الفرح
_________
درب يتلوى . يتفرع إلى دروب أضيق وأقصر .
كعادة كل دروب القرية كجلباب شح قماشه.
يتسع بالكاد لمار فوق حماره .
يسكن (نافع) في أول بيت .
الشمس عمود نار يكاد يخرم الرؤوس .
صوت طبل وتصفيق منتظم الإيقاع .
شد خيط الفضول قدماي حتى التصقت بالباب خمسة رجال وأربع سيدات .
ترقص إحدى النساء ثم يتناوب الجمع الأدوار .
عدت سريعاً وطرف جلبابي في فمي .
- ستى ... ستى نافع عنده فرح .
- نافع مهووس . العفاريت مقيلة . غور نام . الله يخرب بيتك وبيته .
كل يوم في نفس الوقت يتكرر ما رأيت ويكون الخراب والغورة ..
حصادي المر في أرض محاولاتي مع جدتي .
في أحد أيام شهر سبتمبر .
ألقيت مخلتي المدرسية .
في نفس توقيت الفرح .
وضعت جدتي يدها على معصمي .
في حنان ممسكة بي . متشحة بزي خروجها .
الناس محشورون أمام البيت .
نسوة توحد زيهن . دائرة متعشقة أسنان سلسلتها .
ترفع دائرة سواد من الإيشاربات . صوت طروب .
-
يابو الصديري الخط جنب الخط .يرد جمعهن خلف الصوت .-
خسارة جسمك في التراب ينحط .حبل في رقبة " عبدالحكيم " نازلا إلى أحد كتفيه
ينتهي إلى طلبة على صدره تتدلى وعصا بكل يد يضرب بهما وجهي طبلته .خرج النعش .سكن فوق مقطورة أحد الجرارات المُصطفة على جانب الطريق العمومي .ساعتان مرتا .
عاد النعش يسكنه الفراغ .
كل يوم كلما حاولت أن أبذر بذرة في صحراء التمني تثمر التقاوي حيرة .حين يجييء الرد .- خلاص . دُخلته خلصت ياابنى .مرت هذه الأحداث في أحد تفريعات درب ذكرياتي . عندما رأيت حفيده " نافع " في طريقي لمنزلنا في أخر الدرب
وأنا عائد تفتح زغاريد أهل القرية بستاناً لاحتضان شهادتي الجامعية .
_______________________________________
بقلم رمضان أحمد عبد الله15/2/2007