صرخات عبر الأثير
قصة قصيرة
رائد قاسم
صراخه يخترق أسماعها... يتصبب العرق من جبينها... تستيقظ مذعورة وهي تناديه....
- ولدي حبيبي إنني اسمع صرخاتك التي تناديني بها، أنت حي ترزق، لا شك في ذلك.
... تقف بوسط غرفتها وتنادي بأعلى صوتها: أعيدوا لي ابني!
... لا يستطيعون تحمل هيجانها أكثر من ذلك، يدخل عليها كل من الطبيب والممرضة برفقة شقيقها حامد ، يمسكونها بقوة... تقاوم بضراوة، إلا إنها تستسلم لهم في النهاية... تحقنها الممرضة بإبرة مهدئة لتنام على إثرها....
حامد- ما معنى ذلك يا دكتور؟ كل ليلة تستيقظ في مثل هذا الوقت مدعية بأنها تسمع صرخات أبنها.
- إنها هلوسة يا سيدي ، وهذا أمر طبيعي في مثل حالتها.
... تنام حتى الصباح، تستيقظ وتجلس في حديقة المنزل، يأتيها حامد بطعام الإفطار... تتناوله بصمت ... يحاول حامد تهدئة خواطرها....
- إلى متى حزنك يا أختي الحبيبة؟ لا بد أن تبدئي حياة جديدة مليئة بالأمل.
...تلتفت له بملامح شاحبة...
- إنني متأكدة من أن ولدي حي يرزق، إنني اسمع صرخاته كل ليلة.
- اقدر مشاعرك ، ولكن مر عام على خطفه ، إلى متى تعيشين هذه الحياة الكئيبة المعتمة؟
- حتى أجد ابني يا حامد.
... يرد عليها بحنق قائلا:أنت حرة.
ثم يغادرها منفعلا، سرعان ما تذهب لغرفتها وتغير ملابسها وتذهب مسرعة إلى مقر الشرطة...
- سيدي إنها نفس المرأة التي سالت عنك بالأمس.
- ماذا تريد ثانية؟
- (المساعد) أفضل أن تقابلها يا عادل ، إنها امرأة مفجوعة بابنها.
- أمري لله دعها تتفضل.
تدخل عليه بعد فترة انتظار قصيرة ، تجلس ببرود ...
- أنا متأكدة أن ابني حي.
.. ينظر لها بتأفف ثم يدخن سيجارته ...
- سيدتي لا يوجد دليل على أن ابنك حي أو ميت، حتى الان لا نعرف مصيره.
-(بعصبية) انه حي يا حضرة الضابط.
- وما دليلك على ذلك؟
- كل ليلة اسمع صرخاته بوضوح ، كما أسمعك الان.
... يقف غاضبا...
-انه ليس دليل يعتد به، لأنك وحدك من تسمعينه، وان كان ما تقولينه صحيحا حددي لنا المنطقة التي يوجد بها حتى نتوجه إليها فورا.
- ( بانكسار) لا يمكنني لك.
- إذا كنت لا تمتلكين أية معلومات حقيقية أرجوك لا تزعجيني كل يوم بمجيئك.
.. لا تتمالك نفسها فتجهش بالبكاء ...يقدم لها منديل لتمسح دموعها به...
- سيدتي أنا اقدر مشاعرك كأم، ولكن صدقيني ليس لكِ إلا الصبر، ونحن لم ولن ننسى قضيتك أبدا.
- اقسم لك باني اسمعه.
- إنها مجرد تهيئات لا دليل ولا برهان عليها، أنصحك بمراجعة طبيب نفسي.
... تخرج من عنده منكسرة ... تقضي بقية يومها حزينة باكية...وقبل نومها يأمر الطبيب بحقنها إبرة مهداة حتى تنام بسكون ...
