بقايا أوزوريس

الصديق الحبيب والشاعر الكبير محمد فايد عثمان
أشكرك على تعليقك الطيب...
بالفعل في الملاحظة الأولي توجد تاء زائدة كُتِبت سهواً مني
أما الملاحظة الثانية فلا شيء فيها لأن السطر الشعري في شعر التفعيلة
يختلف عنه في الشعر العمودى،ولذلك تلاحظ أنني كتبتُ:

قاسي القلبِ

حيثُ قلبي

في سطرين متتاليين وليس سطرا واحدا،(قاسي القلب) في سطر
و (حيث قلبي) في سطر شعري جديد وبداية تفعيلة جديدة،وهذا مقصود
أما لو جمعتهما في سطر واحد -كما فعلت أنت-سيكون هناك خلل في الوزن
والمضمون الذي أقصده،لك خالص احترامي وتقديري

الأخ الفاضل / السيد جلال
لك جل التحية والتقدير
ماالمقصود بقولك
إنما بُعدي ليبقى البعضُ منّي ؟
ولم كان التجني من اوزوريس لحبيبته ؟
سؤالي استفهامي فقط
وعذرا لإقتحام سؤالي في رياض نصك
تقديري
نور الحرف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحب عاطفة من أروع وأوسع العواطف الإنسانية التي تدعو للبناء لا الهدم ، وهي من أقوى العواطف الإنسانية التي يقف أمامها الإنسان مبدعا كان أو غير مبدع موقف المندهش مما يراه على المحب من تغيرات وعلامات وما يبدو عليه من سلوك وتصرفات .
يعود بنا السيد جلال إلى قصص الحب المشهورة " ليلي وقيس " ، " إيزيس وأوزوريس " لنستدعي من ذاكرتنا تلك التصرفات وهذه العلامات التي تصيبنا بالدهشة حقا .
جاء النص في ثلاث مقاطع ـ وإن لم يشر الشاعر ـ هي هكذا :
1: المقطع الأول :
" لا تظني أيَّ ظن / لم أعُدْ أحْملُ شيئاً من تجنّي / إنما بُعدي ليبقى البعضُ منّي / لم أكُنْ يوماً غليظاً، قاسي القلبِ / حيثُ قلبي / بعضُ قلبٍ من دماكِ / في حشاكِ.. / تحمليه الآن عني "
2: المقطع الثاني :
" هاتِ"ليلى" كأسَ" قيس ٍ" / واسقنيه دُفعة ً واحدة ً / كي تستريحي / من عذابات الضمير/ وانثري فوق فؤادي بعض شعري / والقصاصاتِ التي فاحَ شذاها من عبيري / انثريها في سماءات الأماني كالطيور ِ"
3: المقطع الثالث :
" هاتِ"ليلى" نخبَ "أوزوريس" / من كل البقاع / ِلملمي أشلاءَهُ في راحة القلبِ الرضيع ِ/ لملميها في رداء الحبِّ "أيزيسُ"/ فما كان يكفي للمسير ِ/ دون خوفٍ أو خضوع"

