – البدروم) فقط
3- الأصوات : صوت الشاعرة الراوية / صوت الصندوق / صوت الأبن / صوت الأم /
4- الأشخاص : الشاعرة الراوية – الصندوق الذي يروي ويحكي – الابن – الأم – الشاب المتهور .
5- الأفعال : نجدها ( وصرخ – عدى الشارع – بيعيط – دهسه – لو جريو عليَّّ – وشالوني – سألوني – أمه زرعت له – يعوم – قرب لي وشالني – عدلني – وهمس لي – هسرح بيك – يبكيك – نزلت دمعة – مسحتها – تسرح وتشيل .
تقول : كان أكبر عيل في عياله / كان حزنه برئ / ورقيق حاله / قرب لي وشالني / على كتفه عدلني / وهمس لي / انا هسرح بيك / أبو ست سنين حسيته / عزمه وإصراره يبكيك / نزلت دمعة على خد الأم / مسحتها في منديل / أبو أويه / كان بدري عليك / حبيبي الهم / تسرح وتشيل / صندوق بوية.
** إنقاذ الحلم المكسور في قصيدة فتافيت القلب للشاعرة عبير السيد الراوي من ديوانها نص روح
في زمن سقط فيه كل شيء ولم يبق سوى الحلم فما بالنا إذا كان الحلم مكسوراً فليس أمام الإنسان سوى لملمة هذه الكسور وجمعها سوياً . تطلب الشاعرة الراوية من فتافيت قلبها أن تلملم الحلم المكسور من تحت عقب الباب . متوزع يلملم متكسر من خلال أضيق مساحة (عقب الباب) . بعدها نعرف أن الراوية جالسة مع نفسها تلعب طاولة وربما هي طاولة الحياة فالراوية تنتقل من خانة لأخرى مع خشب الطاولة ترمي الزهر ، ثم ما يلبث أن يتشاجر الشيش مع اليك في نزاع كل منهما يحاول أن يخطف الحلم من الراوية . الراوية ليست محترفة لعب أو محترفة في الحياة فهي بالكاد تحاول التسلل فتلجأ الراوية إلى مخاطبة هذا الحد الواقف فوق شباك القلب أن يمد يده ويلملم الحلم المكسور من تحت عقب الباب . هذا البحث أو النداء عن منقذ يؤكد فشل فتافيت القلب في محاولة لملمة الحلم المكسور في لوحة درامية نجد عناصرها كالآتي :
1- الزمان : الحاضر ثم تذكر كلمة عمنول وهو العام الماضي .
2- المكان : مكان اللعب ربما المنزل أو مقهى وربما في الخيال وربما الراوية تتخيل الحياة لعبة طاولة .
3- الأفعال : تتوزع بين الراوية الشاعرة والأشياء والحد المنتظر المخاطب الواقف على شباك القلب . نجد أفعال الراوية (فرميت الزهر – ملقتش غير العكاز – كان أحساسي بيحدف -فأكش – أحميك من اليأس – باندس ) أما عن أفعال الأشياء نجد ( بتلم الحلم المكسور – الشيش واليك بيتخنقوا – مين يخطف ) أخيراً أفعال الواقف على شباك القلب وهو المنتظر (ما تمد اليد وتلم الحلم المكسور ) .
4- الأشياء : تستبدل الشاعرة الأشياء بالأشخاص فلا يوجد أشخاص سوى الراوية والشخص المخاطب لذلك نرى حضوراً للأشياء بديلاً عن الأشخاص . هذه الأشياء هي ( الحلم – الطاولة – الزهر – العكاز – اليك – الخشبة – اليأس – شباك – القلب – عقب الباب ) .
تقول : عمنول / كان احساسي بيحدف بيا لآخر الخشبة / فأكش / طب دش / مانا مش حريف علشان احميك م اليأس / دنا لسه يدوب بندس / في آخر لحظة مد / يا الحد / يا الواقف على شباك القلب ما تمد اليد / وتلم الحلم المكسور / من تحت العقب .