****
تجد نفسها وسط احد أحياء المدينة، تسمع صرخات طفلها، تلتفت يمينا وشمالا محاولة معرفة مكانه... تهرول مسرعة شمالا وجنوبا... تشاهد امرأة غير واضحة المعالم وهي ممسكة به... تركض إليها بأقصى سرعتها... ما أن تصل إليها حتى تختفي... تستيقظ من نومها، تسمع صرخات طفلها، تضع كلتا يديها على رأسها وتستلقي على السرير، تستعيد توازنها وتخلد في نوم عميق...
... ما أن تشرق شمس اليوم التالي حتى تستقل سيارتها إلا أن شقيقها حامد يقف بوجهها..
- إلى أين يا ليلى؟
- سأخرج للتنزه قليلا.
- أريد أن آتي معك.
- كلا أريد أن أكون بمفردي.
تمضي في جولة في أنحاء المدينة، تحاول التركيز واسترجاع مشاهد حلمها، تقضي ساعات في المحاولة إلا أنها تفشل في رؤية الحي الذي شاهدته في منامها.
تعود إلى منزلها متعبة وسرعان ما تطبق عينيها، في اليوم التالي تكرر المحاولة دون جدوى، إلا أن اليأس لم يعرف لها طريقا، تخرج في اليوم الثالث والأمل يحدوها برؤية ما شاهدته في حلمها حقيقة ماثلة أمام ناظريها.... شقيقها حماد يرتاب في أمرها فيتبعها من دون أن تشعر به .... تقضي عدة ساعات وهي سائرة من حي إلى حي، ومن شارع إلى آخر حتى يصيبها الإنهاك والتعب الشديد فتعود إلى منزلها الذي سبقها إليه حامد...
- إن كنتٍ يا ليلى؟
- قلت لك سابقا باني كنت أتنزه.
- (بغضب) أنا لا اعرف ما سر تنزهك اليومي هذا؟ إلى ماذا ترومين؟
- ( بغضب مماثل) وما دخلك أنت؟
- ما دخلي؟ أنت أختي!
- ما الذي يضيرك لو خرجت من هذا البيت الكئيب؟ ما المشكلة التي قد اسببها لك؟
- (بتلعثم) بالطبع لن يضرني شي بل سأكون سعيدا جدا إذا ما تحسنت حالتك.
- إذن دعني ولا تتبعني.
- ماذا؟
- أتظن بأني لم الحظ مراقبتك لي هذا اليوم ؟
- أنا خائف عليك يا ليلى.
- لا تقلق أنا بخير وأرجوك ثق بي ولا تقلق علي، أنا اخرج في وضح النهار وفي أماكن يرتادها عامة الناس.
تعود إلى غرفتها، تبكي بشدة، تمسك بصورة طفلها وتناجيه بعيون باكية وقلب تغمره لوعة الحنين...
- ابني حبيبي أين أنت ؟ أرجوك اخبرني أين تكون.
.... تستلقي على فراشها، ما أن تدخل في سباتها حتى تسمع صرخاته... تشاهد عمارة بوسط احد الأحياء، تستيقظ فورا...
- هذه العمارة مررت عليها اليوم ، أنا متأكدة من ذلك.
تخرج مهرولة، الممرضة تحاول منعها، إلا أنها تمسك بها وتلقيها أرضا...تنهض بسرعة لتخبر شقيقها حامد... يخرج في طلبها بأقصى سرعته .... يحاول لفت انتباهها ببوق سيارته ومصابيحها العالية، ولكنها لا تلتفت له، إلا انه يتمكن من محاصرتها وإيقافها... تخرج له وهي غاضبة ..
- ما الذي تريده مني؟ لماذا تتبعني؟ دعني وشاني.
تضربه بكلتا يديها وهو يحاول تهدئتها ، ثم يمسك بها وسط تجمع حاشد من المارة ...
- إنها أختي وهي مريضة، أرجوكم ساعدوني.