نلاحظ أن المقطع الأول " نهي " على سبيل التمني بمثابة بسط للموضوع حيث نجد محبا
{ الشاعر } يتمنى أن تتفهم محبوبته سبب بعده ، وأنه ـ أي البعد ـ ما كان إلا ليحتفظ بالبقية المتبيقة ينهما ، فهو محب ضحى ويتمنى ألا يُفهم موقفه خطأ .
ثم يأتي المقطعان التاليان في صورة الأمر التوكيدي الذي يؤكد من خلالهما الشاعر موقف تضحيته وذلك عندما يربط بينه وبين الحبيبين العظيمين " قيس ، وأوزوريس " .
وهنا نجد أنفسنا أمام ثلاث محبوبات : اثنتان لا تخطؤهما العين " ليلى ، وإيزيس " بينما الثالثة مقصود الشاعر تتسع لها مساحة التأويلات والتفسيرات ، وإن كنا حسب قربنا من الشاعر أوبعدنا نستطيع التحديد بلا صعوبة .
وأمام ثلاثة محبين " قيس ، أوزوريس ، الشاعر " .
وربما نسأل : ما الرابط بين هذه القصص الثلاثة ؟ وما الذي دفع الشاعر أن يستدعى من الذاكرة هذين النموذجين المشهورين من أدبنا العربي والمصري ؟؟
فأقول ـ اعتمادا على عروبة ومصرية وعمومية النموذجين ـ أننا أمام وطني محب ، ووطن في صورة المحبوبة .
هذا عن المستوى الفكري للنص ...
أما المستوى الفني :
أولا الوزن :
1: اعتمد الشاعر في نصه على شعر التفعيلة الذي لا يلتزم بعدد محدد من التفعيلات ، جاءت تفعيلة الرمل " فاعلاتن " التي ربما تجيء " فعلاتن " أ, " فالاتن " أو غير ذلك منم الزحافات والعلل التي تتيحها نغمة هذا البحر ، وإن كنت أرى ـ رغم قصر نظري وارتدائي لنظارة ـ أن هناك خلالا موسيقيا في قوله :
" لملميها في رداء الحبِّ "أيزيسُ"/ فما كان يكفي للمسيرِِِِِِِِِِِِِِِِِِ " فالتقطيع العروضي هكذا :
لملميها = فاعلاتن
في رداء لـ = فاعلاتن
حبب إيزيـ = فاعلاتن
س فما كا = فاعلاتن
ن يكفي = فعولن وهي ليست من تفعيلات هذا البحر
للمسيرِ = فاعلاتن
" هذا لو اعتمدت التدوير بين السطرين ، ولو جريت وراء الشاعر واعتمدت الوقف حفاظا على المعنى والمضمون كما قال الشاعر معلقا على ما قاله الشاعر " محمد فايد عثمان "
يكون تقطيع السطر الأول :
ِ لملميها = فاعلاتن
في رداء لـ = فاعلاتن
حبب إيزيـسو " بالإشباع " = فاعلاتان بزيادة سبب خفيف
فما كا = فعولن وهي ليست من تفعيلات هذا البحر
ن يكفي = فعولن وهي ليست من تفعيلات هذا البحر
للمسير = فاعلاتن .
وهذا ما أشار إليه الصديق الشاعر " محمد فايد عثمان " حين وجد نشازا في قول الشاعر " قاسي القلبِ / حيث قلبي "
فالتفعيلة الأولى " قاسي القلبٍِ " = فاعلاتان بلا تدوير .
الثانية " حيث قلبي " = فاعلاتن ولو اعتمد التدوير لاختل الوزن .
بينا لو قيل " قاسي القلب فقلبي " لاستقام الوزن ولا مانع من كتابتهما في سطرين متتاليين أيضا .
وأقول إن كتابة الشعر التفعيلي لا غبار عليها حيث يقطِّع الشاعر تبعا للمعنى ، ولكنني أشير إلى أن نهاية السطر ليس شرطا أن يكون نهاية للتفعيلة وحتى تتضح فإنني أقترح على الشاعر الذي يعتمد التفعيلة أن :
1: إذا انتهت التفعيلة بانتهاء السطر يضع نقطة .
2: إذا كان السطر مدوَّرا مع ما بعده ينهي السطر الأول بفاصلة .

ثانيا القافية :
اعتمد الشاعر ثلاث قواف { النون المكسورة ـ الراء المكسورة المسبوقة بحرف مد ـ العين المكسورة المسبوقة بحرف مد } والقاسم المشترك بينها هو الكسرة التي تدل على الانكسار والحزن والضعف
ثالثا الصور :
جاءت هادئة لا غلو فيها ولا شطط ، متزنة اتزان انفعال الشاعر الذي وضحت الرؤية أمامه ووجد أن الصورة نوعا من إيضاح ما قد يبدو غامضا ، وليست ترفا .مثل : والقصاصاتِ التي فاحَ شذاها من عبيري / ِلملمي أشلاءَهُ في راحة القلبِ الرضيع .
سؤال أربكني :
ماذا يقصد الشاعر في قوله
" هاتِ"ليلى" نخبَ "أوزوريس" / من كل البقاع / ِلملمي أشلاءَهُ في راحة القلبِ الرضيع ِ/ لملميها في رداء الحبِّ "أيزيسُ"/ فما كان يكفي للمسير ِ/ دون خوفٍ أو خضوع"
إذا كان الشاعر في المقطع السابق أمر " ليلي " بأن " تحضر كأس " قيس " فهو أمر طبيعي ، ولكن في هذا المقطع يجمع بين " ليلى ـ إيزيس ـ أوزوريس "
1: فهل خطأ وقع فيه الشاعر قاصدا دفعته النغمة لأن يستبدل بإيزيس ليلى ؟
2: أم أمر متعمد مقصود يرمي إليه الشاعر وكأنه يريد أن يقول بتلك الحرفية إن ليلي هي إيزيس هى محبوبته أسماء متعددة لواحدة ؟
الله أعلم والشاعر
والله من وراء القصد
أخوكم / محمد حافظ

إيزيس وأوزوريس وست والسيد جلال نقوش على متن التاريخ فلقد أعاد الأخير وببراعه إلى الأذهان تلك القصه التى قد لايعرفها البعض والتى مفادها وموجزها الصراع الأزلى الأبدى بين الخير والشر... وهذه واحده...
أما التانية... فربطه الرائع بين الماضى القديم والحديث المعاصر فلقد جاء بقصة حب أخرى من الحديث المعاصر نكاد نعرفها جميعاً ثم ربط بين القصتين الأولى والثانيه ببرباط جعلنى أوقن أنهما معاً هما اللذان أنجبا القصة الثالثه التى هى بيت القصيد ... فيالجمال الربط ويال دقة المفردات وروعة الألفاظ الموحية.