أصدقائي الأعزاء
سوف أستعرض معكم في الفترة القادمة
موسوعة موسوعة العروض والقافية
من إعداد الأستاذ / سعد بن عبد الله الواصل
بمعدل درس واحد أسبوعيا وسيكون موعدنا الأربعا من كل أسبوع
على أن نتناقش ونتحاور في هذا الموضوع خلال الأسبوع
إضافة إلى موضوعات المنتدى الأخرى بغية أن يستفيد من ذلك راغبوا الكتابة
على المستويين الشعرى أو النثري والله من وراء القصدالمبحث الأول : مقدمة عامة في علم العروض ومصطلحاته
علم العروض
تعريفه :
العَروض : على وزن فَعُول ، كلمة مؤنثة ، تعني القواعد التي تدل على الميزان الدقيق الذي يُعرفُ
به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها .
وقد اختلف علماء العربية في معنى كلمة (العَرُوض) ، وسبب تسمية هذا العلم بها على خمسة أقوال :
(1) فقيل : هي مشتقة من العَرْض ؛ لأن الشعر يُعرضُ ويقاس على ميزانه . وإلى هذا الرأي ذهب
الإمام الجوهري . ويعزِّز هذا القولَ ماجاء في اللغة العربية من قولهم : (( هذه المسألة عَروض هذه ))
أي نظيرها .
(2) وقيل : إن الخليل أراد بها (مكة) ، التي من أسمائها (العَرُوض) ، تبركا ؛ لأنه وضع هذا العلم
فيها .
(3) وقيل : إن معاني العَروض الطريق في الجبل ، والبحور طرق إلى النظم .
(4) وقيل : إنها مستعارة من العَروض بمعنى الناحية ؛ لأن الشعر ناحية من نواحي علوم العربية
وآدابها .
(5) وقيل : إن التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى (عَروضا) .
وأقرب هذه الأقوال إلى الصواب ( والله أعلم ) الرأي الأول ، فالكلمة مشتقة من العَرْض ؛ لأن الشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه .
واضعه :
هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100هـ- 175 هـ) ، والخليل من أكبر عظماء أمتنا وأجل
علمائها العباقرة ؛ فهو أول من فكَّر في صون لغتنا ، فألف معجمَه المسمَّى بكتاب (العين) كما يقال ، وهو
أول من سارع لضبط ألفاظها باختراع النقط والشكل .
وللخليل كتب نفيسة ، منها : كتاب العَروض ، وكتاب النغم ، وكتاب الإيقاع ، وكتاب النقط والشكل .
ومعظم ما في (الكتاب) الذي جمعه تلميذه سيبويه منقول عنه بألفاظه .
استقرى الخليل الشعر العربي ، فوجد أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرا ، ثم جاء الأخفش
الأوسط فزاد عليه بحرَ (المتدارك) .
فائدته :
لعلم العَروض ودراسته أهمية بالغة لا غنى عنها لمن له صلة بالعربية ، وآدابها ومن فوائده :
(1) صقلُ موهبة الشاعر ، وتهذيبها ، وتجنيبها الخطأَ والانحرافَ في قول الشِّعر .
(2) أمنُ قائل الشعر على شعره من التغييرِ الذي لا يجوز دخوله فيه ، أو ما يجوز وقوعه في
موطن دون آخر .
(3) التأكد من معرفة أن القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ليسا بشعر معرفةَ دراسةٍ لا
تقليد ؛ إذ الشعر : ما اطردت فيه وحدته الإيقاعية التزاما . أي (كلامٌ موزون قصدا بوزن عربي) .
وبذا يدرك أن ما ورد منهما على نظام الشعر وزنا لا يحكم عليه بكونه شعرا ؛ لعدم قصده ؛ يقول ابن
رشيق : ((لأنه لم يقصد به الشعر ولا نيته ، فلذلك لا يعد شعرا ، وإن كان كلاما مُتَّزِنا )) .
(4) التمكينُ من المعيار الدقيق للنقد ؛ فدارس العَروض هو مالك الحكم الصائب للتقويم الشعري
وهو المميز الفطن بين الشعر و النثر الذي قد يحمل بعض سمات الشعر .
(5) معرفةُ ما يرد في التراث الشعري من مصطلحات عَروضية لا يعيها إلا من له إلمام بالعَروض ومقاييسه .
(6) الوقوفُ على ما يتسم به الشعر من اتساق الوزن ، وتآلف النغم ، ولذلك أثر في غرس الذوق الفني
، وتهذيبه .
(7) التمكينُ من قراءة الشعر قراءةً سليمة ، وتوقِّي الأخطاء الممكنة بسبب عدم الإلمام بهذا العلم .
أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته
س1 : ما المراد بكلمة العروض ؟ ، وما معناها ؟ ، وماسبب تسمية هذا العلم بها ؟ .
س2 : من واضع علم العروض ؟ ، وما منزلته بين علماء العربية ؟ ، اذكر ثلاثة من كتبه .