يتصل احد المارة بسيارة الإسعاف... تأتي على عجل وتنقلها لمستشفى الأمراض النفسية... تمسك بها الممرضات لتحقن على الفور بإبرة منومة...تقيم عدة أيام في المستشفى، ويتابع حالتها احد الأطباء....
- ما بكٍ يا ابنتي ما الذي يزعجك وينغص عليك حياتك ؟
- إنني اسمع صرخات ابني، انه يناديني ويستغيث بي.
- لقد عرفت قصتك من شقيقك، اخبريني يا ابنتي هل تسمعين صرخاته كما تسمعينني أم ماذا؟
- اسمعه بوضوح تام مثلما أسمعك واسمع أي شخص آخر، إنني على يقين بأنه لا يزال حيا.
.. تم تجهش بالبكاء...
- اهدئي يا ابنتي ستكونين بخير.
.... يخرج من عندها ليلتقي بشقيقها حامد....
- كيف حالها الان؟
- إنها تعاني من انهيار عصبي شديد، مسكينة، أليس هناك أمل في العثور على ابنها؟
- منذ سنة والشرطة تبحث عنه .
- اهو ابنها الوحيد؟
- نعم من زوجها الذي توفي في حادث سيارة منذ سنتين.
- هل عثرت الشرطة على جثة ابنها؟
- انه لا يزال حيا.
- ماذا؟
- (بارتباك) اقصد الشرطة لم تغلق مسار البحث عنه حتى الان ، فهو في حكم الحي حتى يثبت العكس .
- المهم اعتني بها فأختك امرأة ضعيفة ومسكينة.
.. يكتب لها الطبيب مجموعة من المسكنات والمهدئات .. تتحسن حالتها بعد عدة أيام من العلاج ... تخرج من المستشفى وتقضي عدة أيام في منزلها، وما أن تعود إليها قوتها حتى تعاود الذهاب إلى نفس المكان الذي شاهدته في حلمها الأخير...
- انه نفس الشارع، وهذه هي العمارة التي شاهدتها في حلمي، إنها هي بكل تأكيد.
تتوجه للشرطة فورا وتطلب مقابلة الضابط عادل.
- أهلا مدام ليلى ، ما أخبارك؟
- لقد عرفت أين يوجد ولدي.
-(بتلهف) حقا؟ اجلسي، واخبريني بكل شي.
.. ما أن تقص عليه ما جرى لها حتى يتبخر تلهفه... يشعل سيجارته لينفس بها تململه حتى نهاية حديثها...
- اسمعيني يا مدام ، أنا لا أريد تحطيم املك في إيجاد ابنك ولكن!.
- ولكن ماذا؟
- الأحلام لا يمكن استخدامها كدليل مادي.
- ولكني رأيت ما شاهدته في الحلم على وجه الحقيقة.
- يا مدام انتٍ امرأة متعلمة ، ما شاهدتهٍ في حلمك لا بد انكٍ رايته من قبل في الواقع، إن العقل الباطن مستودع للمعلومات والذكريات التي نظن أننا نسيناها أو التي لم نلتفت إليها ، ثم تظهر لنا في أحلامنا.
- لا يمكن، مستحيل!
- صدقيني لا يمكن للحقيقة أن تولد من رحم السراب.
... تخرج من عنده منكسرة، ينظر لها بعطف وشفقة إلا انه لا يستطيع أن يفعل لها شيئا..
****
تعود لمنزلها وتجلس قليلا مع حامد، تتناول وجبة العشاء، وتطلب من الممرضة عدم حقنها بالإبرة المهدئة واعدة إياها بأنها ستكون بخير... تستلقي على فراشها وتحاول النوم، إلا انه يجافيها، تفتح نافذة غرفتها، ألا إن ضجيج السيارات يزعجها، تستلقي على فراشها، وتغمض عينيها، لتسمع صرخات ابنها...
- ابني حبيبي اخبرني أين أنت، أرجوك يا فلذة كبدي، بحق الأشهر التسعة التي قضيتها في بطني، بحق الأيام القليلة التي عشتها معي.
