كانت كلما مرت من أمام هذا المحل ، وقفت شاخصة بصرها أمامه،كان لا يقاوم، رقيق المنظر، تمنته دون إعتبار لنظرات الناس إليها أو إنتقاد من أحد.
غابت لبعض الوقت فى حلم يقظة خاطف، عندما تخيلت نفسها وهى ترقص بمفردها فى مكان بعيد الرقصة الأولى، وربما الأخيرة.
وحدها، بعيدا عن أعين الناس، ولكن بصحبة البحر ، الشمس، الرمل والحب ، حتى لو لم يكن هناك من تبادله الحب.
" عجبك" ؟ كان ذلك الصوت هو الشيء الوحيد الذى أيقظها من العالم الساحر الذى سافرت إليه ، متحديةً واقعها المؤلم، وتمنت ألا تعود.
إلتفتت ورائها لتجده أمامها، كان وسيماً لدرجة جعلتها تحملق فيه دون أن تتفوه بكلمة، ثم جرت مسرعة من غير توقف كالفريسة التى تلوذ فراراً من صيادها.
لم تتنبه إلى أن محطة الأتوبيس قد فاتتها . وقفت كى تلتقط أنفاسها، ولتتأكد أن ذلك الرجل لا يتبعها.
جمعتهما الصدفة، وربما القدر، عندما فوجئت بأنه الصديق المقرب لرئيسها فى العمل.
إلا ان الصورة هكذا لم تكتمل عنده حتى أرسل إليها " الرداء" الذى كان سبباً
فى لقائهما. مصحوباً بباقة من اجمل الزهور وبطاقة ناعمة تحمل أرق الكلمات:
" مهما كانت رائحة الورد ، فلن تكون أحلى من عطرك" .
ولما ذابت بينهما المسافات، جاء اللقاء الثانى.. كان بداخلها إيمان قوى
بأن شىء ما يربطها به، حاولت الهرب منه إلا انها لم تستطع.
كان يسرق بصحبتها اللحظات الجميلة على أنغام كلمات "أم كلثوم":
"سيبنى احلم سيبنى".......
نعم كان يتركها تحلم ويشاطرها حلمها ، لكنه لم يكن يريدها ان تستدرجه معها إلى عالمها الوردى. كان كل شىء عنده محسوب، فعالم الاَله والأرقام إغتال كل ما هو برىء بداخله، حتى انها كانت تعاتبه برقة ، واضعة يديها على عينيه عندما كان ينظر للساعة وهما معاً.
وحيث يخلق الحلم ، حيث ينتهى...
فعندما ذهبت للقائه لم تجده...
حلت محله رسالة أخبرتها بأنه لم ولن يحب أحد كما أحبها ، ولكن لا يستطيع الزواج بها، كانت أمواج البحر ترتفع وكأنها غاضبة مع كل كلمة .
هنا فى نفس المكان، حيث الغول، والعنقاء، والخل الوفى ، لم تتبق سوى رسالة وداع، سابحة فى الماء تدفعها الأمواج بعيداً ، ربما حيث توجد " ريم".
ولكن أين هى ؟؟؟؟
هل بقيت على أمل أن تكون هناك رقصة أخرى، رقصة حالمة؟
أم انها الان ترقص بالفعل مع الملائكة فى العالم الذى دوما ما حلمت به؟؟؟؟
منتصف سبتمبر 2011