روحُ ليلى
شعر / السيد جلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحقاً تخافين منّي....
لأنّي كما قالتِ القارءاتُ
الكُفُوفَ:عنيدٌ ومُتْعبْ
لأني كما قلتِ أنتِ:
خطيرٌ ومُرْعبْ
أمُدُّ عيونَ حنيني إليكِ
جداولَ رقراقةٍِ
في السهول ِ
وفوقَ ِالهضابِ،
وأنتِ تخافينَ هذا الحبيسَ
بصدركِ أن ينطلقْ
تخافينَ الطريقَ،
وكلَّ الذينَ يمدونَ إليكِ البصرْ
ويهوَى فؤادُكِ بطءَ الغرَقْ
فأنتِ فراشة ُصيفٍ
يمُدُّ الخريفُ الكفوفَ إليها
فتهربُ من ذا الحريق ِ
لكي تحترقْ
فهل تبتغينَ الفصولَ تباعاً ؟
فمن فاتهُُ المَوعِدُ المُرْتجَى
فاتهُ العُمْرُ،
هيهاتَ أن يتّسِقْ
تمُدُّ الحياةُ جُذُوعَ النباتِ
ببعض ِالفروع ِ،
وبعض ِالثمار ِ،
وبعدَ السقوطِ
تأبَّى عليها رجوعَ الورقْ
نعم كنتُ طيراً غريباً،
وكنتِ...
بهذا الفضاءِ
قريبين ِكُنا بغير ِاللقاءِ
بعيدين صِرنا بغير ِانتهاءِ
فما صِرتُ شيئاً،
ولا أنتِ صرتِ...
ومَنْ يقتلُ الحُبَّ عمْداً
فحتماً سيُقتّلْ
وعُمرُ القتيل ِمَديدُ وأطولْ
فما ماتَ حُبٌّ بقلبٍ صحيحْ
ولا صحَّ قلبٌ بحبٍّ شحيحْ
فأين كلانا بصمتُكِ أنتِ
وصمتي...؟
كطير ِالحنين ِتمرّينَ
بين الخواطرْ
تزورينَ بينَ المساءاتِ شاعرْ
تخفَّي ببيتِ القصيدِ
كما أنّك الآنَ فيهِ اختفيتِ
صفَتْ روحُ ليلى،
وليلى من الروح ِلم تصْفُ
جناحان ِفي ظلمة الليل ِطارا
بغير ِالبدنْ
فكيفَ السَّكنْ...؟
فمرَّ الزمانٌ بليلى تهيمُ
ولمْ تسترحْ
ولم تغْفُ
ولن تستريحَ بغير ِالألقْ
أحقاً تخافين منّي....
لأنّي كما قالتِ القارءاتُ
الكُفُوفَ:أحبُ الغرقْ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة 19/6/2013