تدور في أنحاء غرفتها .... تنتابها نوبة بكاء حادة ... تزداد آلام رأسها....تخر مصروعة على الأرض ، إلا أنها لا تزال تحتفظ بوعيها .... ترى نفسها في الحي الذي به تلك العمارة وأنها في قمة الوعي ، ترى كل شي وكأنه حقيقي ، تتأمل يديها وهندامها فترى كل شي واضح المعالم تماما، تدخل العمارة وتصعد السلم حتى الطابق الخامس ، تسمع صرخات طفلها مرة أخرى، ، تبدأ على الفور بمحاولة معرفة مكانه ، وتتمكن من تحديد الشقة التي يوجد بها ، تحاول فتح بابها ، إلا أنها تفتح باب غرفتها.. تهرع إليها الممرضة بهلع..
- سيدتي هل انتٍ بخير؟
- (بأنفاس متقطعة) اطمئني أنا بخير أريد فقط شرب الماء.
تشرب كوب من الماء ثم تعود إلى غرفتها وتنام نوما عميقا...
****
تنام حتى العصر، ثم تأخذ حماما وتخرج مسرعة....
- سيدتي أرجوك لا تخرجي، لقد أمرني الأستاذ حامد بان لا ادعك تغادرين البيت.
- ( تجيبها غاضبة ) تذكري بأنك والأستاذ حامد تعيشان في بيتي!.
تقود سيارتها بهدوء تام، تركنها بالقرب من العمارة التي رأتها في حلمها، تحاول استخدام المصعد الكهربائي، إلا إن البواب يخبرها بأنه معطل، فلا ترى بدا من الذهاب عبر السلالم للوصول إلى الطابق الخامس...
****
- ما أخبار ابن أختي؟
- إن صحته جيدة ولكنه كثير الصراخ، لقد أتعبني يا حامد! متى سننتهي من هذه المشكلة؟
- قريبا يا حبيبتي سأرسله للملجأ ليقضي حياته بعيد عنا.
- وأمه؟
- لا بد أن تسوء حالتها أكثر لأتمكن من الاستيلاء على أموالها ، قريبا سأجلب لها طبيب سيدفع بها نحو الجنون ، لأكون أنا المسئول عنها والوصي عليها.
- ولما لم تفعل ذلك منذ البداية؟
- لا، يجب أن تنتهي قضية ابنها أولا، بعدها استطيع أن أنفذ ما خططت له من دون إثارة أي شبهة.
- يا لك من شرير يا عزيزي!
****
تصل للطابق الخامس وهي مجهدة ، تضطر للجلوس ، إلا أن حامد يخرج من الشقة ليفاجأ بوجود ليلى أمامه.... تنظر له بتعجب ، بينما ينظر لها بخوف وذهول...
- ماذا تفعلين هنا يا ليلى ؟
- بل ماذا تفعل انت هنا؟
- (بتردد) إنها شقة احد أصدقائي.
- ولكنها نفس العمارة التي شاهدتها في احد أحلامي، بل ونفس الطابق، وهذه الشقة التي خرجت منها تشبه الشقة التي رايتها في حلمي الأخير.
- ( بغضب) لا تكوي سخيفة، أي عمارة وأي شقة شاهدتها في حلمك المجنون ، أنت لا شك تهذين ، وان لم تقلعي عن تفاهتك سأضطر إلى إدخالك لمستشفى الأمراض العقلية، فلقد سئمت منك ومن تصرفاتك الرعناء.
- كلا إن ما شاهدته حقيقة وان كان حلما.
- لا شك أن ابنك مات ولا أمل لكٍ برؤيته على الإطلاق.
- اسكت لا تتحدث بمثل هذا الكلام.
- وأنت لست أول امرأة تفقد ابنها.
- كلا ابني موجود وسوف اعثر عليه.