** اليأس والهموم في قصيدة أمل مسجون للشاعرة أمل يوسف من ديوانها ضحك البكا .
ماذا عساها أن تكون الحياة مادام أمل الخروج من همومها أو محاولة إصلاح أحوالها يظل أملاً مسجوناً فثمة تحالفات تجمعت سوياً لإحكام القبضة . فأصبحت حياة الإنسان مجرد عيشة يحياها الجميع . ينفتح مشهد المتآمرين بداية من النهار وهو رمز النور والسعي والكفاح فهو يخطف اللقمة والظلام الذي يطوي الإنسان بين صفحاته ورائحة الفقر التي تفضح وتعري ذل الحاجة والعيون التي تلاحق فتتبعثر الخطاوي نتاجاً لذلك يتوه العمر وتتلخبط الأماني . عندما يحاول الإنسان أن يحلم مجرد خيال . يجد الإنسان الهموم أمامه متعلقة في ذيل الحلم . لذا تظل الحياة لا مخرج لها وتبقى مجرد عيشة . تقدم الشاعرة دراما سوداوية الرؤية تجسد سير الإنسان طبقاً لما هو محدد فكل
ما حوله يبشر باللا أمل بذلك أصبح الأمل مسجوناً في لوحة درامية عبرت عنها الشاعرة كما يلي :
1- خلفية المشهد : عبارة عن قطع سوداء متجاورة تعطي ديكوراً بشعاً فتقدم الشاعرة الراوية المشهد بقولها (أهي عيشة – وعايشنها – بنجري وما احنا لحقنها – نهارنا يخطف اللقمة – وعتمت ليل تطوينا ).
2- الزمان : الحاضر وتستخدم أيضاً (العمر – الأيام – ليالينا)
3- المكان : لا يوجد مكان رئيسي لكنها تستخدم ( الدنيا ).
4- الأشياء : نظراً لكون اللوحة رصدية تصويرية تستبدل الشاعرة الناس بالأشياء مثل (نهارنا – عتمة – الفقر – غربة ليل – عيون – الدنيا – العمر - أمانينا – ليالينا – همومنا – أحلامنا- خطاوينا ) .
5- الأفعال : تستخدم الشاعرة أفعال تتراوح بين ما يفعله الناس أو ما يحمل أسلوب نحن فنجد ( بنجري – نبات – ونتدارى - نلاقي ) أما أفعال الناس والأشياء فنجد (تطوينا – تفضحنا – تعرينا – تشيلنا – تتبعتر خطاوينا – في حضن الآه تدور بينا – يتوه العمر – تتلخبط أمانينا – تتحسر ليالينا – يجينا الصبر – يعيش الحلم في خيالنا – وفرحة ضله تخايلنا – بتتشعبط في احلامنا) .
تقول : يجينا الصبر / غربة ليل محاوطنا / أمل مسجون / ما بين ضايع / وبين محروم / يعيش الحلم في خيالنا / وفرحة ضلة تخايلنا/ نلاقي همومنا قدمنا / بتشعبط في احلامنا / وهي عيشة
مما سبق في هذه الدراسة : ندرك تعدد وتقارب وتشابه وتباعد الأوجاع في شعر العامية وهذا طبيعي فالتعدد والتنوع سنة الحياة ومن طبيعة الفن .
كذلك رأينا تشابه واختلاف الخطوط الدرامية في كل نص طبقاً لثقافة ووعي واقتناع المبدع الشاعر أو الشاعرة وطبقاً لنوع القضية . كذلك لاحظنا تقارب بين الموضوعات المطروحة مما يدل على تأثر الشعراء بالبيئة والزمان وقضايا العصر . وهذا يعكس تفاعل وتأثر المبدع لقضايا عصره وقضايا جيله .

تمت بحمد الله
رمضان أحمد عبدالله
26511746 – 0106249810

الكاتب العزيز رمضان أحمد اسمح لي أرحب بك في منتداك منتدى شروق وأحييك على دراما الوجع في شعر العامية وفي انتظار المزيد فأهلا رمضان

سلمت يدك اخى الرائع رمضان ولو ان رمضان خلص امبارح بس مش مشكله هههههههههه