س3 : كم عدد البحور التي توصل إليها الخليل بن أحمد الفراهيدي بالاستقراء ؟ ، ومن الذي
زاد عليها بحرا ؟ .
س4 : اذكر أربعا من فوائد دراسة علم العروض .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفريق بين المصطلحات
هناك مجموعة من المصطلحات يحسن بطالب علم العروض أن يدرك الفرق بينها ؛ لأنها تمس
العلم الذي يدرسه ومن تلك المصطلحات ما يلي :
الشعر :
قال ابن خلدون
( الشعر هوكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف ، المفصل بأجزاء
متفقة في الوزن والرويّ ، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده ، الجاري
على أساليب العرب المخصوصة به )) . ومما يعد من الشعر قول أبي فراس الحمْداني :
أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ
أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتُك الصبْرُ
ولكنَّ مثليْ لا يذاعُ له سرُّ
بلى أنا مشتاقٌٌ وعنديَ لوعةٌ
وأذللتُ دمعًا من خلائقِه الكِبْرُ
إذا الليلُ أضوانيْ بسطتُ يدَ الهوى
النثر :
الكلام الجيد نوعان : نثر وشعر . أما النثر فهو الكلام الذي يجري على السليقة من غير التزام
وزن ، وقد يدخل السجعُ والموازنةُ والتكلفُ الكلامَ ثم يبقى نثرا إذا بقي مجردا من الوزن .
والنثر أسبق أنواع الكلام في الوجود لقرب تناوله ، وعدم تقييده ، وضرورة استعماله . وهو
نوعان : مسجع إن التُزِمَ في كل فقرتين أو أكثر قافية ، ومرسل إن كان غير ذلك .
وقد كان العرب ينطقون به معربا غيرَ مَلْحُونٍ ؛ لقوة السليقة ، وفعل الوراثة ، وقلة الاختلاط بالأعاجم .
الشعر المنثور :
الشعر المنثور ، أو الطَّلْق أو المنطلِق أو المحَرَّر أو قصيدة النثر- تسمياتٌ مختلفة لنوع من الكتابة النثرية
تشترك مع الشعر في الصور الخيالية ، والإيقاع الموسيقي حينا ، وتختلف عنه في أنظمة الوزن ، والقافية ، والوحدات .
وقيل : هو الكتابة التي لاتتقيد بوزن أوقافية ؛ وإنما تعتمد الإيقاع الداخلي ، والكلمة الموحية ، والصورة الشعرية
. وغالبا ماتكون الجمل قصيرة ، محكمة البناء ، مكثفة الخيال .
وقد كانت بداية هذا النوع في الربع الأول من هذا القرن عندما اعتمد جبران والريحاني فنا أدبيا يجعل النثر الفني أسلوبا ، إلا أنه يتميز بعاطفة شعرية ، وخيال مجنح .
النظم :
هو الكلام الموزون المقفى دون شعور أو عاطفة أو خيال أو صورة ، ومعظم النقاد يجعل النظم دون مرتبة الشعر
في الجودة من حيث المضمون ، والخيال ، والعاطفة وغيرها من عناصر الشعر ، دون الوزن . فالشعر ، عادة ،
يطفح بالشعور الحيّ ، والعاطفة الصادقة ، فيؤثر في مشاعرنا . أما النظم فركب بطريقة لا يقصد بها إلا المحافظة
على الوزن ، والإيقاع كانتظام حبات العقد في السلك ، دون أن يكون فيه روح أو حياة .
والمقياس في التفريق بين الشعر و النظم يعود بالدرجة الأولى إلى الذوق الأدبي . وهذا الذوق يتربى بكثرة مطالعة
الشعر الجميل .
هذا ، وإن لم يكن ثمة حدود دقيقة فاصلة بين الشعر و النظم ، فإنه يمكننا التمييز بينهما بسهولة في كثير من
الأحيان ، فمما يعد نظما لاشعرا عند الذين يفرقون بين المصطلحين ما نظمه الفقهاء والنحاة ، وكثير من شعراء
عصر الانحطاط ،و مما يعد منه أيضا الشعر التعليمي .
ومن النظم هذان البيتان ( من الرجز ) :
أجادها نحويةً صرفيهْ
قد نظم ابن مالك ألفيهْ
سهَّلت فيه حفظها للفتيةِ
وقد تبعت إثره في الهمزةِ
أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته
س1 : ماذا قال ابن خلدون في تعريف الشعر ؟ ، وما المقياس في التفريق بين الشعر والنظم ؟ .
س2 : ما النثر ؟ ، وما السابق في الوجود الشعرُ أم النثر ؟ وما علة ذلك ؟ .
س3 : اذكر الفرق بين الشعر ، والشعر المنثور .
س4 : ما تعريف النظم ؟ ، ومن الذين يعد كلامهم نظما ؟ اذكر مثالا له في بيتين .