- ابنك مات، مات يا ليلى ولن يعود إلى حضنك أبدا.
- اسكت .. اسكت ...أرجوك.
... تسمع صراخ ابنها... تنتابها فرحة غامرة إلا إنها ممزوجة بخوف رهيب...
ترفع صوتها عاليا : انه صغيري ، انه ابني ، ابني.
تحدد مكانه بسرعة لتندفع نحو باب الشقة الذي نسي حامد إغلاقه من هول صدمة رؤيتها لتفاجأ بطفلها وهو بين يدي تلك المرأة ، التي لم تعد تعرف ماذا تفعل لتقف عاجزة عن القيام بأي ردة فعل.
تتجه نحوها بسرعة خاطفة لتأخذه منها....
تناديه بحرقة (ابني، ابني، حبيبي) تصرخ صرخة مجلجلة... تبكي بكاء مهولا مشوبا بصرخات طفلها، إلا أن حامد يختطفه منها بقوة ويعطيه لتلك المرأة مرة أخرى، ثم يضربها بشدة.
- يجب أن تموتي... كل هذه الأموال التي ورثيها عن زوجك ستكون لي أنا وحدي.
... تحاول الإفلات منه حتى تنجح ...تفر منه في أرجاء الشقة وصرخات طفلها العاتية تملا أرجائها...
- دع طفلي أرجوك.
- وقعي لي على تنازل عن كل أموالك وإلا قتلته .
... لا تستطيع التحمل ... تسقط عاجزة عن الحراك وصرخات طفلها تزداد عتوا...
- ادخلي هذا الطفل اللعين إلى إحدى الغرف وإلا خنقته بيدي.
- كلا أرجوك لا تؤديه، خذ كل ما املك ، سأوقع لك على كل ما تريد ، فقط دع ابني لي، هذا ما أريده من هذه الحياة.
- ( هاهاها) هذا ما يجب أن يحدث ، امسكي بهذه الورقة ووقعي عليها فورا.
ما أن تمسك القلم لتوقع إقرار التنازل عن أملاكها حتى تقتحم الشرطة الشقة بقيادة الضابط عادل...
حامد - مستحيل!
عادل- اقبضوا عليه .
ليلى - أرجوك إن ابني بين يدي امرأة في إحدى الغرف.
يبحث أفراد الشرطة عن الطفل في كل مكان حتى يجدوه ملقى على الأرض في إحدى الغرف وبقربه المرأة حائرة لا تعرف ما يكون مصيرها... يقبضون عليها على الفور.. تهرع إليه ليلى وتحتضنه بشوق عارم ...
- هل هذا هو طفلك يا مدام ليلى؟
- نعم انه ولدي وكنزي وثروتي الحقيقية.
- وقد عاد إليك أخيرا.
- ولكن كيف عرفت باني هنا؟
- لقد أمرت بمراقبتك بعد آخر مرة قابلتك فيها، تحسبا من أن تقعي في ورطة ما، وقد صدق حدسي.
- هل صدقت الان بان سماعي لصراخ طفلي كان حقيقيا وان أحلامي كانت صادقة؟
- (ابتسامة) هناك الكثير من الأشياء لا نجد لها تفسير مقنعا ولكنها جزء لا يتجزأ من الحقيقة.
يلتفت إلى حامد....
- كيف تفعل هذا بأختك؟ أي قلب متحجر تحمله في صدرك؟ كيف تحرم أم من طفلها من اجل حفنة من النقود، يا لهذا العار الذي ألحقته بنفسك.
... يأمر بإرساله للسجن تمهيدا لمحاكمته...
... تحمل ليلى طفلها الذي تجاوز سنته الأولى وتضعه في حضنها وترضعه من لبنها...
- ولدي الحبيب صرخاتك دلتني عليك ، وسوف لن تغيب عن ناظري بعد اليوم ، حتى وان نامت عيناي ، تأكد أن قلبي سيحرسك وسيكون معك إلى الأبد.